الشرطة البريطانية تقلل وجودها على منصة X لهذا السبب
قللت قوات الشرطة البريطانية وجودها على منصة X (المعروفة سابقًا باسم تويتر) بسبب مخاوف متزايدة بشأن دور المنصة في نشر المحتوى المتطرف والمعلومات المضللة.
وفيما تحاول “X” تحت إدارة إيلون ماسك الحفاظ على مستخدميها في الأسواق الرئيسة، أعلنت بعض قوات الشرطة البريطانية أنها بصدد مراجعة نشاطها على المنصة، بينما قررت إحداها الانسحاب نهائيًا.
منصة X تساهم في نشر المحتوى المتطرف والمعلومات المضللة
خلال الصيف الماضي، استخدمت المنصة لنشر معلومات مضللة أدت إلى اندلاع أعمال شغب في أنحاء بريطانيا، كما أعادت المنصة تفعيل حسابات بريطانية كانت محظورة بسبب نشر محتوى متطرف. ويرى النقاد أن نهج ماسك المتساهل تجاه إدارة المحتوى ساهم في انتشار الأكاذيب وخطاب الكراهية على نطاق واسع.
ووفقًا لتحقيق أجرته وكالة “رويترز”، فقد تواصلت مع 45 من قوات الشرطة الإقليمية وشرطة النقل البريطانية، وأفادت 33 قوة أنها تراجع فعالية وجودها على منصة “X”.
ولأكثر من عقد، كانت “X” وسيلة اتصال أساسية للحكومة البريطانية، والخدمات العامة، وحتى العائلة الملكية، حيث استفادت منها خدمات الطوارئ لتنبيه المواطنين بشأن حالات الطوارئ المدنية، الأشخاص المفقودين، أو إغلاق الطرق.
قوات الشرطة البريطانية تقلل من نشاطاتها على منصة X
ومع ذلك، أعلنت ست من قوات الشرطة البريطانية أنها ستقلل من نشاطها على “X” لتقتصر على حساب واحد أو اثنين فقط. فمثلًا، شرطة شمال ويلز، التي تخدم نحو 700 ألف نسمة، توقفت تمامًا عن استخدام المنصة في أغسطس الماضي.
وأوضحت رئيسة شرطة شمال ويلز، أماندا بلاكمان، أن المنصة “لم تعد تتماشى مع قيمنا”، وأن الشرطة الآن تبحث عن وسائل أخرى للتواصل مع سكان المنطقة.
وفي جنوب ويلز، صرحت شرطة “غوينت” بأنها تراجع وجودها على “X” بسبب مخاوف تتعلق بالمحتوى على المنصة. كما أزالت جميع حسابات الضباط الفردية. وفي غرب يوركشاير، تسعى الشرطة إلى تحديد ما إذا كانت “X” لا تزال وسيلة فعالة للتواصل مع الجمهور.
وأثار دور المنصة في إثارة العنف والتطرف انتباه الرأي العام في بريطانيا بعد اندلاع أعمال شغب بسبب منشورات كاذبة ادعت أن هجومًا في بلدة ساوثبورت الشمالية، حيث قُتلت ثلاث فتيات صغيرات، كان من تنفيذ مهاجر مسلم.
وعلق إيلون ماسك نفسه على “X”، قائلًا إن “الحرب الأهلية حتمية”. في حين شكر الناشط البريطاني المناهض للإسلام، تومي روبنسون، ماسك لإتاحة الفرصة له على “X” للرد على ما وصفه بأكاذيب الإعلام.
في الوقت ذاته، دعم ماسك ادعاءات نشطاء يمينيين تحدثوا عن وجود “نظامين للعدالة” في بريطانيا، حيث زعموا أن الشرطة تتساهل مع المتظاهرين من الأقليات واليسار، بينما تتعامل بقسوة مع اليمينيين. لكنّ قادة الشرطة البريطانيين رفضوا هذه الادعاءات، مؤكدين أن استجابتهم السريعة للعنف كانت في مصلحة الأمن العام.
على الرغم من أن أيًّا من قوات الشرطة لم تربط بشكل مباشر قرارها بمراجعة استخدام “X” بأحداث الشغب الأخيرة، إلا أن بول رايلي، المحاضر في الإعلام والديمقراطية بجامعة غلاسكو، أشار إلى أن مغادرة العديد من المستخدمين المنصة تعود إلى “زيادة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة، بالإضافة إلى طريقة استخدام ماسك للمنصة”.
كما انخفض استخدام المنصة بشكل عام، حيث أظهرت بيانات شركة “Similarweb” أن عدد مستخدمي تطبيق “X” في بريطانيا على أجهزة iOS وأندرويد انخفض بنسبة 17.7% خلال سبتمبر الماضي مقارنة بالعام السابق.
ووفي الوقت الذي تستمر فيه الحكومة البريطانية بنشر المعلومات عبر “X”، إلا أنها توقفت عن استخدام المنصة لأغراض إعلانية مدفوعة، مفضلةً الاعتماد على منصات أخرى مثل “إنستغرام” و”فيسبوك”، وفقًا لمصدر حكومي.
أما آدم هادلي، المدير التنفيذي لمبادرة “التكنولوجيا ضد الإرهاب” المدعومة من الأمم المتحدة، فأشار إلى أن السلطات تحتاج لاختيار منصات النشر بحذر، موضحًا أن “المنصات لها هوية سياسية، ولذلك من المهم اختيار المنصة المناسبة للتواصل”.
—————————————————————
اقرأ أيضًا
ما دور إيلون ماسك في تأجيج اليمين المتطرف في بريطانيا؟
إيلون ماسك يحرض على اندلاع حرب أهلية في بريطانيا
نواب حزب العمال الحاكم يقاطعون تطبيق إكس “تويتر” لهذا السبب
الرابط المختصر هنا ⬇