السورية صبا برهوم تساعد المراهقين في بريطانيا على اكتشاف مواهبهم
تُشرِف السورية صبا برهوم التي استقرت في بلفاست على تعليم المراهقين كيفية توجيه جانبهم الإبداعي أثناء طلب اللجوء.
وتُعَد صبا برهوم -ذات الـ39 عامًا والتي أتت إلى مدينة بلفاست منذ 12 شهرًا- واحدة من الفنانين والموسيقيين اللاجئين الذين كوَّنوا علاقات جديدة وإيجابية بفضل برنامج رائد يموله مجلس العلاقات المجتمعية (CRC).
هذا وقد أنشأ مخططَ إعادة توطين الموسيقيين والفنانين المعرضين للخطر (MARRS) مبادرةُ (Beyond Skin) للفنون والحملة الدولية للموسيقيين الأفغان، التي وسَّعت المشروع بعد تقديم موسيقيين من جنسيات أخرى، وهو مشروع يدعم الأنشطة الإبداعية ودروس اللغة الإنجليزية، إضافة إلى منح طالبي اللجوء فرصة لقاء أشخاص من مجتمعات وخلفيات أخرى.
وبالعودة إلى سوريا، كانت صبا أستاذة فنون وفنانة قبل اندلاع الحرب التي شتَّت شمل عائلتها، حيث ذهب والدها إلى المملكة العربية السعودية، وانتقلت هي إلى بلفاست، في حين استقرت أختها وزوجها في إنجلترا.
من سوريا إلى بلفاست: فن لا يموت
بعد فرار صبا من سوريا، عاشت في قبرص أربع سنوات قاست خلالها ألم العنصرية والإذلال. وها هي الآن في بلفاست منذ عام، حيث تشعر بانتماء كبير، ولم تتعرض لأي معاملة سيئة تُشعرها بالوحدة أو بكونها لاجئة.
وعلى ضوء ذلك قال دارين فيرجسون الرئيس التنفيذي لمؤسسة (Beyond Skin): إن المجموعة تركز على تقديم الدعم للموسيقيين والفنانين القادمين إلى بريطانيا، والذين يتعين على كثير منهم العيش في فنادق اللجوء.
يُذكَر أن المؤسسة طوَّرت مشاريع للمساعدة في طلب اللجوء؛ لإقامة صِلات مع المبدعين المحليين ومع مجتمعات الأقليات الأخرى.
اندماج صبا برهوم في مجتمع بلفاست
عاشت صبا في فندق في بلفاست أربعة أشهر تقريبًا قبل أن تنتقل إلى منزل مشترك. ولم تكن قادرة على التدريس ولم تُعرَف بأنها فنانة. (Nuvigil) وجاء ارتباطها بمؤسسة (Beyond Skin) عن طريق الانضمام إلى نادي الغيتار (MARRS Guitar Club)، حيث تلقت معاملة جيدة لا تختلف عن معاملة أي موسيقي محترف، فسُجِّل عزفها مع موسيقيين آخرين في جو يلغي جميع الفروقات ويعزز التميز والحس الفني فقط.
ومنذ ذلك الحين بدأت صبا تدريس الفن عن طريق ورشات العمل المجتمعية والمدرسية. وكانت آخر ورشة عمل لها في مدرسة (Integrated College Glengormley)، حيث عملت مع (Welcome Club)، وهي مجموعة أنشأتها المدرسة لطالبي اللجوء من الأطفال. وأصبحت تمارس هوايتها وتعلمها للناس بحرية مرة أخرى في أجواء حافلة بالإبداع وتبادل الخبرات، فضلًا عن العلاقات المبنية على الثقة.
جدير بالذكر أن مخطط المنح الصغيرة للعلاقات المجتمعية/التنوع الثقافي التابع للجنة حقوق الطفل، يوفر الدعم للمجموعات التطوعية وغير التطوعية في جميع أنحاء أيرلندا الشمالية؛ للمساعدة في تطوير قدراتها ودعم التزام السلطات المحلية ببناء مجتمع أكثر تماسكًا. لمزيد من المعلومات، زُر الموقع الآتي: (www.community-relations.org.uk).
مخاوف السورية صبا برهوم على شقيقتيها بعد الزلزال المدمر
بينما تعيد صبا بناء حياتها في بلفاست، صُدمت الفنانة من الزلزال الذي دمر أجزاء من سوريا، وبخاصة أن لديها شقيقتَين نُقلتا إلى ملجأ مؤقت في مدينة حلب، التي مزقتها الحرب وكانت من أكثر المناطق تضررًا من الكارثة الطبيعية.
تضرَّعت صبا إلى الله؛ لحفظ شقيقتيها، ودعت الناس إلى الدعاء من أجل أسرتها وشعبها، مؤكدة ضرورة الاستجابة لنداءات الإغاثة، وقالت: الخوف والحزن مستمران بعد توقف الزلزال؛ لأن سوريا تواجه صعوبات كثيرة في إنقاذ العالقين تحت الأنقاض ومساعدة الناجين؛ بسبب نقص الأدوية وارتفاع تكلفة السلع الأساسية وندرة الكهرباء والوقود ونقص المأوى في الطقس الشتوي القاسي، وكل ذلك نتيجة العقوبات الدولية المفروضة على الشعب السوري الضعيف والمتمسك بحبل الأمل رغم كل شيء.
“فضَّل بعض الناس البقاء والموت تحت الأنقاض؛ لأنهم ظنوا أنهم سيموتون على أي حال إما بسبب الجوع وإما بسبب البرد في حال خروجهم، فالفقر والظلم والمرض يملأ قلوبهم!”.
وأضافت: “تواجه العائلات التي نجت صراعًا جديدًا، يتمثل في البحث عن مأوى وطعام وملابس؛ لأنهم فقدوا ممتلكاتهم القليلة التي كانت بحوزتهم قبل الزلزال، وها هم الآن ينتظرون مصيرهم المجهول في المساجد والكنائس والمدارس. أضف إلى ذلك أن كثيرًا من الأطفال تيتَّموا وما يزال مصير المفقودين مجهولًا!”.
اقرأ أيضًا:
قصة نجاح.. من أهوال الحرب في سوريا إلى افتتاح أول مطعم معجنات سورية في برايتون
البطلة الأولمبية السورية يسرا مارديني: اللاجئون لم يأتوا إلى بريطانيا للاستجمام
الرابط المختصر هنا ⬇