السلطات المحلية بمانشستر تحارب التشرد بخمس خطوات
ساعدت السلطات المحلية بمانشستر كثيرًا من الناس الذين لا يملكون مأوى ينامون فيه والمعرضين للتشرد أكثر من أي سلطة محلية أخرى في إنجلترا العام الماضي. وقد افتتحت دار البلدية 6525 مأوى للمشردين في عام 2021-2022، لتصبح أكثر البلديات إيواء للمشردين من أي مجلس آخر في البلاد.
وفي الوقت الحالي يعمل المجلس على بناء مزيد من المساكن الاجتماعية؛ لحل مشكلة قوائم الانتظار الطويلة في المدينة، وتستثمر دار البلدية أيضًا في السكن المؤقت. وحرِيٌّ بنا أن نشير إلى أن القطاع العام لا يخوض هذه المعركة بمفرده؛ فالجمعيات الخيرية والمدارس تشارك فيها أيضًا وتُسهِم إسهامًا كبيرًا: من تزويد العائلات بالأساسيات التي يحتاجون إليها، إلى مساعدة المشردين على العودة إلى العمل.
وكانت خدمة الإبلاغ عن الديمقراطية المحلية تبحث في كيفية تعامل مانشستر مع مشكلة التشرد. وفي ما يلي نضع بين يديكم خمسة أشياء يعمل عليها مجلس المدينة الآن.
1. الاستثمار في السكن المؤقت
ابتداء من نهاية شهر ديسمبر، وصل عدد الأسر التي تعيش في مساكن مؤقتة في المدينة 3189 أسرة، وقد حدد مجلس مانشستر الآن هدفًا لتقليص هذا العدد إلى عشر عائلات في نهاية هذا العام، وجعل مدة الانتظار لا تزيد على ستة أسابيع بحلول شهر يونيو. ولتحقيق ذلك سيحتاج مجلس المدينة إلى إيجاد سكن بديل.
وتعمل السلطة المحلية على تأجير مزيد من أماكن الإقامة المستقلة بوصفها بديلًا عن السكن، مع توقع توفير 200 عقار بحلول نهاية مارس. وسيكلف هذا 7.9 مليون باوند على مدار خمس سنوات، ولكنه سيوفر نحو 34 مليون باوند. وتستهدف هذه المخططات في المقام الأول إيواء الناس ومنع تزايد مستوى التشرد.
2. تغيير السياسات لمنع التشرد
قال جون رايان مسؤول المساكن وأماكن الإيواء في مانشستر: إن مشكلة التشرد في المدينة هي واحدة من أسوأ المشكلات في البلاد. وأرجع سبب ذلك إلى “غلاء الإيجار” وأزمة تكلفة المعيشة. لكنه أشاد بعمل المجلس، وأضاف: إن “الفريق المختص بمعالجة ظاهرة التشرد في مجلس المدينة يؤدي عملًا رائعًا ويبذل جهودًا كبيرة على الأرض؛ للتصدي لهذه الأزمة المتنامية، ووضع سياسات عملية تحدث فرقًا حقيقيًّا”.
ويدرس المجلس حاليًّا تغيير سياسة تخصيص المساكن، بحيث يكون للأشخاص المعرضين لخطر التشرد الأولوية نفسها في قائمة الإسكان، شأنهم في ذلك شأن من هم بالفعل بلا مأوى. ويستهدف المجلس من هذا الإجراء حث الناس على طلب المساعدة في وقت مبكر، ولا سيما إذا كان المجلس قادرًا على مساعدتهم وإيجاد حل لمشكلتهم.
وهذا النهج الذي اعتُمِد بالفعل في ليدز وكامدن، يعني أن الناس سيتمكنون من الانتقال إلى منزل خاص مستأجر، بدلًا من السكن المؤقت دون فقدان مكانهم في قائمة انتظار الإسكان الاجتماعي.
3. المدارس الداعمة للأسر
يتفق الجميع على أن أماكن المبيت ليست مناسبة لإقامة العائلات فيها، ولا سيما إذا كان الأمر يتعلق بإيواء الأطفال تحت نفس سقف مدمني الكحول ومرتكبي جرائم الاغتصاب! وفي كثير من الأحيان يبلِّغ السكان عن انتشار الفئران، أضف إلى ذلك أن العائلات ليس لديها مرافق للطهو، ولا يملك الأطفال مكانًا لأداء واجباتهم المدرسية.
وبهذا الصدد تقدم أكاديمية (Manchester Communication) للعائلات في أماكن المبيت، مكانًا للطهو والاستحمام وغسل الملابس داخل المدرسة نفسها. وهذا من شأنه أن يمنحهم الخصوصية التي يفتقرون إليها في هذا السكن غير المناسب.
ويعمل العديد من المدارس في جميع أنحاء المدينة على إحالة العائلات إلى المجلس. وتستقبل مؤسسة (Wood Street Mission) الخيرية المعنية بفقر الأطفال كثيرًا من هذه الإحالات، ووفقًا لمديرها التنفيذي تكون هذه الإحالات أكثر ما تكون من مديري المدارس.
4. الجمعيات الخيرية تساعد الناس وتعينهم على النهوض بأنفسهم من جديد
تأتي الجمعيات الخيرية في طليعة المؤسسات التي تكافح التشرد وتعمل على حل المشكلات المسببة له. وحتى خطة “سرير كل ليلة” تعتمد على التبرعات العامة.
من تزويد المشردين بالأساسيات التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة، إلى الضغط على الحكومة لاتخاذ إجراءات جادة، تعمل الجمعيات الخيرية بخطى وثيقة مع الهيئات العامة لمنع التشرد ومساعدة من ابتُلِي بهذا الأمر. وإحدى هذه المؤسسات الخيرية هي (Standing Tall) التي تدعم الأشخاص المشردين وتعينهم على النهوض مجددًا وبدء حياة أفضل. ويشمل ذلك دعم الأفراد ماديًّا ومساعدتهم في العثور على عمل.
5. بناء مزيد من المساكن الاجتماعية وجعل المساكن ميسورة التكلفة
يرى المستشارون والجمعيات الخيرية -وغيرهم- أن مانشستر لا تستطيع حل أزمة التشرد إذا لم يكن لديها ما يكفي من المساكن الاجتماعية وبأسعار معقولة. ومن أكبر أسباب التشرد في المدينة هو فقدان المستأجرين منازلهم المستأجرة، ويكون ذلك في الغالب دون أي تعَدٍّ من جانبهم.
وستُحدَّد تكلفة استئجار كثير من هذه المنازل الجديدة على مستوى بدل السكن المحلي، ما يجعل مشروع “إيجار مانشستر ليفينج” الذي صِيغ حديثًا في متناول الجميع في المدينة، حتى أولئك الذين يعتمدون على مزايا الإسكان. وفي الوقت نفسه ستُستخدَم العقارات المبيعة والمستأجرة للقطاع الخاص ضمن هذه التطورات لزيادة الإيرادات ودعم تكلفة العقارات المعقولة.
ماذا تقول الحكومة في هذا الشأن؟
قال المتحدث باسم إدارة التسوية والإسكان والمجتمعات: “على المجالس عدم ترك العائلات دون مأوى يجمعهم ويحميهم من خطر التشرد، ونحن بدورنا سنمنح الجهات القائمة على هذا الأمر 366 مليون باوند هذا العام؛ للمساعدة في التصدي للتشرد وتوفير سكن مؤقت، مع تمويل المناطق الأكثر احتياجًا على وجه الخصوص”.
“تلقت مانشستر أكثر من 3 ملايين باوند من خلال منحة منع التشرد. وستتلقى 7 ملايين باوند أخرى أخرى على مدى السنوات الثلاث المقبلة؛ لمنع التشرد ودعم أولئك الذين يعيشون في الشوارع”.
اقرأ أيضا
ما الذي تعنيه نتائج الانتخابات المحلية في بريطانيا وإيرلندا الشمالية؟
الانتخابات المحلية اليوم في بريطانيا : أين تعقد ومن هم مرشحو دائرتك؟
الرابط المختصر هنا ⬇