العرب في بريطانيا | السجون المفتوحة في بريطانيا.. إصلاح جنائي أم ثغ...

1447 جمادى الثانية 16 | 07 ديسمبر 2025

السجون المفتوحة في بريطانيا.. إصلاح جنائي أم ثغرة أمنية تهدد ثقة المجتمع؟

السجون المفتوحة في بريطانيا.. إصلاح جنائي أم ثغرة أمنية تهدد ثقة المجتمع؟
عبلة قوفي November 7, 2025

في ظل تصاعد النقاش لمسألة أمن السجون البريطانية، تعود إلى الواجهة قضية “السجون المفتوحة” التي تمثل واحدة من أكثر التجارب جرأةً في النظام الإصلاحي بالمملكة المتحدة. ومع ازدياد حالات الهروب وغياب بعض النزلاء، يثار هذا التساؤل: ألا تزال هذه السجون تؤدي دورها في إعادة التأهيل أم تحولت إلى مصدر قلق للمجتمع؟

ما فكرة “السجون المفتوحة”؟

General view of North Sea Camp open prison in Boston, Lincolnshire. Serious offenders are being moved into low-security open prisons where they could easily abscond, an investigation found. PRESS ASSOCIATION Photo. Issue date: Sunday April 1, 2007. Armed robbers and sex offenders are among those held in what some say are unsuitably relaxed conditions at HMP North Sea Camp, Lincolnshire. An undercover investigation by a serving prisoner revealed apparently lax security procedures as well as widespread drug and alcohol use. See PA story PRISONS Open. Photo credit should read: Chris Radburn/PA Wire.

في إنجلترا وويلز يُصنّف نظام السجون حسَب فئات الأمان: من الفئة A (الأعلى أمانًا) إلى الفئة D (الأقل أمانًا)، وهي مرافق تُخصّص لنزلاء يُعتقد أنهم يشكّلون مخاطر محدودة للهروب أو الإيذاء، وذلك غالبًا في نهاية فترة حكمهم أو بعد أن أثبتوا سلوكًا جيدًا داخل السجن.

وتتسم هذه السجون بعدم وجود أسوار عالية أو حواجز ضخمة مثلما نجدها في السجون المغلقة، ويُسمح للنزلاء بالتنقّل داخل المرفق أو حتى الخروج نهارًا لأغراض العمل أو الدراسة؛ دعمًا لجهود إعادة اندماجهم في المجتمع.

والهدف من هذا النظام هو تقليل معدّل العودة إلى الجريمة (Recidivism)، وتسهيل إعادة الدمج الاجتماعي، وتحفيز النزيل على الانتقال التدريجي من حالة الحجز الكامل إلى الاستعداد للحرية.

لماذا يَكثر الحديث الآن عن السجون المفتوحة والهروب منها؟

تواجه سلطات السجون البريطانية ضغوطًا كبيرة؛ نتيجة ارتفاع أعداد المحكومين والاكتظاظ في السجون المغلقة ونقص أماكن الاحتجاز المناسبة. وأشار تقرير هيئة المراقبة الوطنية (NAO) إلى أن نقل نزلاء أكثر إلى السجون المفتوحة يُعدّ أحد الحلول لأزمة الاكتظاظ.

وفي ربيع عام 2025، أعلنت الحكومة أنه يمكن لبعض النزلاء الانتقال إلى سجن مفتوح قبل ثلاث سنوات من الموعد السابق، ضمن سياسة لتخفيف الضغط عن النظام الجنائي، لكن هذا القرار أثار مخاوف بشأن السلامة العامة، إذ أفاد حاكم أحد السجون بأن مرافق الفئة D التي لم تشهد حالات هروب منذ سنوات بدأت تسجل ارتفاعًا في حالات “الغياب بلا إذن” (Absconding).

هذا وسُجّلت حالة هروب بارزة في سجن (HMP Ford) في غرب ساسكس لنزيل محكوم بعقوبة طويلة. كما عبّرت تقارير إعلامية عن قلق من أن تقييمات المخاطر الأمنية قبل نقل النزلاء إلى الفئة D باتت تُجرى بوتيرة أسرع وأحيانًا دون مراجعة شاملة، وهو ما كشفته صحيفة الغارديان في تحقيقاتها.

إن تكرار هذه الحوادث جعل مصطلح “هروب من سجن مفتوح” أو “اختفاء نزيل” يتردد في وسائل الإعلام البريطانية، ما أثار نقاشًا عامًّا بشأن ما إذا كانت سياسة التوسع في هذا النوع من السجون تُهدد الأمن المحلي.

ماذا يعني ذلك للمجتمعات العربية في بريطانيا؟

مع أن معظم نزلاء السجون المفتوحة لا يُعتبرون خطرين، فإن الصورة الإعلامية لحالات الهروب قد تثير قلق المجتمع، ولا سيما بين اللاجئين والمهاجرين العرب المقيمين بالقرب من هذه المرافق. ويجب التنبيه أيضًا إلى أن نقل النزلاء إلى سجن مفتوح لا يتم تلقائيًّا، بل بعد تقييم دقيق للمخاطر، وأن هناك آليات صارمة لإلغاء الإقامة في السجن المفتوح عند أي خرق للشروط.

ومع ذلك، في ظل الضغط المستمر على النظام، قد تظهر بعض المخاطر التي تتطلب وعيًا مجتمعيًّا، مثل متابعة التنبيهات الصادرة عن الشرطة المحلية أو الجهات الرسمية في حال الإبلاغ عن غياب نزيل، كما ينبغي إدراك أن مفهوم “السجن المفتوح” لا يعني غياب الرقابة، بل وجودها ضمن نظام أكثر مرونة يسعى إلى الإصلاح لا العقاب.

خلاصة وتوصيات

تُعدّ السجون المفتوحة تجربة إصلاحية رائدة في النظام الجنائي البريطاني، إذ تسعى إلى الدمج وإعادة التأهيل، لا إلى تخفيف العقوبة دون رقابة، لكن الواقع الحالي يشهد ضغوطًا غير مسبوقة على هذا النظام، مع ازدياد أعداد السجناء وانتقالهم السريع إلى فئة D، ما يفرض إعادة النظر في توازن الأمن والإصلاح.

لذلك توصي منصة العرب في بريطانيا (AUK) بما يأتي:

  1. متابعة الأخبار المحلية بشأن السجون القريبة ومراقبة أي تنبيهات تتعلق بسلامة المنطقة.
  2. التواصل مع الشرطة المحلية عند حدوث أي واقعة غياب أو هروب؛ لضمان الأمان المجتمعي.
  3. المشاركة في النقاش العام لسياسات السجون المفتوحة وأثرها على المجتمع.
  4. دعم جهود إعادة التأهيل بوصفها ركيزة أساسية للأمن المجتمعي على المدى البعيد.

 


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة