وظائف مهددة بالاختفاء بسبب تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل شات جي بي تي
من الواضح أن استعمال الذكاء الاصطناعي سيعزز النمو الاقتصادي للدول، ولكنه بالمقابل سيسيطر على سوق العمل، حيث كشفت دراسة حديثة عن أكثر 20 وظيفة عرضة لخطر الاختفاء بسبب هذه التقنية المتطورة.
أجرت مجموعة من العلماء من جامعة برينستون دراسة عن العلاقة بين الوظائف والذكاء الاصطناعي من خلال 10 تطبيقات تعمل بالذكاء الاصطناعي، المبرمج على أساس اللغة و52 قدرة من القدرات البشرية.
وأظهرت النتائج أن المسوقين عبر الهاتف والمعلمين ومختصي علم النفس في المدارس والقضاة، هم من بين الموظفين الأكثر عرضة لخطر فقدان وظائفهم وحلول التقنية الجديدة محلهم.
الذكاء الاصطناعي يهدد 20 وظيفة بالزوال!
أثارت المخاوف من حلول التطبيقات الذكية محل البشر في أداء الوظائف مؤخرًا ضجة كبيرة في جميع أنحاء العالم، ولا سيما بعد إطلاق شات جي بي تي (ChatGPT)؛ وذلك لقدرتها على أداء مهام وظيفية بشرية كثيرة، مثل كتابة رسائل البريد الإلكتروني والسير الذاتية.
ومن المحتمل أن يكون تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل متعدد الأوجه؛ ففي بعض الحالات قد يحل الذكاء الاصطناعي محل العمل الذي كان البشر يمارسونه سابقًا، وفي حالات أخرى، قد يكمل الذكاء الاصطناعي العمل الذي يمارسه البشر، كما جاء في الدراسة التي نُشِرت مؤخرًا.
ومن الأمثلة البارزة على كيفية استمرار تقدم قدرات الذكاء الاصطناعي: التحسينات الأخيرة في نمذجة لغة الذكاء الاصطناعي. ومثال ذلك تطبيق شات جي بي تي، المصمم لنمذجة اللغة والصادر عن شركة (Open AI) في أواخر عام 2022، والذي حظي بقدر كبير من الاهتمام والجدل.
أُلِّفت الدراسة بناء على استخدام مقياس التعرض المهني للذكاء الاصطناعي، الذي أنشأه إدوارد فيلتن مع جامعة برينستون في عام 2021. وشملت هذه الدراسة 10 تطبيقات تعمل بالذكاء الاصطناعي، وهي: ألعاب استراتيجية مجردة وألعاب فيديو حية، والتعرف على الصور والإجابة عن الأسئلة المرئية، وإنشاء الصور وفهم النص والترجمة والتعرف على الكلام، والتعرف على المسار الآلي.
وتضمنت برامج الذكاء الاصطناعي القدرات البشرية الـ52، التي حُصل عليها من قاعدة بيانات شبكة المعلومات المهنية (O * NET)، التي تستخدمها وزارة العمل الأمريكية لوصف أكثر من 800 وظيفة، ويشمل ذلك الوظائف التي تعتمد على الفهم الشفهي والتعبير الشفوي والاستدلال الاستقرائي والقدرة على استخدام اليد.
ثم أضاف الباحثون بعد ذلك نمذجة اللغة إلى القياس، موضحين الآلية التي تطورت بها روبوتات الدردشة مثل شات جي بي تي، التي دُرِّبت على عينة ضخمة من النصوص على الإنترنت، وتمكنها من تغيير الوظائف. ويمكن لتطبيق شات جي بي تي فهم لغة البشر وإجراء محادثات معهم وإنشاء نصوص مفصلة، قال عنها كثيرون: إنها مثيرة للإعجاب لدرجة أنها تشبه منتجات الإنسان.
وتُظهر القائمة الجديدة أن مجال التعليم سيتأثر كثيرًا بسبب الذكاء الاصطناعي. ويبدو أن هذه النتائج تتماشى مع استخدام شات جي بي تي لأداء الواجبات المنزلية.
وفي هذا السياق قال كيفن بريان، وهو أستاذ في جامعة تورنتو أدار برنامج ريادة الأعمال القائم على الذكاء الاصطناعي: إنه «صُدم» بقدرات الأداة الاصطناعية بعد أن جعلها تكتب إجابات متعددة للامتحانات.
وفي تحديد مهام الذكاء الاصطناعي العديدة، نجد أن بعضها يتضمن الجمع بين المعرفة عبر مجالات مختلفة، حيث قال بريان: إنها بصراحة تنتج أفضل مما يمكن لخريج ماجستير في إدارة الأعمال أن ينتجه.
ومع ذلك، كان المسوقون عبر الهاتف على رأس قائمة الوظائف المعرضة لخطر الاختفاء، ولم يكن ذلك مفاجئًا؛ لأن عدة شركات -على غرار (Lyft) و(Fandango) و(Spotify) و(Mastercard)- تستخدم روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لهذا المنصب.
تجدر الإشارة إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع حتى الآن أن يحل محل القضاة البشر، لكن التقنية مفيدة في قاعة المحكمة من نواح كثيرة، حيث يمكن للبرامج الذكية جمع الأبحاث، ما يجعل القاضي يستغني عن مراجعة الكتب القانونية يدويًّا.
وفي وقت سابق من هذا العام، كشف قاضٍ كولومبي -يُدعى خوان مانويل باديلا جارسيا- أنه استخدم شات جي بي تي لمساعدته على البت في قضية تتعلق بطفل مصاب بالتوحد، إذ طُلب منه الحكم فيما إذا كان بإمكان شركة التأمين الصحي رفض دفع رسوم المواعيد الطبية والعلاج والنقل للطفل سلفادور المصاب بالتوحد، نظرًا إلى دخل والديه المحدود.
قال باديلا الذي حكم لمصلحة الطفل: إنه سأل الروبوت عدة أسئلة، من بينها: هل يُعفى القُصَّر المصابون بالتوحد من دفع رسوم علاجاتهم، فأجاب: نعم، وفقًا للوائح في كولومبيا، يُعفى القُصَّر المصابون بالتوحد من دفع رسوم علاجاتهم.
ومن جهة أخرى، يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على أداء كثير من الوظائف، مثل: كتابة التقارير وإعداد تقارير الرواتب في إدارات الخدمة العامة والشركات الكبيرة إلى الأطباء والمعلمين الذين يعلمون الأطفال في المنزل.
جدير بالذكر أن الصحافة هي الأخرى مهددة بالاختفاء، حيث يستطيع الذكاء الاصطناعي جمع التقارير الرياضية، والكشف عن تحركات سوق الأسهم في ملخص يمكن قراءته بسهولة.
اقرأ أيضًا:
جوجل تطلق خدمة “بارد” لمنافسة ثورة الذكاء الاصطناعي ChatGPT
مايكروسوفت توفر أداة تقنية جديدة تستطيع كتابة الإيميلات بالنيابة عنك
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
5°C