الذكاء الاصطناعي قد يهدد ثلاثة ملايين وظيفة في بريطانيا
تشير دراسة حديثة صادرة عن معهد توني بلير إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى فقدان ما يصل إلى ثلاثة ملايين وظيفة في بريطانيا، رغم أن هذا العدد قد يُقابله ظهور وظائف جديدة.
وتبرز الدراسة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل وظائف تتراوح بين مليون إلى ثلاثة ملايين وظيفة، وخاصة في مجالات مثل: الإدارة، والمبيعات، وخدمة العملاء، بالإضافة إلى الصناعات التي تعتمد على البيانات، مثل الخدمات المصرفية والمالية.
تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل
حسب التقرير، يتوقع الباحثون ارتفاع البطالة تدريجيًا مع توسع الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد، وذُكر أن أعلى مستويات فقدان الوظائف ستتراوح سنويًا بين 60 ألف و275 ألف وظيفة.
ورغم هذه التأثيرات السلبية المحتملة، يرى التقرير أن الذكاء الاصطناعي قد يوفر فرصًا جديدة للعمال نتيجة التحولات المتوقعة في الوظائف.
نمو الاقتصاد البريطاني
تقدر الدراسة أن الذكاء الاصطناعي قد يعزز الاقتصاد البريطاني بنسبة تصل إلى 14% بحلول منتصف القرن.
ويشير التقرير إلى أن الشركات يمكنها توفير ما يقرب من ربع وقت القوى العاملة في القطاع الخاص، وهو ما يعادل إنتاجية ستة ملايين عامل.
في هذا السياق، تتمتع لندن بمكانة خاصة باعتبارها أكبر مركز لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية في أوروبا، إذ تضم العاصمة البريطانية 30% من الشركات الناشئة في هذا المجال على مستوى أوروبا، وفقًا لدراسة أجرتها شركتا (Accel) و (Dealroom) في يونيو/ حزيران الماضي.
التأثير على الإنتاجية والناتج المحلي الإجمالي
يشير التقرير إلى أن تأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد البريطاني ما يزال محدودًا، وقد يرفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 1% فقط خلال السنوات الخمس المقبلة، ليصل معدل البطالة إلى 180 ألف شخص بحلول عام 2030.
ومن جهة أخرى، على المدى الطويل فقد يسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز الإنتاجية بنسبة تتراوح بين 5% و14% بحلول عام 2050، لكن ذلك يعتمد على مدى قابلية الشركات تنفيذ هذه التقنية بتكاليف مناسبة واعتمادها بشكل موسع.
ويشير التقرير إلى أن الشركات الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي بحاجة إلى توسيع نطاق تقنياتها وتطوير أدوات فعالة بتكاليف معقولة، لتتمكن الشركات الصغرى من تبنيها دون أعباء مالية كبيرة.
سوق العمل ومستويات العمالة
إلى جانب تأثيراته الاقتصادية، قد يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة وكفاءة سوق العمل.
ويمكن لهذه التقنية أن تلعب دورًا في تحسين أداء الطلاب في المدارس، وتوفير الرعاية الطبية الوقائية، ما يقلل من أيام العمل الضائعة، ويسهم في مطابقة المهارات مع الوظائف المناسبة. هذا من شأنه أن يحسن من حجم العمالة المتاحة ونوعيتها في الاقتصاد البريطاني.
مقترحات لتقليل آثار الذكاء الاصطناعي على العمالة
لتخفيف الآثار السلبية المتوقعة لفقدان الوظائف، يقترح التقرير على الحكومات اتخاذ إجراءات احترازية، تشمل تزويد العمال بمعرفة كافية بشأن التغييرات المرتقبة في مكان العمل، وتوفير شبكات الأمان المالي وفرص إعادة التدريب لضمان استمرارية توظيفهم.
ويوصي الباحثون بأن تتبنى الحكومات خطط طوارئ في حال لم يتمكن السوق من استيعاب التحولات التي يحدثها الذكاء الاصطناعي بالسهولة المتوقعة.
المصدر: Euronews
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇