الذكاء الاصطناعي: “غاربج إن.. غاربج آوت”
في حلقة بودكاست #بيغ_بين_أرابيا التي كان عنوانها: “ماذا سيبتلع الذكاء الاصطناعي من حياتنا؟!”، شدَّ انتباهي ولفت نظري كثيرًا في منتصف الحلقة إجابة الخبير في مجال الإدارة والتقنية مدحت عامر بأن “الذكاء الاصطناعي هو أشبه بـ”غاربج إن غاربج آوت”، أي: أن مخرجات الذكاء الاصطناعي تعتمد على مدخلات البشر إليه، وذلك بعدما سأله عدنان حميدان: “هل نستطيع أن نَعُدَّ الذكاء الاصطناعي سلاحًا ذا حدَّين؟”.
الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية 7 من 10!
يُبدي مدحت عامر استغرابه ممن لم يستخدموا الذكاء الاصطناعي حتى الآن في حياتهم، مؤكدًا أن أي شخص يريد أن يستفيد من (AI) في مجال عمله يجدر به أن يستخدمه كل يوم، ويتعرَّف نظامَه عن كثب، ولا مانع من أن يتخذه بديلًا لمحرك البحث “غوغل” من الآن فصاعدًا.
ويستطيع (AI) أن يرشدك بنفسه إلى طريقة التعامل معه! أما بخصوص اللغة فإن (AI) هو الأقوى حاليًّا في اللغة الإنجليزية بلا ريب، لكن تقييم استخدامه باللغة العربية لا يقل عن 7 من 10، وهو رقم جيد جدًّا كما يرى مدحت.
وكانت مفاجأة شركة غوغل أنها لم تُدرج اللغة الفارسية في نظام (AI) التعليمي، لكنه تعلمها وحده وكان هذا أمرًا طريفًا! ويبدو أن ذلك حدث عن طريق الاستخدام البشري للنظام، فعمَد (AI) إلى التقاط كلمات هذه اللغة كالطفل الذي يكتسب اللغة مِن والديه ومَن حوله، وهو أمر مذهل في حد ذاته!
الذكاء الاصطناعي آتٍ آتٍ لا محالة!
يقول مدحت عامر: إن الذكاء الاصطناعي موجود منذ عام 1956، فما الذي استجد الآن؟! الذي استجد هو أنه أصبح متاحًا لعامة الناس، وهنا سوف يشيع وينتشر انتشار النار في الهشيم، وهنا سوف تحدث ثورة (AI) في شتى أنحاء العالم.
ويشير مدحت إلى أن تشات جي بي تي (CHAT GPT) هو أول برامج الذكاء الاصطناعي، لكن المشكلة أن تحديثه انتهى في عام 2021، ما يجعل بينج (BING) الذي أنشأته شركة مايكروسوفت “هو الأنفع استخدامًا في قادم الأيام”، حيث إن بينج هو نظام تلقائي التحديث، ولا سيما بعد أن يتلقى معلوماته من (Chat GPT). ويؤكد مدحت أن ثمة نظامًا ثالثًا أنشأته شركة غوغل يُدعى بارد (BARD)، وهو أضعفها، لكن لا جرم أنه سوف يتطور وينافس بقية الأنظمة في المستقبل القريب.
هل حالة الهلع والخوف من (AI) مبررة؟!
يشير مدحت إلى أن البشرية مخيّرة في اعتبار (AI) أمرًا محمودًا أو مذمومًا، وأننا نستطيع التركيز على ما نشاء من سلبيات (AI) أو إيجابياته. لكن بلا منازع ثمة إيجابيات وثمة سلبيات له، شأنه في ذلك شأن أي أمر حادث طرأ على البشرية.
ويضيف مدحت: “(AI) يمكنه أن يقضي على البشرية!”، ويُعلِّل ذلك بأنه لا أحد ينفي أن هناك تقلبات عظيمة سوف تطرأ على حياتنا بسبب (AI)، منها أن كثيرًا من الأمور والمعلومات سوف تصبح مثارًا للشك والريبة، مثل صوت شخص تكلمه عبر الإنترنت أو شكله؛ إذ يمكن لـ(AI) نسخ تفاعل أشكال البشر وأصواتهم بطريقة تحاكي الواقع بما يثير الرعب والخوف لدى كثيرين. على سبيل المثال: يمكن لأب أن يتلقى مكالمة من ابنه فيسمع منه صيحات النجدة وطلب المعونة لإنقاذه، ولن يميز الأب بتاتًا إن كان صوت ابنه حقيقيًّا أو أن عصابة تستخدم (AI) في تقليد صوته وتريد ابتزازه لسرقة أمواله!
ويُتوقع في سياق هذا المثال البسيط أن نعود إلى عهد البريد الورقي الذي كنا نتسلَّمه من ساعي البريد؛ لانعدام الثقة التي سوف تنشأ من فرط استخدام أنظمة (AI) أو سوء استخدامها.
فضلًا عن الوظائف المهددة بالانقراض، حيث إن مؤسس (Chat GPT) سام ألتمان ذهب إلى الكونغرس بنفسه، وأبدى عجبه واستغرابه من أن (AI) بات يغزو العالم ومع ذلك لم يحرك أحد ساكنًا حتى الآن! كيف يمكن أن ينزل الناس إلى الشوارع من أجل التغير المناخي، ولا يطالب أحد بحقه في عدم فقدان وظيفته بسبب (AI)؟!
أما النواحي الإيجابية، فتكمن في أن أدوات الذكاء الاصطناعي ستُسهِم في تسريع طاقة العمل والإنتاج لتصل إلى عشرة أضعاف ما كانت عليه، ما سيؤدي إلى اختصار الأوقات والجهود. كما أن الذكاء الاصطناعي سوف يقدم خدمات جليلة نافعة للقطاع الطبي وقطاع إنتاج الأدوية واللقاحات، كما فعل في إنتاج لقاح فيروس كورونا خلال مدة زمنية وجيزة. ومن المتوقع أن يقضي أيضًا على أمراض طالما هددت البشرية منذ عقود، مثل: السرطان والزهايمر وغير ذلك.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇