بريطانيا تلغي عقدًا بقيمة 2.1 مليار باوند مع شركة “إلبيت” الإسرائيلية
في خطوة غير مسبوقة، ألغت وزارة الدفاع البريطانية أكبر عقد أسلحة لشركة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية، بقيمة تفوق 2.1 مليار باوند، لإنهاء برنامج الطائرات المسيرة “ووتشكيبر” الذي تديره الشركة عبر فرعها “يو-تاكس”.
يأتي هذا القرار بعد حملة ضغوط مباشرة قادتها “حركة العمل من أجل فلسطين” (Palestine Action)، والتي كانت قد أسفرت بالفعل عن خسائر فادحة للشركة في عدة عقود أخرى.
خسارة تاريخية لشركة “إلبيت”
تعد “إلبيت” من أكبر شركات الأسلحة في إسرائيل، وقد عملت على برنامج “ووتشكيبر” لأكثر من عقدين بالتعاون مع شركة “تاليس” البريطانية. إلا أن منشآتها في بريطانيا واجهت سلسلة من الاحتجاجات المنظمة والمكثفة، قادتها “حركة العمل من أجل فلسطين”، ما أدى إلى أضرار بالغة وتأخيرات مستمرة في عملياتها.
رغم أن وزارة الدفاع بررت القرار بأنه جزء من عملية التخلص من النماذج “القديمة”، إلا أن طائرة “ووتشكيبر” كانت في الخدمة منذ ست سنوات فقط. وفي عام 2022، أكدت الوزارة أن الطائرة لن تخرج من الخدمة قبل عام 2042، مما يثير تساؤلات حول دوافع القرار.
“ووتشكيبر”: نموذج مبني على طائرة “مختبرة في المعارك” ضد الفلسطينيين
صُممت طائرة “ووتشكيبر” خصيصًا للجيش البريطاني استنادًا إلى طائرة “هيرميس 450” التي تنتجها “إلبيت” للجيش الإسرائيلي. تُستخدم “هيرميس” بشكل واسع في عمليات القتل والمراقبة ضد الفلسطينيين، وتُسوق عالميًا على أنها “مختبرة في المعارك”، إشارة إلى استخدامها في سياقات القمع العسكري والجرائم الإسرائيلية الموثقة.
بالإضافة إلى ذلك، تتشارك “ووتشكيبر” مع “هيرميس” العديد من المكونات، مما يجعل “يو-تاكس” مساهمًا مباشرًا في تزويد الجيش الإسرائيلي بقطع غيار عسكرية. ورغم نفي “يو-تاكس” مرارًا بيع أسلحة لإسرائيل، تشير تراخيص التصدير الصادرة عن الشركة إلى أن هذا النفي غير دقيق.
هل كانت حملة “العمل من أجل فلسطين” العامل الحاسم؟
منذ مايو 2021، بدأت “حركة العمل من أجل فلسطين” حملة احتجاجية مباشرة استهدفت مصنع “يو-تاكس”. انطلقت الحملة عندما اقتحم أربعة نشطاء المصنع واحتلوا سقفه لمدة ستة أيام، ومنذ ذلك الحين، تكثفت الأعمال الاحتجاجية بشكل كبير.
مع اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023، صعّدت الحركة من نشاطاتها، حيث شهد المصنع إغلاقات متكررة، كان آخرها اقتحام شاحنة للمبنى، أعقبه صعود نشطاء إلى السقف واستخدام مطافئ مملوءة بالطلاء لإتلاف الطائرات المسيرة داخل المصنع، مما أدى إلى أضرار هيكلية وتعطل العمليات لعدة أسابيع.
ضغوط مستمرة على “إلبيت” في بريطانيا
ليست هذه المرة الأولى التي تواجه فيها “إلبيت” ضغوطًا كبيرة، فقد فقدت في عام 2022 عقودًا بقيمة 280 مليون باوند لفشلها في تلبية معايير “السيادة التشغيلية”.
وفي هذا السياق، صرحت “حركة العمل من أجل فلسطين”: “خسارة إلبيت لأكبر عقودها في بريطانيا تمثل بداية النهاية لوجود شركة الأسلحة الإسرائيلية في هذا البلد. العمل المباشر الذي نفذه مئات النشطاء عطل عمليات الشركة بشكل مستمر، وألحق أضرارًا كبيرة بالإنتاج والأسلحة. هذه التطورات تؤكد أن العمل المباشر أداة فعالة، وأن الوقت قد حان لتصعيد التحركات ضد آلة الحرب الإسرائيلية”.
ما وراء القرار؟
رغم أن إلغاء العقد قد لا يعني نهاية فورية لوجود “إلبيت” في بريطانيا، فإنه يشكل ضربة قوية لمكانتها في السوق البريطانية، ويعكس تأثير الحملات الشعبية المنظمة على قرارات كبرى الشركات والحكومات.
المصدر: ذا كناري
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇