أول مسلمة تتولى المنصب: من هي وزيرة الداخلية البريطانية الجديدة شبانة محمود؟

في تعديل وزاري واسع أجراه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عقب استقالة أنجيلا راينر، عيّن ستارمر النائبة العمالية شبانة محمود وزيرة للداخلية، لتصبح بذلك أول مسلمة تتولى هذا المنصب السيادي في تاريخ بريطانيا.
ويأتي هذا التغيير في إطار أوسع لعملية إعادة تشكيل الحكومة، شملت نقل يفيت كوبر إلى وزارة الخارجية، وتعيين ديفيد لامي وزيرًا للعدل ونائبًا لرئيس الوزراء، فيما احتفظت رايتشل ريفز بمنصبها كوزيرة للخزانة.
وولدت محمود في برمنغهام، وانتُخبت لأول مرة نائبة عن دائرة برمنغهام ليديود عام 2010، لتكون من أوائل النساء المسلمات في البرلمان البريطاني إلى جانب روشَنارا علي وياسمين قريشي.
وعبر مسيرتها البرلمانية، شغلت عدة مناصب في حكومة الظل، بينها وزيرة الظل لشؤون السجون، ووزيرة الظل للتعليم العالي، ووزيرة الظل المالية للخزانة.
مواقفها من فلسطين والعدوان على غزة

تؤكد محمود أنها “داعمة قوية وحازمة لحقوق الفلسطينيين”، وهي عضو في مجموعة “أصدقاء فلسطين والشرق الأوسط” داخل حزب العمال.
هذا وقد شاركت في فعاليات مؤيدة لفلسطين منذ 2010، ودعت للاعتراف بدولة فلسطين، وانتقدت خطط الضم الإسرائيلية، ونددت بالهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية التركي. كما دعت عام 2014 إلى مقاطعة متجر “سينزبري” دعمًا لحركة المقاطعة (BDS).
بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، أدانت محمود دفاع حماس لكنها شددت على أن “القانون الدولي يجب أن يُحترم دائمًا من جميع الأطراف”، وأكدت أن على إسرائيل ضمان وصول الغذاء والماء والكهرباء والدواء لسكان غزة.
لكنها أثارت جدلاً واسعًا عندما امتنعت عن التصويت على وقف إطلاق النار في نوفمبر 2023، رغم توقيعها لاحقًا على مذكرة مماثلة في فبراير 2024. هذا الموقف فجّر احتجاجات ضدها في برمنغهام، وأدى إلى تأسيس حزب “لن ننسى غزة” الذي خاض الانتخابات ضدها. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن النائبة شبانة محمود لم تُسجَّل ضمن المصوتين مع أو ضد حظر “بال أكشن”، إذ غابت عن الجلسة أو امتنعت عن التصويت.
التحديات أمامها في وزارة الداخلية
يرى مراقبون أن اختيار محمود يعكس أولوية الحكومة في التركيز على ملفات الهجرة غير النظامية واللجوء، التي تشكّل أبرز القضايا الأمنية والسياسية في بريطانيا اليوم.
إلى جانب ذلك، تواجه وزيرة الداخلية الجديدة تحديات تتعلق بتنامي الإسلاموفوبيا، وملف الأمن الداخلي، والجدل المستمر حول سياسات اللجوء والاندماج.
وتعيين شبانة محمود في وزارة الداخلية يحمل رمزية كبيرة باعتبارها أول مسلمة تتولى هذا المنصب الرفيع في تاريخ بريطانيا، وهو إنجاز يُحسب للتنوع والتمثيل السياسي. لكن مسيرتها تعكس أيضًا حجم التحديات التي تواجه السياسيين البريطانيين المسلمين، لا سيما في مواقفهم من قضايا الشرق الأوسط وفلسطين.
ويتطلع المجتمع المسلم في بريطانيا إلى أن تسهم وزيرة الداخلية الجديدة في سياسات أكثر عدلاً تجاه اللاجئين والمهاجرين، وأن تعكس مواقفها التزامًا حقيقيًا بالقيم الإنسانية التي لطالما عبّرت عنها في تصريحاتها.
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
مشاء الله عليها ، ربنا يكون في عونها ، و يهيدها لكي تلبس الحجاب ، اذن انها من عائلة المرحوم عبد الحليم حافظ .