الداخلية البريطانية تشتري خيمًا لإيواء ألفي طالب لجوء في مناطق مهجورة

كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن شراء وزارة الداخلية البريطانية لخيم من أجل إيواء ألفي طالب اللجوء في مناطق مهجورة، ما استدعى هجومًا على وزيرة الداخلية سوالا برافرمان التي وصف الناشطون مخططاتها بالمروعة والقاسية.
“سياسات مروعة!”

وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الداخلية قد تطبق سياستها الجديدة بنقل طالبي اللجوء إلى الخيم، لتجنب دفع تكاليف حجز الفنادق لطالبي اللجوء، في ظل استمرار تدفقهم إلى السواحل البريطانية.
وقال مسؤولو حزب العمال إن الحكومة البريطانية أصبحت في حالة من التخبط، بعد أن فشلت جميع خططها في حل مشكلة تدفق قوارب المهاجرين.
وتعليقًا على خطط وزيرة الداخلية كتب وزير العدل السابق اللورد فالكونر في صحيفة الإندبندنت :” إن إنشاء مخيمات المهاجرين في قواعد عسكرية مهجورة أمر مخالف للقانون”.
واتهمت الجمعيات الخيرية المدافعة عن طالبي اللجوء وزيرة الداخلية سوالا برافرمان بمحاولة ” شيطنة طالبي اللجوء”.
خطط الداخلية البريطانية تحاكي مخيمات كالييه

وقال اللورد دوبس من حزب العمال:” إن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى إنشاء مخيمات لطالبي اللجوء تحاكي تلك التي أقامتها فرنسا في كالييه”.
“إن شراء وزارة الداخلية لهذه الخيم هو خير دليل على فشل سياسة الحكومة في ملف مكافحة الهجرة غير الشرعية، وفي حال أقامت الحكومة مثل هذه المخيمات فلن يختلف الوضع عما جرى في كالييه، وبالطبع ستصبح أوضاع طالبي اللجوء مروعة”.
ووصفت النائبة عن حزب الخضر كارولين لوكاس سياسات وزارة الداخلية “بالخبيثة”، وأشارت إلى أن مثل هذه السياسات تحط من قدر طالبي اللجوء بدلًا من معاملتهم كبشر.
يأتي ذلك بعد أن فشل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في الوفاء بوعوده بمنع تدفق طالبي اللجوء، حيث وصل أكثر من 14 ألف طالب لجوء إلى السواحل البريطانية منذ بداية العام الجاري.
إذ يبدو أن وزارة الداخلية البريطانية لجأت لحل المخيمات بعد فشلها في إيواء طالبي اللجوء على متن السفن التي لم تعثر على أماكن دائمة للرسو.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية إن الوزارة تنظر في مجموعة من الخيارات لإيواء طالبي اللجوء في أماكن بديلة عن الفنادق، بعد الانتقادات اللاذعة التي طالت الحكومة نتيجة إنفاق ميزانيات كبيرة على تكاليف حجز الفنادق.
وانتقدت الجماعات الحقوقية خطط إيواء طالبي اللجوء في مخيمات واصفة إياها بالقاسية، وأشار ناشطون إلى أنه يجب إيواء المهاجرين في أماكن آمنة.
“شيطنة طالبي اللجوء”

وفي هذا الصدد قال رئيس منظمة (Refugee Action):” من الغريب أن وزارة الداخلية تسعى لإيواء طالبي اللجوء في أماكن أشبه ما تكون بمخيمات اعتقال على الرغم من إصدار المحاكم البريطانية ثلاثة قرارات تنص على خرق وزارة الداخلية للقانون بسبب تعاملها المجحف مع طالبي اللجوء”.
“يبدو أن وزارة الداخلية تعمل على انتهاج سياسة جديدة لشيطنة طالبي اللجوء، وهو أمر ليس مستغربًا بالنظر إلى تاريخها العنصري في التعامل مع اللاجئين”.
“أعتقد أن إيجاد سكن مناسب لإيواء طالبي اللجوء الذين فروا من العنف والتعذيب والاضطهاد هو مطلب مشروع ومحق”.
وأضاف:” إن الخطط الجديدة ستعود بأموال طائلة على المقاولين المسؤولين عن إقامة هذه المخيمات حيث سيجنون أرباحًا طائلة من أموال الضرائب”.
وكانت صحيفة التايمز قد تحدثت سابقًا عن خطط وزارة الداخلية لإيواء طالبي اللجوء في خيم تتسع ل 2000 شخص، لكن الصحيفة أشارت إلى أن وزارة الداخلية قدمت اقتراحًا مشابهًا العام الماضي قوبل بالرفض، بعد تحذيرات من أنه سيتلقى العديد من الطعون القانونية بسبب المعاملة غير الإنسانية التي سيواجهها طالبو اللجوء، حيث شبه الوزراء هذه المخيمات بمعسكرات الاعتقال.
وقال مسؤولون في الحكومة البريطانية إن هذه الخيم لن تستخدم لإيواء المهاجرين بشكل روتيني، لكنها ستستخدم في الحالات الطارئة، أي عند حصول زيادة مفاجئة في عدد المهاجرين الذين يتدفقون عبر القنال الإنجليزي، حيث تكبدت الحكومة البريطانية ميزانيات كبيرة بعد حجزها العديد من الفنادق من أجل إيواء المهاجرين.
المصدر: الإندبندنت
اقرأ أيضاً :
- الداخلية البريطانية تترك طفلا يبلغ 9 أعوام وحيدا في فندق لطالبي اللجوء
- الداخلية البريطانية ترفض طلبات لجوء لسودانيين لسبب عجيب!
- الداخلية البريطانية تتراجع عن قواعد تتعلق بضحايا الاتجار بالبشر
الرابط المختصر هنا ⬇