إرهاق موظفي الخدمات الصحية NHS يضع مرضى السرطان في خطر
حذر روب بيرينز مسؤول الشكاوى في هيئة الخدمات الصحية (NHS) من الخطر الذي يواجه مرضى السرطان في مستشفيات بريطانيا، نظرًا للضغط الهائل على الكوادر الطبية، التي أوشكت على الانهيار.
وقد أجرى روب بيرينز المسؤول عن قسم الشكاوى في هيئة خدمات الصحة البريطانية (NHS) 1019 تحقيقًا في الشكاوى الواردة عن الأوضاع الصحية لمرضى السرطان في مستشفيات القطاع العام في بريطانيا بين نيسان/ أبريل 2020، وكانون الأول/ ديسمبر عام 2023.
ولعل أكثر الشكاوى الواردة، متعلقة بتأخر التشخيص والعلاج، ومعاناة المرضى من الألم نظرًا لسوء الرعاية الصحية.
مستشفيات بريطانيا تتأخر في تقديم الرعاية الصحية لمرضى السرطان
بدورها قالت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية إن العديد من مرضى السرطان تلقوا العلاج المطلوب خلال العامين الماضيين.
وبالتزامن مع ذلك كشف التحقيق الذي أجرته شبكة بي بي سي الإخبارية أن مرضى السرطان في إنجلترا كانوا أكثر المرضى تأخرًا في الحصول على العلاج العام الماضي.
وبهذا الصدد قال بيرنز المسؤول عن قسم الشكاوى في هيئة خدمات الصحة البريطانية (NHS) إن السلطات المسؤولة لم تنظر في العديد من الشكاوى، مطالبًا بتقديم الرعاية الصحية الآمنة والفعالة لمرضى السرطان.
وأضاف:” إن نقص الموظفين في القطاع الطبي، ومعاناتهم من ضغط العمل، انعكس سلبًا على صحة وسلامة مرضى السرطان المهددين بالموت نظرًا لسوء الرعاية الصحية”.
ودعا بيرينز الحكومة البريطانية إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لتحسين الخدمات الطبية في القطاع العام ومنح الأولوية لصحة وسلامة المرضى”.
وقال:” لا بد من الاستثمار في القوى الطبية العاملة، وتوفير التمويل المطلوب للكوادر الطبية”.
ما أبرز الشكاوى الواردة لهيئة الخدمات الصحية في بريطانيا؟
ولعل أبرز الشكاوى الواردة كانت متعلقة بسوء التواصل مع المرضى، وسوء التعامل مع الشكاوى، وإهمال المرضى الميؤوس من حالاتهم.
وقد وردت معظم هذه الشكاوى من المصابين بسرطان الرئة، ومن ثم المصابين بسرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم، وهي أكثر أنواع السرطان شيوعًا في بريطانيا.
وركز أحد التحقيقات على وفاة سيدة من مدينة يورك شمال إنجلترا، بعد أن فشلت الطواقم الطبية في تشخيص مرضها بشكل صحيح، نتيجة خطأ في قراءة نتائج التحاليل الطبية.
ووجد التحقيق أنه من الممكن إطالة عمر المريضة المصابة بنوع نادر من السرطان في الجهاز الهضمي لو أنها تلقت العلاج المطلوب في وقت مبكر.
وبعد أن أجرت المريضة تصويرًا بالأشعة المقطعية، اعتقد الأطباء أنها مصابة بجلطة دموية ناجمة عن الدواء الذي كانت تتناوله بعد إجرائها عملية استبدال صمام القلب.
لكن الأوضاع الصحية للمريضة سرعان ما تدهورت وعادت إلى المستشفى لتُشخَّص هذه المرة بالورم اللحمي المعدي المعوي.
ووفقًا للتقرير الطبي، فإنه كان من الممكن الحد من انتشار المرض لو فسر الأطباء الصورة الشعاعية بشكل أدق، وربما كان بالإمكان أن تخضع لعمل جراحي لاستئصال الورم.
مدير مستشفى في بريطانيا يعترف بارتكاب خطأ طبي قاتل
واعترف المتحدث باسم مستشفيات يورك وسكاربره بالخطأ الطبي في قراءة نتائج تحاليل السيدة، واعتذر عن الألم الذي تسببت به المستشفى لعائلة السيدة.
وأشار المتحدث إلى أن المستشفى اتخذت عددًا من الإجراءات لتحسين عمليات التشخيص الطبي عقب هذه الحادثة.
وعلق مدير قسم الشكاوى في هيئة خدمات الصحة البريطانية (NHS) على ذلك بالقول:” لا شك أن عائلة السيدة تعرضت لمأساة كبيرة، بعد علمهم بوقوع خطأ طبي أودى بحياة أحد أفراد أسرتهم”.
“وقد أثبتت حالة الوفاة هذه، أنه لا يزال بالإمكان اتخاذ المزيد من الإجراءات لتحسين عمليات التصوير الشعاعي”.
“يجب على الحكومة أن تتحرك للحفاظ على سلامة المرضى ومنحهم الرعاية المستحقة”.
وردت وزارة الصحة البريطانية على ذلك بالقول:” لقد عالجت مستشفيات هيئة خدمات الصحة البريطانية عددًا كبيرًا من مرضى السرطان على مدار العامين الماضيين، وقد شخصت العديد من الحالات المصابة في مراحل مبكرة، وتحسنت صحة العديد من المرضى، ونجا معظمهم من المرض”.
وأضافت الوزارة:” استثمرت الحكومة مبلغ 2.3 مليار باوند لتسرع عمليات تشخيص المرضى، وافتتحت 154 مركزًا لتشخيص حالات السرطان في جميع أنحاء إنجلترا”.
وقال أيضًا:” ستعمل هيئة خدمات الصحة البريطانية على زيادة عدد الطواقم الطبية المختصة بتشخيص وعلاج السرطان، بالإضافة إلى توفير المزيد من الأماكن في كليات الطب لتدريب الممرضات”.
المصدر: بي بي سي
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇