ارتفاع تكاليف الحضانة في بريطانيا بنسبة تزيد عن 7 في المئة
كشفت دراسة حديثة أجرتها جمعية كورام (Coram)، وهي منظمة خيرية رائدة في مجال رعاية الطفولة المبكرة في برية، عن تفاقم أزمة رعاية الأطفال في بريطانيا.
وأظهرت النتائج ارتفاعًا هائلًا في تكاليف الحضانة خلال العام الماضي، مع تسجيل زيادة تفوق 7 في المئة في تكلفة رعاية الأطفال ممن هم دون سن الثانية، لتصل إلى أكثر من 158 باوند في الأسبوع.
ويُشكِّل هذا الارتفاع عبئًا ماليًّا متزايدًا على ميزانيات الأسر، وبخاصة في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة. وتُعَد لندن من أكثر المناطق تضررًا، حيث تصل تكلفة رعاية الطفل فيها إلى 218 باوند في الأسبوع. وتُقدم منطقة شرق ميدلاندز (East Midlands) بديلًا نسبيًّا بتكلفة تبلغ 129 باوند.
نقص حاد في رعاية الأطفال
وتُفاقم هذه الأزمة مشكلة نقص رعاية الأطفال في بريطانيا. ووفقًا للدراسة، تعاني ثلثا البلديات الإنجليزية (34 في المئة) من نقص رعاية الأطفال للآباء العاملين بدوام كامل، مقارنة بـ48 في المئة عام 2023. وتواجه 35 في المئة من البلديات نقصًا في خدمات رعاية الأطفال دون سن الثانية، انخفاضًا من 49 في المئة في العام الماضي.
وتأتي هذه النتائج قبل أسبوعين فقط من بدء الحكومة بتطبيق خططها لتوسيع نطاق رعاية الأطفال المجانية، حيث ستمنح 15 ساعة رعاية مجانية للأطفال في سن الثانية ابتداءً من إبريل. ويُثير هذا التوقيت مخاوف كبيرة من عدم قدرة الحكومة على تنفيذ خططها في ظل:
- نقص الموارد البشرية: إذ يُحذر مقدمو خدمات رعاية الطفولة المبكرة من ارتفاع معدلات مغادرة الموظفين للقطاع، ما يُهدد بانهيار منظومة رعاية الأطفال.
- نقص التمويل: تُشير دراسة كورام إلى أن خطط الحكومة قد تتطلب تمويلًا كبيرًا لضمان نجاحها.
ردود الفعل على الأزمة
وفي هذا السياق أعربت إيلين بروم، المديرة التنفيذية لكورام عن قلقها من أن خطط الحكومة قد تُساعد بعض الأسر، لكنها تُحذر من عدم تمويلها بما يكفي، ما قد يعرقل وصولها إلى الأسر المحتاجة.
في حين حملت بريدجيت فيليبسون، وزيرة التعليم في حكومة الظل، الحكومة مسؤولية نقص رعاية الأطفال وتداعياته على الأسر، وأشارت إلى أن 14 عامًا من سياسات حزب المحافظين قد ألحقت ضررًا كبيرًا بقطاع التعليم في السنوات الأولى.
قد تُجبَر أسر كثيرة على التخلي عن العمل أو تقليل ساعات العمل لتوفير تكاليف رعاية أطفالهم. كما قد تُواجه صعوبة في إيجاد أماكن رعاية مناسبة لأطفالهم، وبخاصة مع ازدياد الطلب ونقص الخيارات المتاحة. وقد يُؤدي نقص رعاية الأطفال إلى تأثيرات سلبية على تنمية الأطفال وتطورهم، وبخاصة في السنوات الأولى من حياتهم.
من المقرر أن تبدأ الحكومة بتطبيق خططها لتوسيع نطاق رعاية الأطفال المجانية في إبريل المقبل.وستُراقب فعالية هذه الخطة عن كثب لتقييم تأثيرها على الأسر ورعاية الأطفال.
المصدر: ميرور
إقرأ أيّضا:
الرابط المختصر هنا ⬇
