كيف يمكن أن يتسبب الحرمان من النوم في حدوث التهابات؟
كشفت أبحاث طبية مدى ارتباط الحرمان من النوم بظهور أعراض الالتهاب على الجسم، وهو استجابة الجسم الطبيعية للأمراض والإصابات، مثل الزيادات في الجزيئات الالتهابية.
وعندما تُصاب بعدوى في الجهاز التنفسي أو تجرح نفسك، يُنشِّط جهازك المناعي خلايا الدم البيضاء، التي بدورها تطلق السيتوكينات والجزيئات الالتهابية الأخرى التي تهاجم الأجسام الدخيلة وتحمي أنسجة الجسم.
وتكون هذه الاستجابة مؤقتة، وتعمل كآلية دفاع فعالة، لكن عندما تتحول الجزيئات الالتهابية لاستجابة دائمة، قد يتسبب ذلك في تفاقم أمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية والسرطان ومرض الزهايمر.
ومع أن علامات الالتهاب هذه يمكن أن ترجع إلى عوامل أخرى، مثل الإجهاد أو التدخين أو السمنة، فإن الحرمان من النوم له النصيب الأكبر في العملية الالتهابية.
كيف يُسهم الحرمان من النوم في زيادة الالتهاب؟
تركز إحدى النظريات على الأوعية الدموية، وبحسب هذه النظرية ينخفض ضغط الدم وتسترخي الأوعية الدموية أثناء النوم، وعندما لا تنام بشكل كافٍ لا ينخفض ضغط الدم كما ينبغي، ما قد يؤدي إلى نشوء خلايا في جدران الأوعية الدموية تُنشِّط الالتهاب، وقد تؤدي قلة النوم أيضًا إلى تغيير نظام الاستجابة للإجهاد في الجسم.
أضف إلى ذلك أنه أثناء النوم العميق يندفع السائل الدماغي الشوكي عبر الدماغ، ويزيل بروتين بيتا أميلويد المرتبط بتلف خلايا الدماغ، وعدم النوم بشكل جيد في الليل، يضعف هذه العملية ويجعلها أقل شمولًا، ما يسمح للبروتين بالتراكم وتطور الالتهاب.
ثم تبدأ حلقة مفرغة، فيبدأ تراكم البيتا أميلويد في الفص الجبهي للدماغ في إضعاف الموجة البطيئة الأعمق بالمخ، ويسبب هذا الضرر صعوبة في النوم بعد ذلك والاحتفاظ بالذكريات وتعزيزها.
ليلة واحدة فقط من عدم النوم جيدًا قد تبقي مستويات بيتا أميلويد أعلى من المعتاد، ومع ذلك فلا تكمن المشكلة في قلة النوم في ليلة واحدة -إذ يمكن تعويضها-، ولكن في الحرمان المستمر من النوم؛ لأنه يؤدي إلى انخفاض السلامة الهيكلية والحجم والوظيفة لمناطق الدماغ، التي تكون عرضة على وجه الخصوص للتلف خلال المراحل المبكرة من مرض الزهايمر.
المصدر: Harvard Health Publishing
اقرأ أيضًا:
منظمات حقوقية تطالب جامعة هيدرسفيلد بإنهاء علاقتها مع الأجهزة الأمنية البحرينية
الرابط المختصر هنا ⬇