العرب في بريطانيا | كيف تسبب بريكست بخنق الجيل الجديد من المواهب ال...

1445 شوال 11 | 20 أبريل 2024

كيف تسبب بريكست بخنق الجيل الجديد من المواهب البريطانية

كيف تسبب بريكست بخنق الجيل الجديد من المواهب البريطانية
فريق التحرير August 16, 2022

أكد كثير من الشخصيات العاملة في مجال الفن وصناعة الموسيقى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أدى إلى خنق الجيل الجديد من المواهب البريطانية، وخصوصًا في الصيف الذي تلا انحسار وباء كورونا.

وأشار عدد من المشاركين في مجال الموسيقى في بريطانيا إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق منع دخولهم إلى الاتحاد الأوروبي دون تأشيرة، في حين أن عددًا من الفِرَق الموسيقية لم يُمنَح إذنًا لإقامة حفلات في الدول الأوروبية.

وحاول بعض الفنانين البريطانيين التوجه إلى أوروبا مرة أخر خلال الصيف الذي تلا انحسار وباء كورونا، لكن الفِرَق الموسيقية البريطانية واجهت صعوبات عدة في طريقها لإقامة حفلات جديدة في أوروبا.

ومع استئناف نشاط الفِرَق الموسيقية بعد عامين على انتشار وباء كورونا، واجه العديد من الفنانين كابوسًا حقيقيًّا يتعلق بالروتين المتبع بسبب بريكست الذي أدى إلى تراجع سيطرة الحكومة البريطانية على إجراءات السفر وإقامة الحفلات في أوروبا.

وتصدرت أخبار فرقة (White Lies) عناوين الصحف العالمية، إذ اضطرت الفرقة إلى إلغاء برنامجها في عدة دول أوروبية؛ نظرًا إلى عدم قدرتها على نقل المُعَدات من بريطانيا إلى أوروبا.

وأشارت مجموعة (Best For Britain) -وهي مجموعة توثق علاقات المملكة المتحدة بأوروبا والعالم- إلى أن عدد الفنانين البريطانيين الذين سيشاركون في مهرجانات الاتحاد الأوروبي هذا العام انخفض بنسبة 45 في المئة مقارنة بعام 2017-2018، أي قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وفي هذا السياق قالت ناعومي سميث مديرة مجموعة (Best For Britain): “يجب على الحكومة البريطانية التحرك لإيجاد متنفس للمواهب البريطانية عبر تسهيل سفرهم إلى أوروبا، مما يساعد في تطور مسيرتهم الفنية”.

وأضافت سميث: “لطالما اشتهرت بريطانيا بتصدير فنها وفِرَقها الموسيقية إلى الخارج، ومن السخف بمكان أن ترفض الحكومة البريطانية تحسين أوضاع الفنانين وتسهيل سفرهم بعد أن ألحقت ضررًا كبيرًا بالفن نتيجة خروجها من الاتحاد الأوربي، ما أدى إلى اختناق جيل المواهب القادمة، وخصوصًا الفنانين الناشئين والفِرَق الصغيرة المغمورة”.

إجراءات السفر تفرض المزيد من التحديات على الجيل الجديد من المواهب البريطانية 

“لقد استطاعت الفِرَق الكبيرة والمعروفة تجاوز القيود التجارية التي فرضها بريكست، لكن المواهب الناشئة كانت تختنق”.

وأشارت سميث إلى أن متطلبات التأشيرة وإجراءات السفر المتبعة بعد بريكست، إضافة إلى تأخير كثير من الرحلات وإلغائها زاد من صعوبة سفر الفِرَق الموسيقية الجوالة التي فقدت الأمل في كثير من الأحيان، وقد أثرت صعوبة الحجز في كثير من الفِرَق، وخصوصًا فرقة تل التي تقدم العروض الموسيقية الحية الجوالة”.

وأضافت: “اعتادت الفرق الموسيقية قبل بريكست الحجز بسهولة للسفر وإقامة حفلاتها في الوقت المحدد ضمن العواصم الأوروبية، وكان من السهل للغاية تحميل المُعَدات الصوتية في سيارات خاصة والعبور بها إلى الاتحاد الأوروبي برًّا، لكن الأمر لم يَعُد كما كان”.

“يخبرنا كثير من الفنانين أن أسماءهم وُضِعت في أسفل قوائم المشاركين في المهرجانات في جميع أنحاء أوروبا، وأنهم يعانون من إجراءات الحصول على التأشيرة، ويواجهون صعوبات كبيرة في نقل مُعَداتهم، وهو ما حصل مع فرقة (White Lies) التي لم تستطع إخراج مُعَداتها من المملكة المتحدة بسبب قيود بريكست التجارية”.

وقالت أيضًا: “على الحكومة أن تدرك أن الأمر لم يَعُد يتعلق بالهجرة أو استعادة السيطرة على الحدود فحسب، بل إن المشكلة الأساسية تكمن في تضرر الأعمال التجارية، فلم تَعُد المملكة المتحدة قادرة على تصدير إنتاجها الفني إلى أوروبا وهو أكثر الصادرات قيمة على الإطلاق”.

وأضافت: “إن المعاملات التجارية أصبحت سببًا في اختناق أكثر الصناعات ربحًا في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أزمة المعيشة والتضخم المتسارع إلى جانب ارتفاع فواتير الطاقة وأسعار الغذاء، وترفض الحكومة البريطانية التخفيف من القواعد والشروط التجارية التي فُرِضت على مختلف القطاعات في المملكة المتحدة وأهمها الموسيقى”.

وأشارت سميث إلى أنها غير متفائلة بشأن إيجاد حلول لهذه المشكلة في العام المقبل، وبخاصة في ظل المنافسة على زعامة حزب المحافظين وتولي منصب رئاسة الوزراء.

إذ قالت: “إن المرشحين المتنافسين لخلافة جونسون لديهما الكثير من القواسم المشتركة، وكلاهما ملتزم بتنفيذ شروط بريكست بأصعب أشكاله وأكثرها تشدًدا، وسيضغطان باتجاه تطبيق بروتوكول تجاري خاص بأيرلندا الشمالية، وقد يبدو أن ذلك لن يؤثر في الفِرَق الموسيقية الجوالة، لكنه بكل تأكيد سيؤثر في سمعة بريطانيا وصورتها أمام العالم”.

“نحن حتمًا سنفقد ثقة الجميع إذا أقدمنا على تمزيق معاهدة دولية وقَّعت عليها الحكومة قبل عامين فقط، أنا لست متفائلة بخصوص مرشحي منصب رئاسة الوزراء، ولا بد من بدء انتخابات عامة تتعاون فيها أحزاب المعارضة للتخلص من حزب المحافظين”.

وكانت سميث تأمل أن تتبنى الحكومة البريطانية توصيات التقرير الأخير الصادر عن اللجنة البرلمانية حول الموسيقى، إذ قالت سميث: إن توصيات اللجنة تتضمن حلولًا معقولة يمكن للحكومة تنفيذها بسهولة، الأمر الذي أكده جون كولينز المدير التنفيذي لهيئة الموسيقى.

وأشار كولينز إلى أن المشاركين في صناعة الموسيقى في المملكة المتحدة قدموا حلولًا إيجابية لتسهيل إقامة عروضهم الجوالة في أوروبا، وأكد كولينز أنه يجب على الحكومة البريطانية التحرك بهذا الصدد.

“بعد انحسار كورونا وجدنا أنفسنا في موقف صعب، إذ واجه فنانو المملكة المتحدة وجميع العاملين في صناعة الموسيقى كثيرًا من العراقيل التي حالت دون سفرهم إلى أوروبا وإمتاع الجماهير التي كانت بانتظارهم”.

وأضاف: “باستطاعتنا إيجاد بعض الحلول لهذه المشكلة؛ نظرًا إلى قدرة الموسيقيين المخضرمين على مواجهة العقبات، لكن قلقنا الأساسي يتمحور حول الضرر الذي لحق بالفِرَق الموسيقية الناشئة والتي لا تمتلك مواردَ كافية”.
“لقد أقبل الصيف وهناك أنشطة كثيرة يمكن القيام بها، ولا بد من تسهيل أمور السفر على الموسيقيين لكي يحققوا المزيد من الأرباح”.

ولعل أبرز المشكلات التي تواجه الفنانين الذين يسافرون إلى الاتحاد الأوروبي هي عدم قدرتهم على اصطحاب المُعَدات الفنية، ما قد يؤثر سلبًا في الربح الذي يجنونه من الحفلات.

وقال كولينز: “إن المُعَدات والمنتجات الخاصة بكل فرقة هي ما يعوِّض الخسارة بالنسبة إلى كثير من الفِرَق الموسيقية، وربما تعود عليهم أحيانًا بأرباح وفيرة، لكن نقل المُعَدات والملحقات أصبح أكثر تعقيدًا، حيث ارتفعت تكلفة نقلها إلى الاتحاد الأوروبي ارتفاعًا جنونيًّا، إذ يُفرَض عليها رسوم استيراد بنسبة 10 في المئة، إضافة إلى ضريبة القيمة المضافة بنسبة تبلغ 20 في المئة، ويمكن المطالبة باقتطاع ضريبة القيمة المضافة إذا كانت مُعَدات الفرقة ضمن السجل التجاري لكل الدول التي ستزورها، وهو بالطبع أمر مستحيل”.

“إن التخليص الجمركي للمُعَدات يمكن أن يستغرق 24 ساعة، وفي بعض الأحيان قد يستغرق أكثر من أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. على سبيل المثال: وصلت مُعَدات إحدى الفِرَق إلى ألبانيا بعد سبعة أيام من موعد المهرجان! وتهدد هذه العراقيل إقامة الحفلات الجوالة في أوروبا، لكن يمكن حل المشكلة عبر التسهيلات الجمركية”.

أضف إلى ذلك أن القانون الجديد الذي لا يسمح لمواطني المملكة المتحدة بالبقاء دن تأشيرة في الاتحاد الأوروبي إلا مدة 90 يومًا من أصل 180 يومًا قد أثر في حرية تحرك الفِرَق الموسيقية بخلاف ما اعتادته سابقًا.

وأضاف كولينز: “يؤثر ذلك في العاملين في صناعة الموسيقى، ويشمل ذلك اختصاصيي الإضاءة والصوت، وفي الغالب يُعتذَر عن عدم توظيفهم بعد مضي 90 يومًا على بقائهم في الاتحاد الأوربي، وتفضِّل الشركات أصحاب الجنسيات الفرنسية أو الألمانية، ما أدى إلى انتقال كثير من الشركات التي تعمل في مجال الصوتيات إلى الاتحاد الأوروبي”.

وأشار كولينز إلى أن “معظم هذه الشركات نقلت مقراتها إلى أمستردام ودبلن، ما يهدد مسيرة فناني المملكة المتحدة الراغبين في إقامة مزيد من الجولات والعروض الموسيقية ضمن العواصم الأوروبية، ولا بد من اتخاذ حلول فورية ودائمة للمشكلة، وإلا فستتجه مزيد من الشركات الفنية إلى باريس وأمستردام اللتين ستصبحان قبلة لفناني أوروبا”.

وأضاف: “نحاول أن نُقنِع الحكومة بإعفاء الفنانين وفِرَق العمل والمُعَدات الفنية من الرسوم الجمركية والإجراءات المعقدة للسفر، ونطالب الحكومة البريطانية بتمويل خاص للنشاط الفني، ويجب عليها كذلك أن تزود الفنانين بالمعلومات الكافية وتدلهم على الوجهات المناسبة لإحياء عروضهم”.

وفي هذا السياق قالت أنابيل كولدريك المديرة التنفيذية لمنتدى الموسيقى: “لقد استغنى كثير من الفنانين عن جولاتهم الموسيقية هذا العام؛ لأنهم لم يستطيعوا مواجهة عراقيل السفر التي فرضها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”.

وأضافت: “لقد اضطر بعض الفنانين إلى إلغاء جولاتهم الموسيقية، في حين تراجع الإنتاج الفني لبعضهم الأخر بسبب إجراءات السفر غير الضرورية، وكذلك أثرت التكاليف المعيشية المرتفعة في مبيعات التذاكر. على سبيل المثال: أصبحت عملية بيع تذاكر السفر في ألمانيا بطيئة جدًّا”.

“كما ارتفعت تكاليف الجولات التي تقوم بها الفِرَق الموسيقية بنسبة تتراوح بين 30 و40 في المئة لأسباب تتعلق بارتفاع أسعار الوقود والحرب الأوكرانية، لكن السبب الأكبر يعود إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولا يمكن للفِرَق أن ترفع سعر تذاكر حضور المهرجان لأنه لا يوجد عدد محدد لهذا النوع من التذاكر”.

“إن الفِرَق الموسيقية لن تستطع تحمل الخسائر، ولذلك قرر كثير منها إلغاء العروض، ما انعكس سلبًا على المنتجين والجماهير والفنانين على حد سواء”.

وتابعت كولدريك حديثها قائلة: “استطاع الموسيقيون في إسبانيا إقناع الحكومة بتمويل تكاليف حفلاتهم والتعاون مع المختصين في مجال صناعة الموسيقى، وهو إنجاز لم يستطع السياسيون تحقيقه”.

وأضافت: “يبدو أن الحكومة البريطانية ليس لديها أي نية لحل المشكلة، وحتى لو اعتاد الناس الإجراءات الجديدة للسفر فإن الأمر سيظل مكلفًا بالنسبة إليهم”.

“إن تبعات ذلك ستكون سيئة جدًّا، وحتى لو استقرت تكاليف العروض فإن ذلك لن يكون كافيًا، ولا بد من اتخاذ مزيد من الخطوات لتقليص الفارق بين ما تنفقه الفِرَق على جولاتها وبين عائدات الحفلات، وإلا فإن الأعوام الثلاثة القادمة ستشهد جيلًا من الفنانين المحليين الذين سيفتقرون إلى الشهرة في الاتحاد الأوروبي”.

وأضافت: “يمكن حل المشكلة عبر تقديم العروض عن طريق تيك توك ووسائل التواصل الاجتماعي، لكن ذلك ليس كافيًا، إذ لا بد من إحياء العروض الفنية على أرض الواقع”.

يقول إريك فان إردنبورج مدير مهرجان (Lowlands) في هولندا: إن المهرجانات الأوروبية بحاجة إلى مزيد من الفنانين البريطانيين، لكن التعقيدات التي فرضها بريكست تثير قلق كثير من العاملين في هذا المجال.

وأضاف: “هناك كثير من الفِرَق الموسيقية التي تشعر بالقلق من تأخرها في الوصول في الوقت المناسب بسبب التأخير والبيروقراطية التي فرضها بريكست، ما ألحق ضررًا بالغًا بالفنانين الصاعدين”.

“أعتقد أنه ليس من الحكمة منع الفنانين البريطانيين من المشاركة في المهرجانات، لكن الوكلاء يشعرون أنه من الصعب الحصول على ضمانات مالية في ظل الإجراءات التي فرضها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي”.

“لقد أصبحت تكاليف السفر أعلى بكثير مما كانت عليه إلى جانب مشكلات التضخم، ولا أحمِّل الفنانين المسؤولية، بل أعتقد أن السبب الوحيد وراء ذلك هو فرض مزيد من القيود بين إنجلترا ودول الاتحاد الأوروبي”.

وتحدّث Erdenburg عن مخاوفه فيما بتعلق بالوسط الفنيّ وقال إنّ السياسيين البريطانيين لم يتخذوا خطوات كافية في هذا الصدد.

وقال :” لم تعد إنجلترا جزءًا من الاتحاد الأوروبيّ، كما أنّ البنية السياسية و الإجراءات الحدودية ما زالت معقدة، كما أنّ الجانب الإنجليزيّ والفرنسيّ لم يتفقا بشأن القواعد الجمركية ما أدى إلى تفاقم الأزمة بالنسبة للعاملين في المجال الفنيّ”.

وأضاف:” أنّ المشاكل التي تواجه الوسط الموسيقيّ والفنيّ ليست من أولويات السياسيين، كما أنّ الاتحاد الأوروبيّ يخاطب السياسيين الإنجليز بالقول:” لقد اخترتم الخروج من الاتحاد الأوروبيّ وعليكم مواجهة المشكلات اللوجستية والمتعلقة بنقل البضائع، ويبدو أنّ الاتحاد الأوروبيّ لم يعد يبالي بمشكلات بريطانيا، وإنّ حلّ المشكلة يكمن في أيدي السياسيين البريطانيين”.

تنظم Fruzsina Szep مهرجاني (Superbloom) و (Goodlive) في ألمانيا وقالت Fruzsina Szep :” لا بدّ من بذل المزيد من الجهود لمواجهة الروتين والخطر الذي يهدد صناعة الموسيقا في أوروبا التي تواجه أوقات اقتصادية عصيبة”.

وأضافت:” أنّ أسوأ ما يواجه المهرجانات هو إلغاء الفنانين لجولاتهم، لقد واجهنا أزمة بريكست واتفاقية بريكست ويواجه الفنانون مخاوف كبيرة عند اشتراكهم في المهرجانات حيث يرغبون بالخروج بأقلّ الخسائر”.

“يواجه العاملون في الإنتاج الفنيّ تحديات جمة، بغض النظر عن جنسيتهم، لقد أدرك العاملون في القطاع الفنيّ ضرورة التعاون مع بعضم بعضًا”.

وكتب عازف الغيتار جوف أودي رسالة يعبر فيها عن مخاوفه من أنّ التغييرات التي فرضها بريكست ستلحق ضررًا كبيرًا بالفرق الموسيقية الصاعدة، والتي أجلت عروضها مدة عامين بسبب قيود الوباء”.

وكتب أودي :” إنّ تراثنا الموسيقيّ الغنيّ والمتنوع سيصبح مهددًا بالضياع إذا فشلنا في دعم الفنانين الصاعدين، يجب على الحكومة البريطانية أنّ تتوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبيّ لدعم الجولات الفنية للفرق الموسيقية في الاتحاد الأوروبيّ”.

 

المصدر : NME


 
اقرأ أيضاً : 

نظرة على حفل توزيع جوائز جرامي في نسخته ال 64 لتكريم أعظم الموسيقيين

أعمال فنان سوري تسلط الضوء على اللاجئين ضمن عروض عالمية

قائمة أفضل مهرجانات وفعاليات بريطانيا لصيف 2022

أخبار ذات صلة