الجيش البريطاني في أضعف حالاته منذ الحرب العالمية الثانية
يمر الجيش البريطاني بأضعف حالاته منذ الحرب العالمية الثانية، وربما يواجه مشكلات كبيرة إذا دخل أي مواجهة عسكرية محتملة بحسَب قائد سابق في الجيش البريطاني.
وأكد الكولونيل المتقاعد ريتشارد كيمب أن الجيش البريطانية مُنهَكٌ تمامًا، وقد لا يتمكن من خوض أي مواجهة محتملة ضد جيش مجهز بشكل جيد مثل الجيش الروسي.
الجيش البريطاني.. نقص في العُدَّة والعتاد
ولعل أبرز التحديات التي تواجه القوات المسلحة البريطانية هي نقص الجنود والذخيرة، إضافة إلى النقص الكبير في العربات المدرعة، حيث يواجه وزير المالية جيريمي هانت ضغوطًا متزايدة؛ لإنفاق مزيد من الأموال على الميزانية الدفاعية.
وعلى الرغم من أن روسيا ما تزال من أبرز أعداء بريطانيا، فإن التهديد الأكبر يأتي من الصين، بحسَب ضباط سابقين في الجيش البريطاني.
وطالب مسؤولون بريطانيون رئيس الوزراء ريشي سوناك بتصنيف الصين كتهديد محتمل لبريطانيا في التقرير الذي سيصدر عن لجنة الأمن العالمي الشهر المقبل، ولا سيما بعد حادثة التجسس.
وفي هذا السياق قال الكولونيل كيمب الذي تولى سابقًا قيادة القوات البريطانية في أفغانستان: “إن الوضع الحالي للقوات المسلحة ليس جيدًا البتة، وسنواجه تحديات كبيرة إذا اضطررنا إلى خوض حرب ضد أعدائنا”.
وأضاف: “لقد تقلّص عدد الوحدات القتالية بشكل كبير منذ أيام الحرب في أفغانستان، ولم يكن لدينا حينها ما يكفي من القوات لتنفيذ المهمات”.
أمين عام حلف الناتو يحث دول الحلف على إنتاج المزيد من الذخيرة
وقال أيضًا: “مع أننا كنا نحارب عدوًّا آخر في تلك الأيام، فإننا قد نجد أنفسنا نحارب روسيا في المستقبل”.
“إن المشكلة الرئيسة تكمن في نقص ذخيرة المدفعية. وقد أظهرت الحرب الأوكرانية القدرة التدميرية لقذائف المدفعية، لكن لا بد أن يكون لدينا ما يكفي لإطلاقها كل يوم في أي حرب مستقبلية”.
“لا يمكن تصنيع هذا العدد الهائل من قذائف المدفعية بين عشية وضحاها، ولا بد لنا أن نمتلك مخزونًا ضخمًا من الذخائر”.
“وكان الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ قد حث الدول الأعضاء على زيادة إنتاج الذخيرة، في الوقت الذي تستنزف فيه الحرب الأوكرانية معظم إمدادات السلاح القادمة من دول الناتو”.
وأكد الكولونيل كيمب أن بريطانيا أرسلت كميات هائلة من الأسلحة إلى أوكرانيا، وهي بحاجة إلى تعويض مخزون الذخائر الذي استُنزِف خلال الحرب الأوكرانية، كما يجب أن تعزز بريطانيا قدراتها العسكرية بشكل أكبر، بالتزامن مع احتدام المعارك في أكبر الحروب التي تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وتطرَّق الكولونيل إلى الصعوبات التي يواجهها الجيش البريطاني بسبب إهدار وزارة الدفاع الأموال على صفقات شراء فاشلة، في حين يحتاج عتاد الجيش البريطاني إلى التحديث.
وقال: “يمكنني القول إن الجيش البريطاني يمر بأسوأ حالاته منذ الحرب العالمية الثانية!”.
وأضاف: “أعتقد أننا لا نمتلك القدرة على القتال كما فعلنا في حرب الخليج الأولى أو جزر فوكلاند”.
وتابع قائلًا: “يفتقر الجيش البريطاني إلى الصواريخ البالستية، ويعاني من نقص القدرات الدفاعية للتصدي للصواريخ البالستية. لدينا نقص في جميع أنواع المُعَدات القتالية!”.
هل تُشكَّل الصين أكبر تهديد لبريطانيا؟
يُذكَر أن رئيس الوزراء ريشي سوناك سيُقِرُّ الشهر المقبل السياسات الدفاعية لبريطانيا للسنوات العشر القادمة، وكانت ليز تراس قد وعدت بإدراج الصين في قائمة الدول التي تُشكِّل تهديدًا لبريطانيا في سابقة هي الأولى من نوعها.
ومن المتوقع أن تؤكد رئيسة الوزراء السابقة موقفها المتشدد من بكين في الخطاب الذي ستلقيه يوم الخميس، ويواجه سوناك ضغوطًا متزايدة؛ لإعلان موقف مشابه من الصين عند إقراره السياسات الدفاعية في 7 آذار/مارس القادم.
ويعتقد الضباط المتقاعدون في الجيش البريطاني أن من غير المرجح أن تنزلق بريطانيا إلى صراع شامل مع الصين، لكن بكين ما تزال تمثل خطرًا كبيرًا.
وبهذا الصدد قال الأدميرال لورد ويست القائد السابق لسلاح البحرية الملكية: “أعتقد أن الصين تُشكِّل أكبر تهديد بالنسبة إلينا على المدى الطويل، إضافة إلى أنها تهدد النظام العالمي القائم بعد الحرب العالمية الثانية أكثر من الخطر الذي تُشكِّله روسيا!”.
وأضاف: “تحاول الصين السيطرة على الاقتصادات العالمية والتلاعب بالدول التي استثمرت بمبادرة الحزام والطريق”.
وتابع قائلًا: “إن احتمال اندلاع أي مواجهة عسكرية ما يزال قائمًا، لكن لا أعتقد أن الصين ترغب بذلك، غير أن الأمر قد يسير باتجاه الحرب؛ لإنهاء التهديد الروسي”.
في حين قال الجنرال اللورد ريتشارد دانات القائد السابق للجيش البريطاني: “علينا أن نفترض وجود أنشطة تجسس صينية في بريطانيا، لكن يجب تجنب النزاع مع الصين، وعلى الرغم من أننا في منافسة معها، فإننا نعلم مدى اعتمادنا على التكنولوجيا الصينية”.
“ونحن كذلك على علم بأن الصين تتبع نهجًا عدائيًّا بتوسيع نفوذها وتجسسها على أنشطتنا”.
اقرأ أيضاً :
تقارير: الجيش البريطاني تجسس على مواطنين بطريقة غير قانونية
الجيش البريطاني ينجح في تيسير إجراءات إدارة الجوازات في المطارات
الجيش البريطاني يدير المنافذ الحدودية بسبب إضراب موظفي الجوازات
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
10°C