كيف تستفيد الجامعات البريطانية من وجود ترامب بالبيت الأبيض؟

توقعت دراسة حديثة صادرة عن المجلس الثقافي البريطاني انخفاضًا في اهتمام الطلاب الدوليين بالدراسة في الولايات المتحدة بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو ما قد يصب في مصلحة الجامعات البريطانية كوجهة بديلة للدراسة.
تراجع إقبال الطلاب الأجانب على الجامعات الأمريكية
وأشارت الدراسة إلى أن القيود المتزايدة في كل من أستراليا وكندا قد تساهم في توجّه الطلاب للدراسة في المملكة المتحدة، وهو ما يجعلها الوجهة الأكثر ترحيبًا بين الدول الأربع الكبرى والأكثر تفضيًلا للدراسة.
وفي هذا الصدد، حذرت مادلين أنسيل، مديرة التعليم في المجلس الثقافي البريطاني، من أن التحديات التي تواجهها البلدان الناطقة بالإنجليزية تستدعي مزيدًا من العمل لتحفيز الطلب على التعليم في المملكة المتحدة.
وأكدت ضرورة استقطاب الطلاب من دول أخرى، والاستثمار في التعليم عبر الحدود (TNE)، بالإضافة إلى تعزيز قدرة المملكة المتحدة على جذب الطلاب الأجانب من مختلف أنحاء العالم.
وكشف التقرير أن أعداد الطلاب الأجانب الذين يتوجهون للدراسة في الولايات المتحدة شهدت تراجعًا ملموسًا طوال فترة ولاية ترامب الأولى، حيث انخفض عدد الطلاب الأجانب في أمريكا بنحو 50000 طالب بعد ثلاث سنوات من حكمه.
وأبرز التقرير المخاوف من استمرار حالة عدم الاستقرار فيما يتعلق بإيجاد فرص العمل بعد التخرج في الولايات المتحدة، وخاصةً صعوبة الالتحاق ببرامج التدريب العملي الاختياري (OPT) وتأشيرات العمالة الماهرة (H1-B).
شهدت الولايات المتحدة إصدار 50 أمرًا تنفيذيًا منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وهو ما يهدد بإجراء تغييرات جذرية على نظام الهجرة، ويزيد من التحديات أمام التعليم العالي في البلاد.
وأوضح التقرير أن معظم الطلاب الأجانب الذين انخفضت أعدادهم جاؤوا من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأمريكا الوسطى وأوروبا خلال الفترة الأولى لحكم ترامب.
في المقابل، شهدت أعداد الطلاب القادمين من شرق آسيا زيادة ملحوظة.
هل تصبح الجامعات البريطانية الوجهة الأولى للطلاب الأجانب؟
وأظهرت الأبحاث أن الانتخابات الرئاسية ليست العامل الحاسم لمعظم الطلاب الأجانب عند اتخاذهم قرار الدراسة في الولايات المتحدة.
وتوقعت الدراسة أن تؤدي القيود المفروضة في كندا وأستراليا إلى تعزيز مكانة المملكة المتحدة كوجهة دراسية.
هذا وكانت سمعة المملكة المتحدة في قطاع التعليم قد تأثّرت في السنوات الأخيرة بسبب مراجعة الحكومة لنظام التأشيرات الخاص بالطلاب الخريجين وحظر اصطحاب عائلاتهم، وهو ما أسفر عن انخفاض طلبات تأشيرات الطلاب في عام 2024 بنسبة 14 في المئة.
إلا أن المؤشرات الحالية تدلّ على أن عودة إقبال الطلاب الأجانب للدراسة في بريطانيا، فقد أظهرت بيانات هيئة القبول الجامعي (UCAS) زيادة بنسبة 12.5 في المئة في طلبات التأشيرات في كانون الثاني/ يناير 2025 مقارنة بالعام السابق.
انخفاض أعداد الطلاب الهنود في بريطانيا
أما فيما يتعلق بالطلاب الهنود، أشارت الدراسة إلى تراجع ملحوظ في عدد الطلبات من الهند إلى المملكة المتحدة في عام 2024، حيث انخفضت تأشيرات الدراسة الممنوحة لهم بنسبة 25 في المئة في الأشهر التسعة الأولى من العام.
وفي الوقت ذاته، انخفضت أعداد الطلاب الهنود في الولايات المتحدة وأستراليا وكندا، نتيجة للقيود الجديدة في هذه الدول.
من ناحية أخرى، تستفيد جامعات شرق آسيا من تزايد إقبال الطلاب الأجانب.
فقد شهدت الجامعات في ماليزيا طلبًا متزايدًا من الطلاب الدوليين في عام 2024.
ورغم أن الصين لا تزال المصدر الأكبر للطلاب في المنطقة، إلا أن أعداد الطلاب الأجانب في الصين انخفض منذ جائحة كورونا.
وفيما يتعلق بالصين، أشار التقرير إلى تزايد الطلب على برامج الدراسات العليا بين الطلاب الصينيين.
وأوصت المؤسسات البريطانية بالتركيز على تعزيز عوائد الاستثمار في برامج الدراسات العليا لديها، خاصة في ظل المنافسة من وجهات تعليمية منخفضة التكلفة في شرق آسيا.
المصدر: The Pie
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇