التوسع في مواد التربية الجنسية وتأثيره على أطفالنا

تُدرَّسالتربيةالجنسيةمنذالسبعينياتفيالمدارسالبريطانيةبوصفهاجزءًامنمادةالعلوم،ولكنهاتطورتلاحقًا لمعالجة القضاياالتيأصبحتسائدةفيالمجتمعالبريطاني.
كنتُ فيالصفالسادسعندماقسمتالمعلمةالذكوروالإناثإلى مجموعتينمختلفتينلإعطائناأولدرسفي التربية الجنسية. وبحسَبماأذكرهتناولالدرسموضوعات واقعية عنالجهازالتناسليووسائلمنعالحمل والبلوغ والحفاظ علىالنظافةالشخصية.
وفيعام 2020 أصدرتوزارةالتربيةوالتعليمفيبريطانيانسخةموسعةمن التربية الجنسيةسُميت “منهج الجنس والعلاقات” (RSE)،وتضمنتجزْأَين: جزءًايتناولمعلوماتتوعويةعنالعلاقاتالجنسيةوجزءالتربية الصحية والجنسية. وتوسّعتطبيقهذاالمنهجليشملالمدارسالابتدائية.
تأثير مواد التربية الجنسية على الأطفال
ومنحقأولياءالأمورالاطلاععلىمحتوىالمنهجالذيسيُقدَّمفيالمدارسوإلقاءنظرةمتفحصةومتمعنةعلىما سيُدرَّسلأبنائهم. ولكنذلكيصطدمبحاجزين: الأولهوأنوزارةالتعليمحدّدتالهيكلية وقائمةالأهدافالتعليمية للمنهج فيكلمرحلةمنالمراحلالدراسية،ولكنهاتركتللمدارسحريةاختيارطرائقالتدريسالمناسبةللوصول إلى الأهداف التعليميةالمنشودة.
أماالحاجزالثانيفهومدىشفافيةالإجراءاتالتيتتبعهاالمدرسةأوالمجلسالذيتنتميإليهالمدرسةفيالتعامل مع أولياءالأمور،إذيمكنللمدرسةأنتقرراستدعاءأولياءالأمورلحضورجلسةاستشارية؛ لمناقشةمحتوى المنهج والإجراءاتالمتبعة أوحتىوسائلالإيضاحالمستخدمة.
وهذاماأثارالقلقلدىأولياءالأمور،ولاسيمابعدمعرفتهمأنتحديثالمنهجيتناولموضوعاتحساسةللغاية للأشخاصمن مختلفالأعراقأوالأديان، وبالتأكيدلاتُعَدمناسبةلبعضالأعمار.
فبعدأنكانتتُعَدّالتربيةالجنسيةوسيلةتثقيفيةللأطفالأصبحتالآنبشقهاالمتعلق “بالعلاقات“ تحث الأطفال وتدفعهم نحوالتفكيرفيالجنسفيسنمبكرة جدًّا. كماأصبحتمادةإلزامية،وسُمحلأولياءالأموربسحبأطفالهم من دروس “التربيةالصحيةوالجنسية” فقط.
هناأوصيبشدةأولياءالأموربالاطلاععلىهيكليةمادةالجنسوالعلاقات (RSE) علىموقعالحكومةالإلكتروني؛للتمييزبينالموضوعاتالإلزاميةالتي “يجب” علىالأطفالتعلمهاوالموضوعاتالتي “ينبغي” لهمدراستها.
حقكفيالاختيار

يُعَدّالتنوعوالشمولمنالقيمالأساسيةللمجتمعالبريطانيالذييحترمجميعالأشخاصمنجميعالخلفيات العرقية والدينيةفي أماكنالعملوالمؤسساتالتربوية. وعندمايُعرَضأيمشروعقانون فيالبرلمانالبريطانييُسمح للجميعبالتعبيرعن آرائهمفيهوممارسةحقهمالديمقراطيفيإدانتهأوالثناءعليه.
يُشارإلىأنالعديدمنأولياءالأموريفضِّلونسحبأطفالهممنالدروسالمتعلقة “بالعلاقات“؛لأنهاتروِّجمفاهيم المثلية الجنسية التيتتعارضكثيرًامعمعتقداتهم،معأنهناكقَبولًاأوسعلدروس “التربيةالصحية والجنسية”؛ لكونها تُناسبأعمارأطفالهمولاتتنافىمعمعتقداتهم.
وبسببضغطالرأيالعامأعربرئيسالوزراءريشيسوناكعنقلقهبشأنمحتوىمنهجالجنسوالعلاقات (RSE)، وطلبمن وزارةالتربيةوالتعليم مراجعةالموضوعاتالتيتُدرَّسعلىوجهالسرعة،وفقًالماأوردتهصحيفةالتلغراف و(Tes Magazine) فيوقتسابقمنمارس 2023.
وهناأيضًاأنصحأولياءالأموربمتابعةأخبارالسياسةالبريطانية،ولاسيّماالقوانينالبرلمانيةالتيفيالغالبتكون عُرضة للتغيير. كماأحثهمعلىالتواصلمعنوابهمالمحليين،والمشاركةفيأيتصويتتُجريهالمجالسالمحليةوالبقاء دائمًا علىتواصلمعمدارسأطفالهم.
احترملكنلاتلتزم!

إنّرفض فكرةأومعتقدلايعنيتشويهسمعةالرأيالمعارض،بلهوتأكيدعلىمبدأالتنوعالذييُسهِمإسهامًابارزًافي الاندماج بالمجتمع. علىسبيلالمثال: يمكنلشخصماأنيُعارضمفهومالحجاب،ولكنلايمكننا فرضالحجابعليه، ويجبعلينااحترامرأيه منمبدأ التنوع والمساواة.
هذاويُعَدّالتسامحوقَبولالآخَرمنالبديهياتفيالمجتمعاتالمتعددةالثقافاتوالمعتقداتوالأفكار. ولكن القَبول يعني الموافقة والتنفيذ،لذلكيرفضالمسلمونالاطلاععلىممارساتالمثليينوأفكارهمأوقبولها؛ لأنها تتعارض مع معتقداتهم ودينهم. ولكنبالمقابللايعنيهذاأنهميحتقرونهمأويعتدونعليهمأويسيئونإليهم! وهنانستذكر قول الله تعالىفيكتابهالكريم: “لَكُمْدِينُكُمْوَلِيَدِينِ“.
ولابد منالإشارة إلىإشكاليةأساسيةتبرزفيالمجتمعاتالمتعددةالثقافات،وهيازدواجيةالمعاييرفيالتعامل مع مفهومالحريات. فلايمكنلمجتمعيدافععنحريةالرأيوالتعبيرويدّعي محاربةالتطرفأنيمنحالحريات لمجموعات معينة دونغيرها.
فمثلماتُمنحالحريةللأشخاصلتغييرهُويتهمالجنسيةوالمجاهرةبميولهمالجنسية،يجبأنيُسمحلنا –نحن المسلمين– أننقرر ماإنْكانتموضوعاتالتربيةالجنسيةمناسبةلأطفالناأملا،وأننحميفلذاتأكبادنا منغرس مفهومالمثليةالجنسيةفي عقولهم؛ لأنذلكيهددالنمطالاجتماعيالذيسيتبنونهفيحياتهملاحقًا.
وأخيرًا،لاينبغيتشويهصورةالأطفالوأسرهمبسبب رفضهمحضور بعضدروسمنهجالتربيةالجنسية، فهذا يندرج أيضًاضمنحقوقهمالطبيعية!
اقرأ أيضًا:
مواضيع صادمة في التربية الجنسية تُدرّس للأطفال في مدارس بريطانيا!
منع المدارس البريطانية من دفع الأطفال نحو تغيير جنسهم دون موافقة الوالدين
خطوات عملية يمكن المساهمة بها للحد من الاسلاموفوبيا في بريطانيا
الرابط المختصر هنا ⬇