اسكتلندا تتجه لحظر شبكات التواصل الاجتماعي على الأطفال
قال الوزير الأول في الحكومة الاسكتلندية، جون سويني، إنه سيبحث إمكانية فرض حظر على استخدام شبكات التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن الـ16، مشيرًا إلى أهمية تحقيق توازن بين حماية الشباب من الآثار السلبية لهذه الشبكات والاستفادة من إيجابياتها.
موقف الحكومة الاسكتلندية
أوضح سويني في تصريحاته لـ(BBC Scotland) أنه أجرى مناقشات مع وزراء حزب العمال بشأن هذه القضية، وأكد التزامه بالنظر في الخيارات المتاحة لحماية الأطفال من الآثار “الضارة” لوسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف: إن الحكومة الاسكتلندية ستسعى لاتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهة الصعوبات المرتبطة بهذه المنصات، مع الاعتراف بوجود فوائد عديدة للنشاط عبر وسائل التواصل.
وأشار سويني إلى وجود “حجة قوية” تدعم الحظر على غرار ما أقرته أستراليا مؤخرًا، لافتًا إلى أن هذه الخطوة ستكون ضمن الخيارات قيد الدراسة.
تتطلب معظم شبكات التواصل الاجتماعي في المملكة المتحدة أن يكون عمر المستخدمين 13 عامًا على الأقل للتسجيل، في حين تلتزم شركات التكنولوجيا بعدم جمع أو تخزين بيانات شخصية للأطفال دون هذا العمر. ومع ذلك، فإن السلطات المتعلقة بتنظيم المحتوى الرقمي والهواتف المحمولة تُديرها حكومة المملكة المتحدة وليست ضمن صلاحيات البرلمان الاسكتلندي.
وبهذا الشأن أعلن وزير التكنولوجيا في حكومة حزب العمال، بيتر كايل، الشهر الماضي أن فكرة الحظر “مطروحة على الطاولة”، مشيرًا إلى أهمية إجراء مزيد من الدراسات بشأن تأثير الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي على الشباب. وأكد كايل استعداده لاتخاذ كل الإجراءات الضرورية لضمان سلامة الأطفال على الإنترنت.
النموذج الأسترالي
تصاعدت النقاشات بشأن حظر وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن أعلنت الحكومة الأسترالية قرارًا بمنع الأطفال دون سن الـ16 من استخدام هذه المنصات، دون استثناءات للمستخدمين الحاليين أو من لديهم موافقة من أولياء الأمور.
وينص القانون الأسترالي الجديد على فرض غرامات تصل إلى 50 مليون دولار أسترالي (25.7 مليون باوند) على شركات التكنولوجيا التي تخالف القرار. وسيشمل الحظر منصات مثل تيك توك، وفيسبوك، وإنستغرام، وسناب شات، ولكن ستُعفى منصات الألعاب وتطبيقات التراسل. كما أن المواقع التي يمكن الوصول إليها دون تسجيل حساب، مثل يوتيوب، لن تخضع للحظر.
الصعوبات والمخاوف
على الرغم من الدعوات المتكررة لتشديد الرقابة على شبكات التواصل الاجتماعي منذ أكثر من عقد، فإن هذه المحاولات تواجه صعوبات كبيرة نتيجة المقاومة الشديدة من شركات التكنولوجيا الكبرى. كما أن الاتحاد الأوروبي تراجع في وقت سابق عن خطة لمنع هذه الشركات من معالجة بيانات المستخدمين تحت سن الـ16 دون موافقة أولياء الأمور.
وفي هذا السياق، حذرت جوانا باريت، رئيسة السياسات بجمعية (NSPCC) الخيرية للأطفال في اسكتلندا، من أن الحظر الشامل قد يدفع المراهقين إلى منصات غير آمنة وغير خاضعة للتنظيم، ما يزيد من المخاطر. ودعت إلى تحميل شركات التكنولوجيا مسؤولية تطوير أدوات حماية فعالة تشمل التحقق من العمر، ومراقبة المحتوى، والكشف عن استغلال الأطفال بدلًا من فرض حظر صارم.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇