التقارب السعودي الروسي بعيون الصحافة البريطانية
أثار التقارب السعودي الروسي ريبة العديد من الحكومات الغربية، وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما تناولته الصحف البريطانية التي أبدت اهتمامًا خاصًّا بملف التقارب بين روسيا والسعودية التي لطالما كانت حليفًا مقربًا من المملكة المتحدة.
سلطت صحيفة الآي البريطانية الضوء على تجاهل السعودية نداءات الحكومات الغربية التي طالبت ابن سلمان بضخ مزيد من النفط بغرض تخفيف الضغط على السوق العالمية بعد تراجع إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عقب الحرب.
“سخط أمريكي وبريطاني” على التقارب السعودي الروسي
Golfers should know that Saudi Arabia OWNS LIV golf. OPEC, at Saudi urging, just cut oil production. This raises oil prices helping fund Russia’s war on Ukraine. LIV golfers are PAID by Saudi Arabia. Patronizing LIV is supporting Putin and Russia. #BoycottLIVGolf pic.twitter.com/mQxHQiPmYw
— Frank (@Frank60566087) October 6, 2022
وأشارت الصحيفة إلى أن رفض ابن سلمان خفض أسعار النفط، كان بمنزلة تمويل سعودي للحرب الأوكرانية التي يقودها بوتين، ولا سيما في ظل المنعطف الخطير والتداعيات الأخيرة للحرب، كما أن موقف منظمة أوبك بلس يُظهِر حجم السيطرة الروسية والسعودية على منظمة النفط العالمية.
وقاربت الصحيفة بين موقف السلطات البريطانية من المالك السابق لنادي تشيلسي الذي أُجبِر على بيع النادي بعد عقدين من الزمن؛ لتقديمه الدعم للرئيس الروسي، وموقف اتحاد كرة القدم الإنجليزي الذي لم يتخذ أي خطوة إزاء طرح نادي نيوكاسل للاستثمار السعودي، على الرغم من ترؤس ابن سلمان صندوق الاستثمارات.
وانتقدت الصحيفة موقف القائمين على الدوري الإنجليزي الممتاز الذين لم يتحركوا تجاه الاستثمار السعودي للنادي على الرغم من توتر العلاقات بين السعودية والغرب.
تحدثت صحيفة الغارديان عن القواسم المشتركة بين كل من ابن سلمان وبوتين، إذ يمتلك كل منهما نفوذًا واسعًا في السوق العالمية للطاقة، وعُرِفا أيضًا بحملات قمع المعارضة وإقصائها.
وأشارت الصحيفة إلى تعميق السعودية علاقتها مع روسيا في الوقت الذي يضاعف فيه الغرب جهوده لمحاربة التهديد الروسي لأمن أوروبا، في ظل الحرب الأوكرانية.
وقالت الصحيفة: “إن السعودية وروسيا تسعيان إلى خفض إنتاج النفط من مليون برميل إلى مليوني برميل عالميًّا، وسيتنفس الرئيس الروسي الصعداء في ظل المنعطف الخطير والحاسم الذي تمر به الحرب الأوكرانية”.
وبحسَب ما ورد في الغارديان فإن الرفض السعودي للمطالب الأمريكية سيساهم في عزلة واشنطن، وقد يهدد المستقبل السياسي لبايدن الذي عاد خاليَ الوِفاض من المملكة العربية السعودية.
واعتبرت الغارديان أن الوساطة السعودية لإطلاق سراح أسرى الحرب الأوروبيين في السجون الروسية كان بمنزلة دليل واضح على مدى قوة الروابط التي تجمع البلدين.
هل يساهم ابن سلمان في عزلة واشنطن وكيف سترد الأخيرة؟
في حين يبدو أن الحياد الروسي تجاه حرب السعودية على اليمن قوبل بدعم سعودي لموقف بوتين في أوكرانيا، على حسب قول الصحيفة.
تحدثت صحيفة ديلي ميل عن النداءات التي أطلقها النائب عن ولاية كاليفورنيا روخانا، إضافة إلى السيناتور ريتشارد بومنتال الذي طالب بسن تشريع جديد يمنع بيع الأسلحة الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية.
ويأتي ذلك ردًّا على قرار أوبك بخفض إنتاج النفط في ظل رفض السعودية أيضًا ضخ مزيد من النفط في السوق العالمية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم: “إن خفض إنتاج النفط سيؤدي إلى تفاقم أزمة التضخم العالمي، ويُقوِّض جهود الولايات المتحدة الأمريكية في خفض سعر الغاز، ويساعد في تأجيج الصراع في أوكرانيا”.
وبحسَب الصحيفة فإن المسؤولين الأمريكيين طالبوا بـ”إعادة النظر في العلاقات الأمريكية السعودية على المدى البعيد، وبعدم توفير أنظمة الدفاع الاستراتيجية للحليف السعودي الذي أصبح أكثر قربًا من العدو الروسي”.
وكذلك تحدثت صحيفة بوليتيكو البريطانية عن التشريع المقترح في مجلس الشيوخ ومجلس النواب الأمريكي يوم الثلاثاء لوقف بيع الأسلحة الأمريكية للمملكة العربية السعودية، وقد كان القرار قيد الدراسة منذ سنوات، إلا أن “التواطؤ السعودي مع روسيا” -بحسَب وصف الصحيفة- أثار الحفيظة الأمريكية فيما يتعلق بالتصويت لمصلحة التشريع الجديد.
وتساءلت الصحيفة عن سبب تخفيض السعودية ومنظمة أوبك إنتاج النفط.
ونقلت الصحيفة عن أحد المحللين السعوديين قوله: إن تخفيض إنتاج الأسواق هو مجرد خطة لإبقاء أسعار النفط في الحد المقبول.
وبحسَب الصحيفة فإن هذه الحجة لا تبدو منطقية؛ لأن انخفاض الإنتاج سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط ارتفاعًا يتجاوز “الحد المقبول”، أضف إلى ذلك أن مجموعة الدول السبع لا تستهدف في عقوباتها منظمة أوبك، وإنما تركز على تقييد بيع النفط الروسي.
وقالت الصحيفة:” إن المملكة العربية السعودية تبرر قرار خفض أسعار النفط بالخوف من الركود، علمًا أن هوامش الربح في المملكة العربية السعودية بلغت 73 في المئة”.
المصدر: I News ديلي ميل الغارديان Politico
اقرأ أيضاً :
بي بي سي: دعوة ابن سلمان للمشاركة في تشييع الملكة إليزابيث تثير حفيظة منظمات حقوقية
بريطانيا تتجه لتقنين الديزل لتقليل الاعتماد على منتجات النفط من روسيا
الرابط المختصر هنا ⬇
