التفاصيل الكاملة بشأن إضراب عمال القطارات في بريطانيا

تستعد خدمات مترو لندن لمواجهة اضطرابات واسعة من يوم الأحد وحتى يوم الخميس المقبل نتيجة إضراب عمال النقل المتدرج بشأن الأجور وظروف العمل.
وينفذ الإضراب أعضاء اتحاد السكك الحديدية والنقل البحري والنقل (RMT) على مدار خمسة أيام، حيث ستشهد مختلف خطوط المترو خدمات قليلة أو معدومة خلال فترة الإضراب.
وسيتم فتح المترو متأخرًا يوم الجمعة 12 سبتمبر في الساعة 08:00 بتوقيت بريطانيا الصيفي (BST).
كما يشهد خط سكك الحديد لايت ريلوي (DLR) إضرابًا منفصلًا يومي الثلاثاء والخميس، ما يعني عدم تشغيله في هذين اليومين، في حين ستعمل خط إليزابيث والمترو العلوي (Overground) بشكل طبيعي، لكنها ستكون مزدحمة بشكل كبير، كما ستزدحم طرق العاصمة لندن.
أسباب الإضراب
يرجع سبب الإضراب إلى مطالب بشأن الأجور وظروف العمل، حيث أعرب اتحاد RMT عن مخاوفه بشأن إدارة التعب الناتج عن الورديات المبكرة والمتأخرة وتأثيرها على صحة الأعضاء.
وطالب الاتحاد بتقليص أسبوع العمل إلى 32 ساعة.
وقال الأمين العام لاتحاد RMT، إيدي ديمبسي: “يقوم أعضاءنا بعمل رائع للحفاظ على حركة العاصمة ويعملون في جداول ورديات مرهقة لضمان وصول سكان لندن إلى وجهاتهم على مدار الساعة.
إنهم لا يطلبون ثروة ضخمة، لكن التعب والدورات الشديدة للوردية مسائل خطيرة تؤثر على صحة ورفاهية أعضاءنا — وكل ذلك لم يتم معالجته بشكل كافٍ لسنوات من قبل إدارة مترو لندن.
بالإضافة إلى ذلك، هناك مسائل معلقة حول ترتيبات سفر الموظفين، مما خلق جوًا من عدم الثقة، حيث يشعر أعضاءنا بأن لا أحد يستمع إليهم.”
موقف هيئة النقل في لندن (TfL)
أكدت هيئة النقل في لندن أن تقليص أسبوع العمل إلى 32 ساعة “ليس عمليًا ولا ميسور التكلفة” وسيكلف مئات الملايين من الباوندات، مؤكدة عرض زيادة أجور بنسبة 3.4٪.
وقال متحدث باسم TfL: “نحن ملتزمون بضمان معاملة زملائنا بعدل، وبالإضافة إلى تقديم زيادة أجور بنسبة 3.4٪ في مناقشاتنا المستمرة حول الأجور، لقد أحرزنا تقدمًا في عدد من الالتزامات التي قدمناها سابقًا.
نرحب بمزيد من الحوار مع اتحاداتنا حول مسألة التعب والجدولة في مترو لندن، لكن تقليص أسبوع العمل التعاقدي من 35 ساعة ليس عمليًا ولا ميسور التكلفة.”
وأضاف: “بالنظر إلى التحسينات التي أجريناها مؤخرًا استجابة للمخاوف التي أبدتها اتحاداتنا، نحث RMT على تقديم عرضنا العادل والمناسب لأعضائهم ومواصلة الحوار معنا بدلاً من تهديد الإضراب، الذي سيؤدي فقط إلى تعطيل حياة سكان لندن.”
عدد المصوتين لصالح الإضراب

تم الحصول على تفويض الإضراب قبل تقديم عرض الأجور الحالي من TfL، بمشاركة 57.5٪ من أعضاء الاتحاد، حيث صوت نحو 6,004 أعضاء لصالح الإضراب، فيما لم يصوت 4,196 عضوًا.
ويعتبر هذا الإضراب الأول الكبير للاتحاد تحت قيادة الأمين العام الجديد إيدي ديمبسي.
تأثير الإضراب على الفعاليات
تم إعادة جدولة بعض الحفلات الموسيقية الكبرى بسبب الإضراب.
على سبيل المثال، أجلت فرقة Coldplay حفلاتها في ملعب ويمبلي بسبب مشكلات ترخيص الفعاليات نتيجة توقف المترو، مشيرة إلى أن نقل 82,000 شخص بأمان إلى الحفل وخلفية العودة سيكون مستحيلًا بدون المترو.
ولتفادي إلغاء الحفلات بالكامل، تم نقل عرض يوم الأحد إلى السبت (6 سبتمبر) وعرض يوم الاثنين إلى الجمعة (12 سبتمبر).
الأثر الاقتصادي للإضراب

تشير تقديرات مركز بحوث الاقتصاد والأعمال إلى أن إضرابات المترو وDLR الأسبوع المقبل قد تفرض تكلفة اقتصادية مباشرة تصل إلى حوالي 230 مليون جنيه إسترليني، ما يعكس فقدان نحو 700,000 يوم عمل بين موظفي TfL وقاعدة الركاب.
ويؤكد المركز أن الأثر الاقتصادي الحقيقي قد يكون أعلى بكثير عند احتساب التأثيرات غير المباشرة، خاصة على الشركات في وسط لندن والاقتصاد الليلي.
مستقبل الإضرابات
من المتوقع أن لا تكون هذه نهاية النزاع، حيث يعتمد استمرار الإضرابات على مدى تمسك اتحاد RMT بمطلب أسبوع العمل البالغ 32 ساعة ورغبة أعضائه في المزيد من الإضرابات. ويذكر أن العاملين أثناء الإضراب لا يتقاضون أجورهم.
كما لا يُستبعد أن تغير TfL موقفها وتدرس إمكانية تطبيق أسبوع عمل أقصر لتخفيف حدة الأزمة.
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) ترى أن الإضراب الحالي يعكس تحديات عميقة في العلاقة بين العمال وإدارة النقل، خصوصًا في ظل الضغوط النفسية والصحية الناتجة عن جداول الورديات المتعبة. وتؤكد المنصة أن الحلول المستدامة تتطلب حوارًا حقيقيًا بين الطرفين مع مراعاة التكلفة الاقتصادية على سكان لندن والاقتصاد المحلي. وتشدد AUK على أن التوصل إلى اتفاق وسط يحفظ حقوق العمال ويضمن استمرار الحركة المرورية بشكل طبيعي، هو الخيار الأكثر حكمة لجميع الأطراف.
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇