الاحتلال يتهم وزيرا بريطانيا بالتشهير بعد إعدام عمال الإغاثة في غزة
اتهم متحدث باسم وزارة الخارجية للاحتلال الإسرائيلي، السبت، وزيرًا بريطانيًا بـ”التشهير” بـ”إسرائيل”، عقب تصريحاته التي انتقد فيها استهداف عمال الإغاثة في قطاع غزة، وذلك بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بمسؤوليته عن قصف منشآت تابعة للأمم المتحدة في القطاع المحاصر.
وجاء الاتهام الإسرائيلي ردًّا على تصريحات هاميش فالكونر، وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والنائب عن حزب العمال البريطاني، الذي دعا عبر منشور على منصة “إكس” إلى حماية عمال الإغاثة، وطالب “إسرائيل” بالتحقيق في الهجمات التي أسفرت عن إعدامهم ومحاسبة المسؤولين عنها.
وزير بريطاني يطالب بتحقيق في مقتل عمال الإغاثة في غزة
وكتب فالكونر: “بعد اعتراف ‘إسرائيل’ بمسؤوليتها عن استهداف مواقع تابعة للأمم المتحدة في غزة، يجب عليها إجراء تحقيق شامل في جميع الهجمات التي قتلت عمال الإغاثة، وضمان عدم تكرار هذه المآسي”.
وسارع المتحدث باسم الخارجية للاحتلال الإسرائيلي، أورين مارمورشتاين، إلى الرد على تصريحات الوزير البريطاني، معتبرًا إياها “تشهيرًا غير مقبول”، وداعيًا فالكونر إلى التراجع عنها.
وقال مارمورشتاين: “إسرائيل’ لا تستهدف عمال الإغاثة، بل تلاحق الإرهابيين فقط”، مشيرًا إلى أن أي تلميح بخلاف ذلك “هو افتراء دموي يستند إلى أكاذيب، ويجب سحبه فورًا”.
وأضاف أن على الوزير البريطاني “النظر في سجل بلاده بشأن النزاعات المسلحة قبل توجيه اتهامات غير مسؤولة”، في إشارة ضمنية إلى التدخلات العسكرية البريطانية في العراق وأفغانستان.
مقتل موظف أممي في غزة
وتأتي هذه التوترات بعدما اعترف الجيش الإسرائيلي، الخميس، بمسؤوليته عن مقتل مارين فاليف مارينوف، الموظف البلغاري لدى مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (يونوبس)، خلال الاعتداء الإسرائيلي على غزة، إذ قصفت دبابة إسرائيلية مجمعًا أمميًا في مدينة دير البلح بوسط قطاع غزة، يوم 19 مارس الماضي.
وكانت “إسرائيل” قد نفت في البداية استهداف المجمع، لكنها عادت واعترفت بعد تحقيق داخلي بأن قواتها استهدفت الموقع “عن طريق الخطأ”.
وتُشير تصريحات فالكونر على ما يبدو إلى هذه الحادثة، التي أعادت تسليط الضوء على تصاعد الهجمات الإسرائيلية ضد العاملين في المجال الإنساني في غزة.
خسائر جسيمة بين الطواقم الإنسانية
وفق بيانات الأمم المتحدة، استشهد أكثر من 400 عامل إغاثة في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023.
وتتزامن هذه التصريحات مع تصاعد التوتر بين الحكومتين البريطانية والإسرائيلية، حيث منعت تل أبيب مؤخرًا دخول نائبين بريطانيين من حزب العمال إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، متهمة إياهما بـ”نشر خطاب كراهية”، وهو ما أثار انتقادات حادة من وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي.
وفي حادثة أخرى، تتعرض الحكومة البريطانية لضغوط داخلية بعد رفضها الكشف عن تسجيلات التقطتها طائرة استطلاع تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني فوق غزة، يوم إعدام عامل الإغاثة البريطاني جيمس كيربي، الذي توفي إثر ضربة إسرائيلية استهدفت قافلة مساعدات إنسانية.
وكان كيربي (47 عامًا)، الجندي السابق في الجيش البريطاني، يعمل مع منظمة “وورلد سنترال كيتشن”، وقد قُتل مع عدد من زملائه في أبريل الماضي، في هجوم أثار غضبًا واسعًا ودعوات إلى فتح تحقيقات مستقلة.
مطالب بتحقيقات دولية
رغم إعلان الجيش الإسرائيلي فصل ضابطين وفرض عقوبات تأديبية على اثنين من القادة العسكريين، وصفت عائلة كيربي نتائج التحقيقات بأنها “عملية تبييض للحقائق”، مطالبةً بإجراء تحقيق دولي مستقل للكشف عن ملابسات الحادث.
ولا تزال وزارة الدفاع البريطانية ترفض نشر تسجيلات الطائرة الاستطلاعية، مبررةً ذلك بدواعٍ تتعلق بالأمن القومي، ما أثار انتقادات إضافية من عائلات الضحايا والمنظمات الحقوقية.
استمرار ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، السبت، أن عدد الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة ارتفع إلى 51,495 منذ بداية الحرب، إلى جانب أكثر من 120 ألف جريح، وسط استمرار الغارات الإسرائيلية الكثيفة، ولا سيما بعد خرق الاحتلال للهدنة في 18 مارس الماضي.
المصدر: ميدل إيست آي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
14°C
