التربية الدينية في مدارس بريطانيا على مائدة البرلمان
ما دامت سياسة التعليم في مدارس بريطانيا مطروحة على طاولة البرلمان، فكيف ستكون التربية الدينية في مدارس إنجلترا، وما المدارس المعنية بتدريسها؟
مدارس بريطانيا والتربية الدينية
يُلزَم تدريس التربية الدينية (RE) في جميع المدارس الممولة حكوميًّا في إنجلترا. ومع ذلك، فإن اعتبارها مادة في المناهج الدراسية أمر خاص لكونها جزءًا من المنهج الأساسي وليس من المنهج الوطني، وهي إحدى المادتين (إلى جانب التربية الجنسية والعلاقات)، حيث يتمتع أولياء الأمور بموجب القانون بالحق في سحب أطفالهم من الفصل ومنعهم من تعلمها.
هذا ويجب أن تتبع المدارس التي لا تتمتع بطابع ديني المنهج الذي وافق عليه مؤتمر المناهج المحلي (ASC)، وهي هيئة مؤقتة تُنشِئها السلطات المحلية.
ويقع على عاتق كل سلطة محلية مهمة إنشاء مجلس استشاري دائم للتربية الدينية (SACRE)؛ لإسداء المشورة لها بشأن توفير هذه المادة وعقد اجتماعات (ASC).
وأما المدارس المعروفة بطابعها الديني فهي تدرس التربية الدينية وفقًا لاتفاقية الثقة الخاصة بالمدرسة، أو وفقًا للمعتقدات الدينية أو المذهب المحدد في الترتيب الذي ينص على أن المدرسة لها طابع ديني.
ويقدم دليل الحكومة التابع لوزارة التعليم معلومات عن تدريس التربية الدينية في المدارس الأخرى:
يجب على المدارس الممولة حكوميًّا والمدعومة من منظمات دينية (VA) وذات الطابع الديني تدريس مادة التربية الدينية وفقًا لاتفاقية الثقة أو التسمية الدينية للمدرسة، ما لم يطلب أولياء الأمور المنهج المتفق عليه محليًّا.
ويجب أن تتبع المدارس التأسيسية والمدارس التطوعية الخاضعة للرقابة (VC) وذات الطابع الديني المنهج المتفق عليه محليًّا، ما لم يطلب الآباء مادة التربية الدينية وفقًا لاتفاقية الثقة أو التسمية الدينية للمدرسة.
هذا وتُعَد التربية الدينية مادة إلزامية في كل المدارس ذات الطابع الديني، وتلك التي ليس لديها اتفاقية تمويل خاصة بها باستثناء المدارس البديلة التي يرتادها الطلاب الذين لا يستطيعون الالتحاق بالمدارس العادية.
التربية الدينية في شهادة الثانوية العامة (GCSE)
زادت إدخالات التربية الدينية زيادة ملحوظة في المدارس الثانوية الإنجليزية مقارنة بعام 2010، حيث وصل عددها إلى 176.400 إدخال. وفي عام 2022 كان هناك نحو 221.300 إدخال، في حين بلغت الذروة في عام 2015 بـ269.500 إدخال.
التعليق على تدريس التربية الدينية
تواصل الرابطة الوطنية لمدرسي التربية الدينية في بريطانيا (NATRE) دعوتها إلى الحصول على مزيد من التمويل؛ لدعم التدريب الأولي للأساتذة المتخصصين في التربية الدينية، ولتوفير المعونات والمنح الدراسية بوصفها دعمًا غير قابل للسداد؛ بهدف سد النقص في بعض التخصصات، وتُحدَّث أهلية الحصول على هذه المزايا وغيرها من الحوافز باستمرار.
كما تدعو (NATRE) إلى جانب مجلس التعليم الديني في إنجلترا وويلز إلى وضع استراتيجية وطنية لتدريس التربية الدينية.
تقرير أوفستيد لعام 2021
نشرت مفتشية التعليم في إنجلترا (Ofsted) في مايو 2021 تقريرًا عن تدريس التربية الدينية في مدارس بريطانيا، وقالت: إن هذه المادة ضرورية لإعداد الطلبة للانخراط في مجتمع متعدد الأديان وفيه نسبة كبيرة من العلمانيين رغم التحديات العديدة التي تؤثر في جودة التعليم، والتي تشمل:
• عدم كفاية الوقت لتدريس مناهج غنية وشاملة
• القرارات المدرسية التي لا تُتخذ لمصلحة جميع الطلبة، مثل القرارات المتعلقة بالتدريس القانوني للتربية الدينية أو فرصة الحصول على مؤهل علمي في الدراسات الدينية، أو الدخول المبكر في الامتحانات
• عدم أخذ التربية الدينية بعين الاعتبار والنقد العلمي
• عدم وضوح ما يُشكِّل المعرفة الدينية/غير الدينية، ما يؤدي إلى تضمين مفاهيم خاطئة وغير مفيدة
• مناهج التدريس التي لا تدعم الطلبة في تذكر مكتسبات التربية الدينية على الأمد البعيد
• ضعف معايير تقييم الطلبة
• التطوير غير الكافي لأساتذة التربية الدينية لسد الثغرات في المعارف المتخصصة.
تمويل المجالس الاستشارية للتربية الدينية (SACREs)
نشرت الرابطة الوطنية للمجالس الاستشارية الدائمة للتعليم الديني (NASACRE) في مايو 2021 كذلك تقريرًا عن تمويل (SACREs) في إنجلترا بالاستناد إلى طلبات حرية المعلومات (FOI)، وكانت النتائج كالآتي:
أبلغ معظم (SACREs) في إنجلترا عن عدم الحصول على حصة كافية من منحة التعليم الرئيسة (DSG) التي تقدمها السلطات المحلية لتمكينها من أداء واجباتها بشكل جيد.
وذكرت 12 سلطة محلية أنها استخدمت 2 في المئة أو أكثر من صناديق خدمات المدارس المركزية التابعة للسلطات المحلية (CSSB) -وهو إحدى الكتل الأربع التابعة لـ(DSG)- في عام 2019-2020 لمشاريع (SACRE).
وصرَّح 18 في المئة من السلطات المحلية بأنها لا تستخدم أي تمويل لمشاريع (SACRE) بما يتعارض مع المسؤوليات القانونية، في حين أفاد 27 في المئة من السلطات بأنها لا تخصص أي أموال للدعم المهني لـ(SACREs). وكشف أكثر من نصفها (53 في المئة) أنهم لا يستخدمون أي أموال لدعم التربية الدينية في المدارس، كما أن مناهج المادة المعتمدة قديمة، حيث كانت آخر مراجعة للمنهج في عام 2010.
التربية الدينية في مدارس ويلز واسكتلندا وأيرلندا الشمالية
هناك إرشادات من حكومة ويلز تتعلق بمادة “الدين والقيم والأخلاق” بعد الإصلاحات التي جرت عليها. وبموجب المنهج الدراسي الذي نُقّح مؤخرًا في ويلز، لا يحق لأولياء الأمور سحب أولادهم من الفصل.
من جهة أخرى نشرت وزارة التعليم في اسكتلندا إرشادات حول التربية الدينية والأخلاقية (RME)، والتربية الدينية (RE) في المدارس غير الطائفية والطائفية على الترتيب. كما تشارك الحكومة الاسكتلندية واتفاقية السلطات المحلية الاسكتلندية (CoSLA) حاليًّا في عقد مراجعة واسعة النطاق للتعليم في اسكتلندا، ومن المقرر أن تنتهي في ديسمبر 2022.
وبالنسبة إلى أيرلندا الشمالية، فقد نشرت وزارة التعليم إرشادات حول وضع التربية الدينية ضمن المناهج الدراسية.
المصدر: House of Commons Library
اقرأ أيضًا:
ويلز: الأهالي يفشلون في تحركهم القانوني لمنع إلزامية تدريس مادة التربية الجنسية الجديدة
وزير التعليم الويلزي ينفي الادعاءات حول مناهج التربية الجنسية الجديدة
هيئة مراقبة المساواة في بريطانيا تحذّر المدارس من التدخل في قصات شعر الطلبة
الرابط المختصر هنا ⬇