هؤلاء يسيئون لسنّة التراويح
يسعد المسلمون في شهر رمضان بالأجواء التي تفرضها صلاة التراويح؛ حيث اجتماع الأمّة على العبادة والقيام والتضرع والدعاء بصفوف متراصة وأياد متوضئة ونفوس مقبلة على ربّها ترجو رحمته ورضوانه.
للاستماع إلى المقال صوتيًا عبر هذا الرابط :
بيد أنّ هذا الجمال تعكّر صفوه تصرفات مسيئة تصدر عن قلة من المصلّين، ولكن أثرها ينعكس على المسلمين جميعًا، ومنها:
- اصطفاف السيارات بشكل عشوائيّ حول المسجد وإغلاق أماكن الاصطفاف الخاصة بالمنازل المحيطة، فضلًا عن وقوف السيارات في الأماكن التي يُمنع الوقوف فيها.
- تبادل الأحاديث في المسجد بصوت يزعج المصلين ويشوش عليهم.
- عدم ارتداء المناسب من الثياب أو تناول أطعمة لها رائحة مؤذية.
- مدافعة المصلين في طوابير الخروج من المسجد.
- ترك الأحذية في الطريق وعدم وضعها بالمكان المخصص.
- الهدر باستخدام المياه أثناء الوضوء في المسجد.
- رفع الأصوات عند الخروج من المساجد ليلًا و خصوصًا في الدول الغربية ما يترك أثرًا سلبيًّا لدى جيران المسجد من غير المسلمين.
وهناك قضايا مرتبطة بالأئمة والقائمين على المساجد، ومنها:
- عدم اختيار الأئمة المناسبين من حيث جمال الصوت وإتقان الحفظ – أحيانًا -.
- عدم تقدير ظروف المصلين جيدًا في مسألة الإطالة بالصلاة دون مراعاة ظروف من يعملون في الصباح الباكر من اليوم التالي.
- الاستعجال في الصلاة وعدم منحها حقّها من التأني والخشوع – المطلوب التوسط في الأمر -.
- تقديم من يلحن في حروف اللغة على حساب من يتقن التلاوة، وهذا ينطبق على مساجد يُشرف عليها إخوة أعاجم من دول معينة ولا يقدّمون أيّ شخص غيرهم مهما كان مميزًا.
وأما المسلمون بصفة عامة فبعضهم ينطبق عليه أحد الأوصاف التالية:
- هجران المسجد وعدم دخوله إلا محمولًا على الأكتاف أثناء تشييع جثمانه – وهذا أكثر الناس خسارة.
- التقصير بالاهتمام بالذهاب للمسجد مع عائلته لتشجيع أطفاله على الصلاة وربطهم ببيت الله، كما يفعل يوميًّا لأجل ضمان التزامهم بدوامهم المدرسيّ أو تناول طعامهم، فغذاء الروح الذي يوفره المسجد أهمّ من أيّ غذاء آخر.
- الذهاب للمسجد بانتظام وتشجيع أهل بيته والالتزام بالآداب العامة لذلك وهذا أسعد الناس وأعلاهم مرتبة.
- الذهاب للمسجد أحيانا مع وجود شيء من المخالفات التي أشرت لها، وهذا من نحزن لأجله وندعوه لإكمال الأجر والتزام القواعد المعينة عليه.
قبل أن أختم، لا بدَّ من كلمة لإدارات المساجد ومجالس الأمناء واللجان التي تقوم على شؤون المسجد، بشكرهم أولا على تطوعهم وجهدهم ومن ثمّ نصيحتهم بضرورة أن يكونوا قدوة في التزام فعلًا وقولًا، وأن يكونوا نموذجًا حسنًا لباقي المصلين بأيّ أمر يتطلب من المصلين الالتزام به من الكمامة إلى طريقة وقوف السيارة.
ومن ثم فإنّ الهاتف والإيميل وكلّ وسائل التواصل الخاصة بالمسجد ليست ترفًا ولا زينة، وعليه وجب تفعيلها والعناية بها، حيث يعاني كثيرون بالتواصل مع المسجد حين يرغبون.
الخلاصة:
إن بعض المسلمين بحسن نية يسيئون لصيامهم ورمضانهم بصفة عامة ولسنّة التراويح بصفة خاصة، حين يغفلون العناية بآداب وذوقيات تعكس الوجه الحضاريّ للدين، وقد تكون بمثابة دعوة غير مباشرة للآخرين لجذبهم إليه، أو – لا سمح الله – تنفّرهم منّا ومن ديننا بسوء تدبيرنا.
اقرأ أيضًا:
كيف يراعي الدوري الإنجليزي لكرة القدم ظروف اللاعبين المسلمين في رمضان 2022؟
حسين حلاوة: توحد مسلمي بريطانيا خلف مساجدهم في رمضان مقدّم على أي أمر آخر
النائب جيرمي كوربين يزور مسجد شمال لندن مهنِّئًا بحلول شهر رمضان 2022
الرابط المختصر هنا ⬇