البطالة تغزو شباب بريطانيا.. 872 ألف خارج دائرة العمل والتعليم
كشفت تقديرات رسمية أن عدد الشباب البريطانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا وغير المنخرطين في العمل أو التعليم أو التدريب (Neet) ارتفع إلى 872 ألفًا خلال الفترة من أبريل إلى يونيو 2024، مسجلًا زيادة قدرها 74 ألفًا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ويمثل هذا الرقم 12.2% من إجمالي الشباب في هذه الفئة العمرية.
بحسب مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS)، يتوزع الشباب في فئة Neet إلى قسمين رئيسين:
الأول: العاطلون عن العمل الذين يبحثون بنشاط عن فرص عمل. والثاني: “غير النشطين اقتصاديًّا” الذين لا يسعون للعمل.
وتشير الإحصاءات إلى أن حوالي ثلثي هؤلاء الشباب، أي 66% منهم، ينتمون إلى الفئة غير النشطة اقتصاديًّا، وهي الفئة التي شهدت زيادة ملحوظة منذ جائحة كوفيد-19.
تداعيات اقتصادية
تأتي هذه الزيادة في عدد الشباب غير النشطين اقتصاديًّا كجزء من اتجاه أوسع في المملكة المتحدة، حيث وصل إجمالي عدد الأشخاص غير النشطين اقتصاديًّا في جميع الفئات العمرية إلى 9.4 مليون شخص. ويشكل هذا الوضع تحديًا للاقتصاد البريطاني، إذ يؤدي تقلص القوى العاملة إلى انخفاض الإيرادات الضريبية التي تمول الخدمات العامة مثل هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، وزيادة الإنفاق الحكومي على الإعانات.
في عام 2023، تجاوز الإنفاق الحكومي على إعانات الائتمان الشامل (Universal Credit) والفوائد المرتبطة به 80.9 مليار باوند، مقارنة بـ 54.2 مليار باوند انفقت على الدفاع.
ويستفيد حاليًا حوالي 7 ملايين شخص من إعانات الائتمان الشامل، بينهم 38% يعملون.
استجابة الحكومة
أقرت حكومة المملكة المتحدة بالتحديات المعقدة التي تواجهها في معالجة مشكلة زيادة عدد الشباب غير المنخرطين في العمل أو التعليم. وفي إطار سعيها للتعامل مع هذه الظاهرة، اقترحت الحكومة عدة إجراءات من بينها:
- إنشاء هيئة “مهارات إنجلترا” للتعامل مع احتياجات المهارات على المستويات الوطنية والإقليمية والمحلية.
- تقديم “ضمان الشباب” الذي يتعهد بتوفير فرص التدريب والتلمذة الصناعية ودعم العودة إلى العمل.
- توفير أسبوعين من الخبرة العملية لكل شاب.
- تحسين الإرشاد الوظيفي في المدارس لمساعدة الطلاب على التخطيط لمستقبلهم.
- التفاوتات الإقليمية والديموغرافية.
وصف تقرير صادر عن مؤسسة “Youth Futures Foundation” الخيرية المستقلة الوضع بأنه “أزمة”، مشيرًا إلى تباينات كبيرة بين المناطق. فقد سجلت شمال شرق إنجلترا أعلى معدل للشباب من فئة Neet بنسبة 15%.
وتضمن التقرير نتائج مهمة، من بينها:
- أن الشباب الذين عاشوا تجارب في نظام الرعاية بين سن 19 و21 عامًا هم أكثر عرضة بثلاثة أضعاف ونصف ليكونوا من فئة Neet.
- أن تدهور الصحة النفسية يمثل عائقًا رئيسًا أمام توظيف الشباب، حيث تضاعف عدد الشباب الخارجين عن سوق العمل بسبب مشاكل صحية في العقد الأخير ليصل إلى حوالي 190 ألفًا في عام 2023.
آراء الخبراء
وصفت الدكتورة أندريا باري، الخبيرة الاقتصادية في مؤسسة Youth Futures Foundation، هذا الوضع بأنه “مأساة”، مشيرة إلى أن الشباب الذين يتهربون من التعليم أو يتأخرون في الحصول على وظيفة هم أكثر عرضة للبقاء خارج سوق العمل أو الوقوع في وظائف منخفضة الأجر في مراحل لاحقة من حياتهم.
ودعت الدكتورة باري إلى تسهيل الوصول إلى برامج التلمذة الصناعية من خلال تقليل متطلبات القبول، مشيرة إلى أن العديد من هذه البرامج حاليًا تتطلب مستوى 4، وهو أعلى من مستوى A-level.
وأكدت مؤسسة Youth Futures Foundation على أهمية دعم الشباب الأكثر عرضة للخطر، مشيدة بدور الجمعيات الخيرية مثل Right to Succeed التي تعمل على ضمان حصول الأطفال والشباب على أفضل بداية ممكنة في حياتهم.
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇