البريطانيون العرب يتضامنون مع لبنان بزيارة تكريمية للسفير
نظمت منصة وملتقى العرب في بريطانيا زيارة تضامنية إلى مكتب سفير الجمهورية اللبنانية في لندن رامي مرتضى، أمس الإثنين الموافق 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، ضمت ممثلين عن الجالية العربية والفلسطينية في بريطانيا، وذلك في ظل العدوان الإسرائيلي الذي امتد مؤخرًا من غزة إلى لبنان.
حضر الزيارة ممثلون عن ملتقى العرب في بريطانيا والمنتدى الفلسطيني في بريطانيا والمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج والرابطة الإسلامية في بريطانيا وعاملي القطاع الصحي لأجل فلسطين، وعدد من الإعلاميين والشخصيات المستقلة.
البريطانيون العرب يتضامنون مع لبنان
ضم وفد الزيارة التضامنية مع لبنان كلًّا من: عدنان حميدان رئيس منصة العرب في بريطانيا، وحافظ الكرمي الرئيس السابق للمنتدى الفلسطيني وممثل المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، والدكتورة غادة الكرمي الطبيبة والأكاديمية والكاتبة الفلسطينية، ورغد التكريتي رئيس مجلس شورى الرابطة الإسلامية في بريطانيا.
كما حضر عدد من الصحفيين من مختلف المنصات الإعلامية: فراس أبو هلال وصلاح عبد الله وأبو بكر رشيد ومينا حربلو وموسى سرور، وعدد من الفنانين من بينهم: رشيد غلام ولوكي، إلى جانب التربوية زينب كمال، والمحاضرة والناشطة لانة الصميدعي، والأكاديمي جلال الورغي، والطبيبة أميرة نمراوي.
في بداية اللقاء، رحب السفير اللبناني في بريطانيا، رامي مرتضى بهذه الزيارة التي ضمت أطياف المجتمع العربي في بريطانيا كافة، مشيدًا بالدعم المستمر الذي يقدمه العرب في بريطانيا للقضية الفلسطينية ولبنان.
وبالحديث عن تطورات الأوضاع واستمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان، أكد السفير على قوة الموقف اللبناني من الناحيتين الأخلاقية والقانونية في مواجهة التحديات الحالية، مشددًا على أن الشعب اللبناني يدافع عن نفسه ضد الاحتلال الإسرائيلي وفقًا لقواعد القانون الدولي.
وأعرب السفير عن تعجبه من تبرير ما يُزعم بأنه “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال ارتكاب جرائم بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني، مؤكدًا أن هذا المنطق لا يتوافق مع أسس القانون الدولي.
وأشار إلى أن “إسرائيل، بوضعها كقوة احتلال، لا يمكنها أن تدّعي حق الدفاع عن النفس”، مشددًا على أن الدفاع عن النفس يتطلب احترام حماية المدنيين والتركيز على الأهداف العسكرية فقط.
مستكملًا حديثه بأن ما يُقال بشأن الدفاع عن النفس في هذا السياق هو “أمر مضحك ومبكٍ في آن واحد”.
“إسرائيل لا تُجيد سوى القتل”
وفيما يتعلق بالوضع الدبلوماسي، دعا السفير اللبناني في بريطانيا، رامي مرتضى، إلى ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري، محذرًا من أن أي تأخير أو تلكؤ في طلب وقف إطلاق النار هو بمثابة إعطاء “إجازة” لإعادة تكرار السيناريو الذي شهدته غزة.
وقال مرتضى: “لقد حاولوا في البداية إعطاء إسرائيل الوقت لتنفيذ ما ادعت أنها تسعى لإنجازه، ولكن اتضح أن الإنجازات الاستراتيجية لم تتعدَ قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية”، مشيرًا إلى أن الوضع في لبنان يشهد السيناريو نفسه الآن.
وأكد على أن لبنان هو البلد المعتدَى عليه في النزاع الحالي، معربًا عن استغرابه من محاولات قلب الحقائق، “ليصبح الجلاد هو الضحية”.
وأشار السفير رامي مرتضى إلى تصريحاته بأن “إسرائيل لا تُجيد سوى القتل”، التي أدلى بها في مقابلة صحفية حديثة، مؤكدًا أن ما تقوم به حاليًا ليس له أي أفق سوى نشر الفوضى في المنطقة.
وعن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الأمم المتحدة، قال: “إن نتنياهو لا يخفي مشروعه في المنطقة، بل رفع خريطة أمام الأمم المتحدة تظهر الشرق الأوسط دون أي وجود لدولة فلسطينية، معتبرًا ذلك بمثابة تحقيق “نعمة” لإسرائيل”.
وختم مرتضى حديثه بدعوة الجاليات العربية في بريطانيا إلى تعزيز علاقاتها مع المجتمع البريطاني، والعمل على عرض القضية اللبنانية والفلسطينية بشكل واضح ومؤثر في المجتمع البريطاني، مؤكدًا على أهمية الحوار مع أعضاء البرلمان البريطاني والإعلام.
“تعزيز الوحدة أمام العدوان”
من جانبه، أكد رئيس تحرير منصة العرب في بريطانيا، عدنان حميدان، خلال مداخلته: “أن العدوان الذي يتعرض له الفلسطينيون من قبل الاحتلال الإسرائيلي يُعتبر جريمة ضد الإنسانية، حيث يستهدف الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ دون أي تمييز”.
وأضاف: “نحن نساندكم في مواجهة هذا الظلم، وندعو إلى تعزيز الوحدة الوطنية والصمود أمام هذا العدوان الغاشم”.
كما أشار حميدان إلى أن التضامن الوطني والشعبي يشكلان العنصر الأساسي في التصدي لهذا التصعيد غير المسبوق.
ودعا جميع القوى السياسية والشعبية إلى العمل بجد وتعاون من أجل توفير مقومات الصمود لشعب لبنان، سواء بالنسبة للنازحين أو أولئك الذين لم ينزحوا بعد.
وشدد على ضرورة الضغط على المحكمة الجنائية الدولية والجهات المعنية كافة للتحرك لوقف العدوان الإسرائيلي وملاحقة المجرمين في المحاكم الدولية.
كما أكد حميدان أن الحركة التضامنية في بريطانيا تقف متحدة خلف لبنان، حيث يُرفع العلم اللبناني إلى جانب الفلسطيني، ما يرمز إلى وحدة الحال والمصير.
أهمية القانون الدولي
من جانبه، أعرب الدكتور حافظ الكرمي، الرئيس السابق للمنتدى الفلسطيني وممثل المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، عن شكره للسفير اللبناني في لندن، رامي مرتضى، على كلمته المؤثرة، مشددًا على أهمية القانون الدولي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد أن الدول التي تدافع عن هذا الكيان المحتل، مثل الإدارة الأمريكية والإدارة الإيطالية، أصبحت موضع اتهام بسبب ممارساتها.
وأضاف قائلًا: “إن شعبنا الفلسطيني وشعب لبنان لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا المشروع الاستعماري، إذ نعيش اليوم عامًا كاملًا من الصمود والمقاومة بعد مرور عام كامل على “طوفان الأقصى”، حيث تشهد هذه المنطقة أطول حرب يخوضها شعبنا منذ عام 1948”.
وخلال الزيارة التضامنية مع السفير اللبناني في لندن، شددت رغد التكريتي، رئيس مجلس شورى الرابطة الإسلامية في بريطانيا، على أهمية الحراك الشعبي لدعم القضايا العربية، وخاصة القضية الفلسطينية.
وأشارت إلى المظاهرات الأخيرة التي نظمها ائتلاف التضامن مع فلسطين في بريطانيا في الخامس من أكتوبر، والتي تعد المظاهرة رقم 20 في بريطانيا، حيث شهدت مشاركة تحالف من المؤسسات المدافعة عن القضية الفلسطينية.
وأكدت التكريتي على أهمية وجود ضغط كبير لتغيير سياسة الحكومة البريطانية الداعمة لإسرائيل، قائلة: “كل هذه المظاهرات والتحركات تهدف إلى تغيير مسار الحكومة البريطانية وتعاطيها مع هذه القضايا”.
“إسرائيل أصبحت أكثر هشاشة”
في حديثها عن الأوضاع في لبنان وتأثيرها على القضية الفلسطينية، عبّرت الدكتورة غادة الكرمي، الطبيبة والأكاديمية والكاتبة الفلسطينية، عن دعمها الكامل للبنان وشعبه، مشيرة إلى المعاناة المشتركة التي يتعرض لها الشعبان نتيجة السياسات الإسرائيلية.
وأكدت الكرمي تقديرها للموقف اللبناني، قائلة: “نشاطركم الألم ونشعر بما تشعرون به مئة بالمئة”.
فيما أعرب لوكي فنان الراب والناشط الحقوقي البريطاني، عن شكره للبنان على موقفه القوي في مواجهة التحديات، وأكد على أهمية دعم الجنوب اللبناني، قائلًا: “نحن ممتنون لموقف لبنان في هذا الموضوع، وتحياتنا لكم، وخصوصًا إلى جنوب لبنان المثابر، الذي يفضح هشاشة إسرائيل”.
وأضاف لوكي أن إسرائيل أصبحت أكثر هشاشة من أي وقت مضى، مشيدًا بجهود المقاومة اللبنانية، حيث قال: “بفضل عرق جبين المقاومة الباسلة اللبنانية، أظهرت إسرائيل ضعفها”.
وأعرب فراس أبو هلال رئيس تحرير موقع عربي 21، عن سعادته برؤية دبلوماسي عربي يتمتع بلغة قوية وقدرة على السرد المتكامل، مع تميز في فهم الموقف العربي والقومي، في إشارة إلى سفير لبنان في لندن رامي مرتضى.
وأضاف قائلًا: “إن معظمنا لا يحتاج إلى إقناع بأن مصيرنا العربي واحد، لكن هناك بعض الانعزاليين الذين يظنون أن كل دولة عربية يمكن أن تعيش بمعزل عن مصير الدول الأخرى، حتى جاء العدوان الإسرائيلي ليؤكد لنا عكس ذلك”.
وأكد أبو هلال أن مصير العرب مرتبط ببعضه، موضحًا أن هذا الارتباط لا يقتصر فقط على مواجهة العدوان، بل يتضمن أيضًا الاشتباك معه بكل صورة ممكنة سواء بالموقف أو بالكلمة.
وأشار إلى أن الوفد الذي حضر الزيارة التضامنية يمثل ملايين العرب المستعدين لدعم لبنان، قائلاً: “كل هذه الوجوه العربية تمثل الملايين الذين لديهم الاستعداد للوقوف مع لبنان”.
ومن الجدير بالذكر أن الوفد الذي ضم ممثلين عن الجالية العربية والفلسطينية في بريطانيا، قد قدم درعًا لسفير الجمهورية اللبنانية في لندن رامي مرتضى؛ تكريمًا لجهوده في إعلاء الصوت اللبناني في الأوساط السياسية والدبلوماسية البريطانية.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇