الباوند يهبط مجددا بعد ارتفاع إثر استقالة ليز تراس لم يدم سوى ساعات

فريق التحرير October 22, 2022

الباوند يهبط مرة أخرى مقابل 1.11 دولار يوم الجمعة عقب استقالة ليز تراس حيث أظهرت الأرقام الجديدة صورة قاتمة للاقتصاد البريطاني، ثم ارتفع قليلًا مساء أمس ليعادل 1.12 دولار .

جاءت تقلبات سعر الباوند بعد أن أظهرت الأرقام الرسمية من مكتب الإحصاء الوطنيّ (ONS) ارتفاع الاقتراض الحكوميّ إلى ثاني أعلى مستوى له على الإطلاق في الشهر الماضي، ما انعكس على تراجع القدرة الشرائية للبريطانيين مقارنة بفترة ما قبل الجائحة.

الباوند يهبط مرة أخرى وتسجيل انخفاض في المبيعات

Pound vs dollar chart — *الباوند يهبط مرة أخرى يوم الجمعة 21 أكتوبر 2022*

أظهرت الأرقام الرسمية أنّ مبيعات التجزئة تراجعت منذ شهر أغسطس حتى شهر سبتمبر على نحو فاق التوقعات بنسبة 1.4 في المئة.

ويأتي هبوط الباوند الأخير بعد فترة من التداولات المتقلبة بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض الحكوميّ في أعقاب الميزانية المصغرة. كما أعرب المستثمرون عن قلقهم الشديد بعد أن وعدت الحكومة بتخفيضات ضريبية ضخمة دون توضيح كيفية دفعها.

هذا وارتفعت تكاليف الاقتراض الحكوميّ بشكل طفيف يوم الجمعة.

ساعد انخفاض الدولار الأمريكيّ مقابل عدد من العملات في وقت متأخر من يوم الجمعة الباوند على الارتفاع قليلًا.

لكن جين فولي، محللة العملات في (Rabobank)، قالت إنّ معظم تقلبات سعر الباوند مدفوعة برد فعل المستثمرين على فوضى الوضع السياسيّ والمعطيات الاقتصادية السلبية في بريطانيا.

“بينما ارتفع الباوند بعد استقالة تراس، أعتقد أنّ المستثمرين أدركوا أنّ التنافس على قيادة حزب المحافظين لن يضمن نتائج جيدة للسوق”.

ومن المقرر أن يعلن وزير الخزانة، جيريمي هانت، عن خطته الاقتصادية التي تشمل سياسات الإنفاق والضرائب في 31 أكتوبر، مؤكدًا أنّه سيمضي قدمًا في خطته رغم احتمال تأجيلها بسبب السباق نحو قيادة الحزب الحاكم.

لماذا هبوط الباوند يدعو إلى القلق؟

هبوط سعر الباوند مقابل الدولار أو اليورو يعني زيادة أسعار السلع والخدمات المستوردة من الخارج مثل المواد الغذائية والمواد الخام وغيرها.

ويمكن أن يؤدي هبوط الباوند أيضًا إلى ارتفاع التكاليف إذا اختارت الشركات زيادة الأسعار للزبائن. وبالنسبة للأشخاص الذين يخططون للسفر إلى الخارج فإنّ انخفاض سعر الباوند سيؤثر حتمًا على إنفاقهم.

تراجع القدرة الشرائية وارتفاع فواتير الطاقة

Shopping-g875697f70 1280 — *الباوند يهبط مجددا ويؤثر على القدرة الشرائية للبريطانيين (آنسبلاش)*

لا تنفك أزمة غلاء المعيشة في بريطانيا تضغط على الأسر، حيث قال دارين مورغان، مدير الإحصاءات الاقتصادية في مكتب الإحصاء الوطنيّ (ONS)، إنّ المستهلكين الآن يشترون أقل مما كانوا عليه قبل الجائحة خاصة فيما يتعلق بالمواد الغذائية في ظل ارتفاع معدل التضخم إلى 10.1 في المئة الشهر الماضي.

من جهة أخرى تقترض بريطانيا مليارات الباوندات للحد من ارتفاع أسعار الطاقة. وقال (ONS) إنّ الاقتراض بلغ 20 مليار باوند الشهر الماضي بزيادة 2.2 مليار باوند عن العام السابق، وهو ثاني أعلى اقتراض للبلاد منذ عام 1993 بعد ذروة الجائحة في عام 2020 عندما كانت الحكومة تقترض لتمويل مخططات مثل الإجازات المدفوعة.

ارتفاع مرتقب للاقتراض الحكومي

4934899110 Daf66c0ae2 C — *الباوند يهبط عقب استقالة تراس ووزير الخزانة يتعهد بالإصلاحات (فليكر)*

يقدم مكتب مسؤولية الميزانية (OBR) توقعات مستقلة حول تأثير القرارات الحكومية على الضرائب والإنفاق والاقتراض والنمو. ومن المقرر أن تصدر أحدث تقاريره في 31 أكتوبر تزامنًا مع إعلان خطة وزير الخزانة.
قال كارل إيمرسون، نائب مدير مركز الأبحاث التابع لمعهد الدراسات المالية (IFS)، إنّ الاقتراض الحكوميّ للنصف الأول من العام كان كما هو متوقع تقريبًا، لكنّه حذّر من ارتفاعه بمعدلات قياسية في الأشهر القادمة بسبب حزمة الدعم الحكوميّ للطاقة والمعاشات.

وأضاف أنّ (IFS) يتوقع أن يصل الاقتراض هذا العام إلى ما يقرب من 200 مليار باوند؛ أي أكثر بـ100 مليار باوند من توقعات (OBR).

بالمقابل قال وزير الخزانة، جيريمي هانت: سنفعل كلّ ما هو ضروريّ لخفض الديون على المدى المتوسط ولضمان إنفاق أموال دافعي الضرائب بشكل جيد، ما يضع المالية العامة على مسار مستدام بينما يستمرّ الاقتصاد في الانتعاش.