الباوند يصل لأعلى مستوى له منذ إعلان الميزانية المصغرة في بريطانيا
وصل الباوند إلى أعلى مستوى له منذ منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، بعد أن رحَّب المستثمرون بتعيين ريشي سوناك رئيسًا للوزراء.
وارتفع الباوند بنسبة 1.9 في المئة ليصل إلى نحو 1.149 دولار يوم الثلاثاء، وهو أعلى مما كان عليه قبل إعلان تراس خطة الميزانية المصغرة.
كما تراجعت تكاليف القروض الحكومية مقارنة بالشهر الماضي، بعد تولي سوناك رئاسة الوزراء في بريطانيا.
بعد تعيين ريشي سوناك رئيسًا للوزراء…الباوند يصل لأعلى مستوى له
وحذر سوناك في خطاب ألقاه أمس من أن البلاد تواجه أزمة اقتصادية عميقة، ولا بد من اتخاذ قرارات صعبة في المستقبل.
وأشار خبراء اقتصاديون إلى أن وصول سوناك إلى سدة الحكم في بريطانيا كان من الأسباب التي ساهمت في ارتفاع قيمة الباوند، لكن السبب الآخر هو تراجع قيمة الدولار.
إذ تراجع الدولار الأمريكي يوم الثلاثاء، بعد أن أظهرت البيانات تراجعًا في نمو أسعار المنازل في أمريكا، ما أدى إلى زعزعة الثقة بالأسواق الأمريكية.
وفي هذا السياق قال جيريمي سترتش رئيس قسم العملات الأجنبية في بنك (CIBC): “إن الدولار الأمريكي يتراجع في جميع القطاعات اليوم”.
“ومما لا شك فيه أن الأسواق البريطانية شهدت انتعاشًا مريحًا بسبب استقرار الاقتصاد بوجه عام بعد وصول سوناك إلى السلطة”.
وكان الباوند قد انخفض انخفاضًا قياسيًّا أمام الدولار خلال الشهر الماضي، في حين ارتفعت تكاليف الاقتراض الحكومي ارتفاعًا حادًّا في أعقاب سياسة الميزانية المصغرة التي أعلنتها رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس.
هل يستعيد سوناك ثقة الأسواق بعد الضرر الذي سببته الميزانية المصغرة؟
وقد تراجعت ثقة المستثمرين بالأسواق بعد إعلان وزير المالية السابق كواسي كوارتنج عن تخفيضات ضريبية كبيرة، دون أن يوضح آلية تمويل هذه التخفيضات، الأمر الذي حذر منه سوناك خلال انتخابات زعامة حزب المحافظين التي أقيمت الصيف الماضي.
ويرى المستثمرون أن سوناك الذي شغل مدير الصندوق الاحتياطي سابقًا كفيل بتحقيق الأمن الاقتصادي، وخصوصًا بعد تعهده بإصلاح الأخطاء التي ارتكبتها ليز تراس.
وسيُبقي سوناك وزير المالية جيريمي هانت في منصبه، بعد أن ألغى العديد من التخفيضات الضريبية التي أقرتها ليز تراس، ومن المقرر أن يعلن هانت خطته المتعلقة بزيادة الرواتب لتمويل الإنفاق العام في تاريخ 31 تشرين الأول/أكتوبر.
وحذر شقون هافيلاند المدير العام للغرف التجارية البريطانية يوم الإثنين، من أن “اقتصاد البلاد قد لا يتحمل مزيدًا من التقلبات في الخطط والسياسات الاقتصادية”.
وأضاف: “إن حالة الاضطراب في المشهد السياسي والاقتصادي خلال الأشهر القليلة الماضية أدت إلى تراجع الثقة بالاقتصاد البريطاني، ولا بد من إنهاء هذه الحالة”.
انخفاض الفوائد على الرهن العقاري وتراجع تكاليف القروض
وتراجعت تكاليف الاقتراض لتصل إلى المستوى الذي كانت عليه قبل إقرار خطة الميزانية المصغرة، في حين تراجعت نسبة الفوائد على سندات الديون التي يجب سدادها خلال 30 عامًا، حيث وصلت إلى 3.6 في المئة.
وانخفضت نسبة الفوائد على سندات الديون المقرر سدادها خلال خمس سنوات، ما أدى إلى انخفاض تكاليف الرهون العقارية ذات الخمس سنوات إلى نحو 3.7 في المئة.
ولا تزال الفوائد أعلى بكثير مما كانت عليه خلال الصيف، لكن الانخفاض الكبير خفف من وطأة القروض الحكومية التي وصلت إلى ثاني أعلى معدل لها في تاريخ بريطانيا خلال أيلول/سبتمبر الماضي.
وتأمل شركات الرهن العقاري أن ينعكس الانخفاض على سوق العقارات بعد أن وصلت أسعار الفوائد على الرهون العقارية إلى أعلى مستوى لها منذ 14 عامًا.
وفي هذا الشأن قال نائب محافظ المصارف والأسواق في بنك إنجلترا السير ديف رامسدن يوم الإثنين: “إن التراجع الأخير في تكاليف القروض الحكومية دليل على استعادة ثقة الأسواق بالسياسة الاقتصادية للبلاد”.
لكن على الرغم من تحسن الوضع الاقتصادي، فقد حذر الخبراء من أن رئيس الوزراء الجديد ريشي سوناك سيواجه أوقاتًا عصيبة في المستقبل.
وقالت الخبيرة الاقتصادية فيونا سينكوتا: “يواجه رئيس الوزراء الجديد تحديات كبيرة جدًّا، فهو يعمل على حل الأزمة الاقتصادية المتصاعدة بالتزامن مع الانقسامات التي يعاني منها حزبه السياسي”.
وقال الخبير الاقتصادي جوردن روتشستر: “إن كل رئيس وزراء جديد يحظى بفترة راحة تكون بمثابة شهر عسل!”.
وأضاف: “لم يستغرق الأمر فترة طويلة بالنسبة إلى ليز تراس، ونتساءل: كم سيمتد شهر العسل الخاص بسوناك؟!”.
اقرأ أيضاً :
الميزانية المصغرة أبرز نقاط الخطة الاقتصادية الجديدة تحت رئاسة تراس
نواب في حزب المحافظين يهددون بالتمرد على ليز تراس بسبب الميزانية المصغرة
الميزانية المصغرة: كيف سيؤثر انخفاض الباوند مقابل الدولار على أسعار السلع والوقود في بريطانيا؟ال
الرابط المختصر هنا ⬇