لماذا تُجرى الانتخابات العامة في بريطانيا يوم الخميس دائمًا؟
دعا رئيس الوزراء ريشي سوناك يوم الأربعاء الماضي تحت المطر الغزير من أمام داونينغ ستريت إلى إجراء الانتخابات العامة في بريطانيا يوم الخميس الـ4 من يوليو المقبل، بعد الحصول على موافقة الملك تشارلز الثالث.
وجاء ذلك في الوقت الذي كانت تشير فيه التوقعات إلى احتمال إرجاء الانتخابات حتى الخريف، فلعلّ سوناك قد أقنع الناخبين بأنه يستطيع إصلاح ما أفسده حزب المحافظين خلال 14 سنة من الحكم!
ولكن لماذا تُعقد الانتخابات العامة في بريطانيا يوم الخميس على وجه الخصوص؟
رغم عدم وجود أي قانون ينص على إجراء الانتخابات يوم الخميس، فإنها عادة مستمرة منذ عقود، ويشمل ذلك التصويت في الانتخابات المحلية والعامة والانتخابات الفرعية للمقاعد الفردية.
وبحسَب صحيفة الإندبندنت جرت الانتخابات في بريطانيا يوم الأربعاء من شهر نوفمبر من عام 1922، ويوم الخميس من شهر ديسمبر من عام 1923، ويوم الأربعاء في أكتوبر 1924، ويوم الخميس في مايو 1929، ويوم الثلاثاء من شهر أكتوبر في عام 1931، ويوم الخميس في عام 1935، واستمر الأمر على هذا النحو منذ ذلك الحين.
واختيار يوم الخميس هو تقليد أكثر من كونه قاعدة، ومن المحتمل أن يكون الدافع وراء ذلك هو عوامل اجتماعية وثقافية، مثل: تجنب التداخل مع الأنشطة الدينية في أيام الأحد، أو تجنب تأثير الكنائس على آراء الناخبين السياسية، أو تجنب تأثير الكحول التي يتناولها الناخبون في عطلات نهاية الأسبوع.
وفي الماضي كان يوم الخميس مخصصًا للتسوق في العديد من المدن والقرى البريطانية، ما يعني خروج مزيد من الناس، وعليه فمن المرجح أن يدلوا بأصواتهم. وهناك أيضًا وجهة نظر مفادها أن التصويت يوم الخميس يسهل عملية فرز الأصوات بكفاءة، حيث تتوفر معظم النتائج عادةً بحلول صباح يوم الجمعة.
وهكذا يستطيع رئيس الوزراء المُنتخب حديثًا الاستقرار في مقر الحكومة “داونينغ ستريت”، واختيار وزراء حكومته الجديدة خلال عطلة نهاية الأسبوع. ولكن كانت هناك دعوات في السنوات الأخيرة إلى إجراء الانتخابات في عطلة نهاية الأسبوع، كما هو الحال في العديد من البلدان حول العالم.
وبهذا الصدد قالت البروفيسورة إيلسا هندرسون من جامعة إدنبرة لبي بي سي في وقت سابق: إن هناك مقترحًا لإجراء الانتخابات على يومين: الأول في أحد أيام العمل والآخر في عطلة نهاية الأسبوع؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى زيادة نسبة الإقبال على التصويت.
ولكن المقترح واجه سلسلة من الانتقادات لأسباب عدّة، أبرزها التكلفة العالية للعمل الإضافي لموظفي الانتخابات!
المصدر: الإندبندنت
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇