الفقراء أكثر المتضررين من خطط صادق خان لخفض الانبعاثات في لندن
طالب أحد المجالس المحلية في بريطانيا عمدة لندن صادق خان بإعادة النظر في خطته لتوسيع منطقة خفض الانبعاثات في لندن، حيث من المقرر أن تتوسع منطقة خفض انبعاثات الكربون لتصل إلى هيرتفوردشاير.
وخلصت مجموعة من السياسيين في اجتماع عُقد يوم الأربعاء 25 كانون الثاني/يناير إلى ضرورة تحذير عمدة لندن من الأضرار التي ستلحق بالفقراء؛ بسبب خطته التي تقضي بفرض غرامات مالية على السائقين من أصحاب السيارات الملوِّثة للبيئة في هيرتفوردشاير.
فرض غرامات على السيارت ضمن مناطق خفض الانبعاثات في لندن
ورأى سياسيون أن خطة خان ستلحق ضررًا بسائقي السيارات على خط (Potters Bar)، بعد إلغاء الخط الوحيد للحافلات في (Barnet) في نيسان/إبريل من العام الماضي.
ويعتزم خان تطبيق خطة خفض انبعاثات الكربون على المنطقة الواقعة بين طريق (North Circular Roads) و(South Circular Roads)، حيث يواجه سائقو السيارات الأكثر تلويثًا للبيئة غرامات تُقدَّر بـ12.50 باوند يوميًّا.
ولكن ابتداء من 29 آب/أغسطس القادم من هذا العام، ستفرض هيئة النقل في لندن غرامات على السائقين في جميع أنحاء مدينة لندن، ويشمل ذلك السيارات على طرقات (M1) و(A1) و(A41) على الحدود الجنوبية لهيرتفوردشاير.
وفي هذا السياق قالت العضوة في مجلس المحافظين آن سويرلينج: “لا بد من اتباع خطوات معينة لتخفيض انبعاثات الكربون في هذه المنطقة، لكن ليس عن طريق فرض غرامات مالية على الفقراء الذين لا يستطيعون تحمل مزيد من الأعباء المالية، ومن ثَمّ فلا بد من إعادة النظر في خطة العمدة صادق خان لخفض الانبعاثات الكربونية”.
وأضافت: “عندما نتحدث عن سكان منطقة (Hertsmere) على الحدود الإدارية للندن، فإن بعضهم يعمل في محطة مترو أنفاق (Stanmore)، وسيتعين عليهم دفع غرامات بقيمة 12.50 باوند يوميًّا، إضافة إلى رسوم المواصلات إذا لم تكن سياراتهم حديثة بما يكفي لمراعاة الشروط البيئية”.
“يواجه كثير من الناس أزمات مالية في هذا الوقت من العام، وتغيير سياراتهم بما يتناسب مع الشروط البيئية يُعَد أمرًا مكلفًا جدًّا”.
“إن خطط عمدة لندن تستهدف الفقراء والعاجزين عن تغيير سياراتهم بما يتناسب مع المعايير البيئية، وهذا ليس عدلًا؛ إذ إن معظم هؤلاء من العمال والمتقاعدين”.
سكان (Hertsmere) يطالبون صادق خان بإعداة النظر في خطته
وفي هذا الشأن قال رئيس مجلس (Con, Elstree) موريس برايت: “قد يفرض عمدة لندن خطته على السكان هنا، لذا فإن جميع المجالس المحلية والسكان سيرفعون أصواتهم في وجه العمدة”.
وقال عضو مجلس (Potters Bar Parkfield): يجب على المجلس المحلي أن يطالب عمدة لندن صادق خان بإعادة خط الحافلات بين (Potters Bar) و(Barnet) عبر (Hadley Highstone)، قبل أن يستأنف العمدة تطبيق خططه.
هذا وقد استبدل خط (Potters Bar) بطريق (Route 82) الذي ألغي العام الماضي، بعد أن اعتادت الحافلات عبوره منذ 110 أعوام.
وطالب أكثر من 900 من سكان المنطقة المجلس المحلي المسؤول بإعادة خط الحافلات القديم.
وقال عضو المجلس المحلي (Cllr Hodgson-Jones): “إن العديد من مناطق البلدة ستتأثر بخطة تخفيض انبعاثات الكربون في لندن، لكن لدينا خطوط مواصلات بديلة، والناس في (Potters Bar) يفتقدون وسائل النقل العامة. وقد أيد ذلك عضو المجلس جيريمي نيومارك الذي قال: “ليس هناك ما يدعو إلى إلغاء خطط توسيع منطقة تخفيض انبعاثات الكربون، لكن لا بد من إعادة خط (Potters Bar) إلى (Barnet)”.
وقال عضو المجلس (Cllr Newmark): “يتملَّك السكان مخاوف حقيقية من خطة خفض انبعاثات الكربون في لندن، لكن استغلال هذه المخاوف للضغط على العمدة لن يفيد شيئًا، ولكن بطبيعة الحال لا بد من نقل هذه المخاوف إلى العمدة والحكومة المركزية في لندن، ولا يعني هذا إلغاء الخطة من الأساس”.
عمدة لندن يشيد بنجاح خطة خفض الانبعاثات في لندن
ودعا عضو المجلس زملاءه إلى نقل شكوى الطلاب الذين يعيشون في (Hertsmere) ولا يستفيدون من تخفيض رسوم المواصلات، ودعا كذلك إلى نقل معاناة كبار السن ممن لا يستفيدون من مجانية المواصلات التي تمولها المجالس المحلية في لندن.
وكان عمدة لندن قد أعلن عن خطته لتحديث السيارات وتعديلها بما يتناسب مع الشروط البيئية، وبلغت قيمة الخطة 110 ملايين باوند، لكنها تقتصر على سكان العاصمة فقط، وتشير الأبحاث الجامعية إلى وفاة أكثر من 4000 شخص عام 2019 في لندن؛ لأسباب مرتبط بتلوث المناخ.
وكان عمدة لندن قد أصدر بيانًا في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2022 قال فيه: “إن أحدث الدراسات تثبت تأثير تلوث الهواء على السكان منذ ولادتهم، حيث يسبب التلوث أمراضًا خطيرة، مثل السرطان وأمراض الرئة والخرف والربو، وتزداد خطورة التلوث لدى الأطفال؛ نظرًا إلى تأثيره الطويل الأمد على صحتهم، حيث يعاني العديد من الأطفال في لندن من ضمور الرئتين”.
“لقد نجحت خطة خفض انبعاثات الكربون في الحد من التلوث وخفض مستوياته إلى النصف تقريبًا في وسط العاصمة لندن، لكن لا يزال هناك الكثير من الهواء السام الذي يضر بصحة الشباب دائمًا، ويؤدي إلى آلاف الوَفَيات المبكرة كل عام، وتسجل أكبر أعداد الوَفَيات في ضواحي العاصمة، لذا فإن توسيع خطة خفض انبعاثات الكربون يعني توفير مزيد من الهواء النقي والحياة الصحية لخمسة ملايين شخص في العاصمة”.
اقرأ أيضاً :
أبرز السيارات الاقتصادية المتوافقة مع معايير الانبعاثات الكربونية في لندن
ترند بريطانيا: خطط توسيع منطقة خفض الانبعاثات في لندن تشعل تويتر
الملايين في لندن يبيعون سياراتهم بسبب توسيع مناطق خفض الانبعاثات
الرابط المختصر هنا ⬇