اختبار دم جديد يساعد في الاكتشاف المبكر لسرطان البروستاتا في بريطانيا
كشف أطباء في بريطانيا عن اختبار جديد للدم يساعد في الاكتشاف المبكر لسرطان البروستاتا، ما يجنِّب المرضى الخضوع لعمل جراحي.
وأكد الخبراء أن الاختبار الجديد أسهم إسهامًا كبيرًا في الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا، وهو أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال في بريطانيا.
ويُجري الرجال الذين تظهر عليهم أعراض المرض اختبار مستضد البروستاتا النوعي المعروف بـ(PSA).
الاختبار الجديد سيساهم بتوفير 50 مليون باوند في مستشفيات بريطانيا
ومع ذلك فلا يمكن الاعتماد دائمًا على هذه الاختبارات في الكشف عن سرطان البروستاتا؛ إذ يخضع 150 ألف رجل في بريطانيا كل عام لعمليات جراحية؛ لاكتشاف مرض البروستاتا بأخذ خزعة من الغدة.
ومن بين الرجال الـ150 ألفًا الذين يخضعون للجراحة، يُشخَّص أربعة من كل عشرة بمرض سرطان البروستاتا، ما يعني أنه يمكن تجنب إجراء الجراحة لـ90 ألف رجل لا يُشخَّصون بالسرطان بعد إجراء الجراحة، ما سيوفر على هيئة خدمات الصحة البريطانية 50 مليون باوند.
وفي هذا السياق أشارت الأبحاث المنشورة في مجلة (Cancer Medicine) إلى أن اختبار الدم البسيط، الذي يجري بأخذ الخزعة السائلة قد يكون بارقة أمل جديدة لمرضى سرطان البروستاتا.
هذا وأُجريت دراسة طبية على 800 رجل سليم و160 مصابًا بسرطان البروستاتا شارك فيها باحثون من الهند وأطباء من جامعة إمبريال كوليج لندن، ووجدت الدراسة أن الاختبار كان دقيقًا بنسبة 100 في المئة، وكشف عن جميع الحالات المصابة بسرطان البروستاتا دون تسجيل نتائج خاطئة.
ودرس البحث عيِّنات الفحص الذي أُجري على 2190 رجلًا يُشتبَه بإصابتهم بسرطان البروستاتا.
وتستطيع هذه الاختبارات تمييز الخلايا السرطانية التي تتكاثر عن طريق الأورام الخبيثة، واستطاعت الكشف عن المرض بدقة بلغت 91 في المئة دون تسجيل حالات خاطئة.
وبهذا الخصوص قالت الجمعيات الطبية: إن الاختبار الجديد للكشف المبكر عن سرطان البروستاتا زاد من إمكانيات تشخيصه مبكرًا وعلاجه، ما يمنح المرضى أملًا جديدًا.
وقد أُجريت دراسة تجريبية في وقت سابق من هذا الشهر، شملت إجراء اختبار الدم واختبار (PAS) للكشف عن سرطان البروستاتا، وكشفت الاختبارات عن الحالات المصابة بدقة بلغت 94 في المئة.
وبحسَب الدراسة فإن اختبارًا واحدًا فقط للدم سيكون كافيًا لإعطاء نتيجة دقيقة جدًّا، لكن أشار الخبراء إلى ضرورة إجراء مزيد من التجارب؛ لمعرفة مدى فاعلية هذه الاختبارات.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تنظر فيه لجنة الفحص الوطني في إمكانية إجراء الاختبار بصفة اعتيادية للرجال الذين تتجاوز أعمارهم خمسين عامًا.
ولا تتوفر اختبارات الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا إلا عند الطلب، في ظل مخاوف من مدى موثوقية مثل هذه الاختبارات.
جدير بالذكر أن سرطان البروستاتا يُعَد أكثر أنواع السرطان انتشارًا في بريطانيا، حيث يُشخَّص كل عام 52 ألف رجل بالإصابة بسرطان البروستاتا.
التشخيص بعد فوات الأوان!
قال سايمون جريفيسون مساعد مدير الأبحاث في معهد (Prostate Cancer UK): “لقد حققت أبحاث الكشف عن السرطان في الدم نتائج متقدمة في السنوات الأخيرة، حيث يعمل معهدا (Prostate Cancer UK) و(Movember) على تمويل أبحاث قد تساعد في التوصل إلى العلاج الأفضل للمرضى المصابين بسرطان البروستاتا”.
“لقد أظهرت هذه الأبحاث نتائج واعدة للغاية؛ إذ يمكن استخدام الاختبارات الجديدة للكشف المبكر عن سرطان البروستاتا، لكن يجب في البداية تجربة هذه الاختبارات على عدد أكبر من الرجال قبل تحديد مدى فاعليتها”.
وأضاف جريفيسون: “هناك احتمال كبيرة لعلاج مرض سرطان البروستاتا عند الكشف عنه مبكرًا، ولكن في الغالب يُشخَّص كثير من الرجال بالإصابة بسرطان البروستاتا بعد فوات الأوان ووصول السرطان إلى مرحلة غير قابلة للشفاء، ومن ثَمّ فإننا بحاجة ماسة إلى اختبارات الكشف المبكر عن السرطان”.
وتابع قائلًا: “يلتزم معهد (Prostate Cancer UK) في بريطانيا بإجراء الأبحاث اللازمة لتطوير اختبارات الكشف المبكر عن السرطان؛ فهذا من شأنه أن ينقذ حياة الآلاف من الرجال”.
وبهذا الخصوص قال الخبراء: إن الاختبار الذي يُدعَى (Trublood Prostate) والذي طوَّرته شركة (Datar Cancer Genetics)، لديه قدرة كبيرة على الكشف عن جميع مراحل سرطان البروستاتا.
في حين قال الدكتور نيلوفر سيد المحاضر والباحث في جامعة إمبريال كوليدج لندن والمشارك في إعداد الدراسة: “إن الاختبار الجديد يمكن أن يكشف بدقة عالية عن الحالات التي يُشتبَه بإصاباتها بسرطان البروستاتا، ويُعرف هذا الاختبار بحساسيته ودقته العالية، إضافة إلى أنه يساهم في التقليل من الإجراءات الطبية والعمليات الجراحية لأخذ الخزع من المرضى الذين لا يُشخَّصون بالإصابة بسرطان البروستاتا”.
وقال الدكتور فينيت داتا مدير مركز (Datar CanvaerGenetics): نحن متحمسون جدًّا؛ لأننا سنقدم آخر الاكتشافات الطبية الرائدة في الكشف عن السرطان، سواء للمرضى داخل بريطانيا أم خارجها”.
الاكتشاف المبكر لسرطان البروستاتا يعيد الأمل للمرضى
“وتواصل مجموعتنا العمل وبذل الجهود لتطوير آليات التشخيص المبكر للسرطان”.
وقد أصدر المركز الوطني للتميز في الرعاية الصحية تقارير متباينة بشأن الاختبار الجديد للكشف عن سرطان البروستاتا عام 2021، ودعا المركز لإجراء مزيد من التجارب بالتعاون مع هيئة خدمات الصحة البريطانية؛ للنظر في دقة الدراسات التي أُجرِيت في الهند.
وبهذا الشأن قال خبراء طبيون: إن قدرة الكشف عن مرض سرطان البروستاتا دون الحاجة إلى أخذ خزعة، من شأنها أن تُحدِث قفزة واسعة في عالم الطب، لكن بعض الأطباء دعوا لتقديم مزيد من الأدلة على مدى فاعلية هذه الاختبارات قبل تعميمها للاستخدام بصفة روتينية.
وتقدم هذه الاختبارات المراكزُ الطبية الخاصة، مثل صندوق فحص السرطان مقابل 1400 باوند، إضافة إلى بعض الاستشارات والنصائح الطبية قبل استخدامها.
وقال الدكتور ريتشاد تيبت مدير الأبحاث السريرية في صندوق فحص السرطان: “إن المنظمات غير الربحية تأمل إجراء مزيد من الأبحاث على هذه الاختبارات؛ للتأكد من صحة البيانات الواردة من الهند ومدى موثوقية هذه الاختبارات من أجل تعميمها عبر هيئة خدمات الحصة البريطانية”.
وأضاف: “أنا متحمس جدًّا لهذه النتائج، وأرى أن هذه الاختبارات ستُشكِّل ثورة في عالم الكشف المبكر عن السرطان”.
اقرأ أيضاً :
4 أعراض سرطان الرئة يحذر منها خبراء الصحة البريطانية
ارتفاع أسهم أسترازينكا بعد إعلانها تحقيق نتائج إيجابية بإنتاج دواء لسرطان البروستات
الرابط المختصر هنا ⬇