10 مناطق في لندن تسجل ارتفاعًا جنونيًا في الإيجارات بأكثر من 10%

وسط أزمة الإسكان المتفاقمة، تواصل إيجارات لندن الارتفاع بوتيرة قياسية، حيث بلغ متوسط الإيجار المطلوب 2,695 باوند شهريًا، وفقًا لأحدث بيانات “رايتموف”. ورغم أن وتيرة النمو بدأت في التباطؤ مقارنةً بالسنوات السابقة، إلا أن بعض المناطق شهدت ارتفاعات غير مسبوقة، متجاوزة حاجز 10% سنويًا، ما يعكس استمرار التحديات التي يواجهها المستأجرون في العاصمة البريطانية.

سجلت لندن زيادة فصلية متتالية في الإيجارات للربع الثالث عشر على التوالي، بارتفاع طفيف بلغ 0.1%، أي ما يعادل 1 باوند إضافي شهريًا في المتوسط. وعلى الرغم من أن الإيجارات باتت أعلى بنسبة 2.4% مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي، فإن معدل النمو الحالي يُعد الأبطأ منذ عام 2021.

في المقابل، شهدت الإيجارات خارج لندن أول انخفاض منذ عام 2019، حيث تراجعت بنسبة 0.2%، ما يسلط الضوء على التباين الواضح بين سوق العقارات في العاصمة والمناطق الأخرى من البلاد.

انخفاض عوائد الاستثمار العقاري يدفع الملاك للبيع

بالنسبة للمستثمرين العقاريين، لا تزال لندن أقل ربحية مقارنةً ببقية المملكة المتحدة، حيث بلغ العائد المتوسط على العقارات المؤجرة 5.6% فقط، وهو الأدنى على مستوى البلاد، رغم ارتفاعه الطفيف بنسبة 0.1% سنويًا.

وفي سياق متصل، يبدو أن التشريعات الجديدة، ولا سيما مشروع قانون حقوق المستأجرين، الذي يتضمن إلغاء الإخلاء دون سبب، تدفع المزيد من الملاك إلى تصفية ممتلكاتهم. وتشير بيانات “رايتموف” إلى أن 24% من العقارات المعروضة للبيع في لندن عام 2024 كانت مؤجرة مسبقًا، مقارنةً بـ 20% في 2023، في حين أن النسبة خارج لندن لم تتجاوز 15% في 2024، مقارنةً بـ 13% في 2023.

أكثر 10 مناطق شهدت ارتفاعًا جنونيًا في الإيجارات

مع استمرار ضغوط السوق العقاري، يتجه المستأجرون نحو المناطق الخارجية من لندن، حيث كانت معظم الزيادات الحادة في الضواحي ذات الأسعار المعقولة نسبيًا، لكنها تتمتع بوسائل نقل جيدة إلى وسط المدينة. وفيما يلي قائمة بأكثر 10 مناطق شهدت ارتفاعًا قياسيًا في الإيجارات:

1. ثورنتون هيث (كرودون) – ارتفاع بنسبة 14%

تصدرت هذه المنطقة القائمة، حيث قفزت الإيجارات بنسبة 14% سنويًا، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي وخط القطار السريع الذي يصل إلى وسط لندن خلال 25 دقيقة فقط.

2. هارليزدين (برنت) – ارتفاع بنسبة 12%

سجلت هذه المنطقة زيادة بنسبة 12%، وهي تستعد لأن تكون موقعًا لتصوير المسلسل الجديد Amandaland، وهو امتداد لسلسلة Motherland الشهيرة، حيث تنتقل البطلة “أماندا” إلى جنوب هارليزدين (أو “سو-ها” كما تسميها) من حي تشيزويك.

3. غرينفورد (إيلينغ) – ارتفاع بنسبة 12%

شهدت غرينفورد، المعروفة ببنيتها التحتية القوية ووسائل النقل الممتازة، ارتفاعًا بنسبة 12%. يمر طريق A40 السريع عبر المنطقة، كما تخدمها محطتا سودبري هيل (على خط بيكاديللي) وغرينفورد (على الخط المركزي).

4. بايزووتر (وستمنستر) – ارتفاع بنسبة 11%

الموقع الوحيد ضمن وسط لندن الذي شهد ارتفاعًا حادًا، حيث ارتفعت الإيجارات بنسبة 11% مدفوعة بمشروع تجديد ضخم بقيمة 3 مليارات باوند، والذي يتضمن تحويل متجر وايتلي السابق إلى 139 شقة فاخرة، إضافةً إلى فندق “Six Senses”، ومتاجر ومطاعم، وصالة رياضية “Third Space”، وسينما “Everyman”.

5. فيلثام (هاونزلو) – ارتفاع بنسبة 11%

أصبحت هذه المنطقة وجهة رئيسية للباحثين عن مساكن بأسعار معقولة، بفضل قربها من مطار هيثرو وتحسن بنيتها التحتية.

6. رومفورد (هافَرِنغ) – ارتفاع بنسبة 10.8%

مع توسع خطوط النقل الجديدة مثل إليزابيث لاين، ارتفعت الإيجارات في رومفورد نتيجة زيادة الطلب على السكن في هذه المنطقة المتصلة جيدًا بوسط لندن.

7. ويمبلي (برنت) – ارتفاع بنسبة 10.5%

تحولت ويمبلي إلى مركز جذب للمستأجرين الشباب والعائلات بسبب توفر المرافق الحديثة، بما في ذلك مركز التسوق الجديد والملاعب الرياضية.

8. نيوهام – ارتفاع بنسبة 10.3%

منطقة تشهد طفرة في المشروعات السكنية الجديدة، مدفوعة بوجود مراكز تجارية وتطور مستمر في وسائل النقل.

9. كرويدون – ارتفاع بنسبة 10.2%

شهدت هذه المنطقة تحولًا ملحوظًا بفضل خطط التجديد العمراني، ما أدى إلى ارتفاع الطلب على العقارات فيها.

10. إلفورد (ريدبريدج) – ارتفاع بنسبة 10.1%

بفضل التحسينات في شبكة المواصلات، وخاصة ربطها بخط إليزابيث لاين، أصبحت إلفورد وجهة مرغوبة للمستأجرين الباحثين عن بدائل أقل تكلفة مقارنةً بالمناطق القريبة من وسط لندن.

اتجاهات السوق: استمرار الطلب رغم تباطؤ النمو

رغم تباطؤ وتيرة النمو في بعض الأحياء، لا تزال المنافسة شرسة على العقارات المعروضة للإيجار. وبحسب “رايتموف”، فإن متوسط عدد الطلبات المقدمة لكل وحدة سكنية للإيجار بلغ 10 طلبات، وهو ضعف المعدل الذي كان سائدًا قبل الجائحة، لكنه أقل من الذروة التي شهدها السوق في السنوات الأخيرة.

في تعليقها على هذه الأرقام، قالت كولين بابكوك من “رايتموف”:
“في حين أن المستأجرين الجدد ما زالوا يدفعون أكثر مما كانوا يدفعونه العام الماضي، إلا أن وتيرة النمو تتباطأ. ومع ذلك، فإن بعض المناطق تشهد تحسنًا في توازن العرض والطلب أكثر من غيرها.”

مع استمرار نقص المعروض من العقارات وارتفاع الطلب، يبدو أن الضغوط على سوق الإيجارات في لندن لن تخف قريبًا، ما يزيد من التحديات التي يواجهها المستأجرون الباحثون عن سكن في العاصمة.