جريمة كراهية.. تخريب لافتة منظمة الإغاثة الإسلامية في أبردين

تعرّضت لافتة إعلانية تابعة لمنظمة “الإغاثة الإسلامية” في مدينة أبردين للتخريب، في حادثة وُصفت بأنها “جريمة كراهية”. حملت اللوحة، المُثبتة عند دوار “كيتيبروستر” في المدينة، عبارة “توكل على الله. أدِّ زكاتك”، وظهرت عليها آثار التمزيق ورُشّت بطلاء أبيض.
وفي حادثة منفصلة مساء السبت، جرى استهداف مسجد “AMIC Spital”، حيث رُشّ طلاء أبيض على واجهته، وتعرضت نافذة المسجد للكسر بواسطة حجر، وكان المصلّون مجتمعين داخله.
وأعرب المستشار العمالي الاسكتلندي نورول حق علي، في حديثه لصحيفة “The Herald”، عن مخاوفه من أن تكون هذه الحوادث جزءًا من توجه متصاعد يُثير القلق. وصرّح قائلًا: “بالرغم من إمكانية تصنيف هذا الفعل تصرفًا غير اجتماعي، لا جريمة كراهية، فإنني أعتقد أنه يعكس تزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا في المجتمع”.
وأضاف: “أرى أن هذا التصاعد نتيجة انتشار جرائم الكراهية والتمييز، سواء هنا أو خارج البلاد، حيث نشهد تناميًا في خطاب اليمين المتطرف والإسلاموفوبيا على لسان سياسيين ووسائل إعلام”.
وأكد علي أن هذه الحوادث تُعمّق مشاعر القلق لدى المسلمين، وبخاصة الأكثر ضعفًا منهم، مثل النساء اللاتي يخرجن بمفردهن أو الأطفال.
الزكاة.. واجب ديني وإنساني

تُعرَف “الزكاة” في الإسلام بأنها واجب ديني على المسلمين القادرين ماليًّا، حيث يُفرض عليهم إخراج 2.5 في المئة من ثروتهم لدعم المحتاجين. ويعتاد كثير من المسلمين إخراج زكواتهم خلال شهر رمضان المبارك.
أعربت آية المبروكي، رئيسة جمعية “التضامن مع فلسطين” في جامعة أبردين، عن “حزنها العميق” إزاء الحادثة، ووصفتها بأنها “أكثر من مجرد تخريب لإعلان، بل اعتداء على الدين الإسلامي والتزام المسلمين بمساعدة الآخرين”.
وقالت المبروكي: “لقد كنت ناشطة في منظمة الإغاثة الإسلامية منذ أربع سنوات، وشهدت بنفسي الدور الحيوي الذي تقدمه المنظمة لدعم الأشخاص في الأزمات. من المخيب للآمال أن تُستهدف الجهود الإنسانية بالكراهية. الإسلاموفوبيا تتصاعد، وهذا الحادث تذكير إضافي بأن مجتمعنا لا يزال يعاني من التمييز لمجرد وجوده”.
وأضافت: “لن نصمت ولن نتراجع. أدعو الجامعة والسلطات المحلية إلى التعامل بجدية مع الإسلاموفوبيا، من حق مجتمعنا أن يعيش ويتبرع ويمارس شعائره الدينية دون خوف، خصوصًا في شهر رمضان”.
مواقف رسمية وإجراءات قانونية
أبلغت ماغي تشابمان، عضوة البرلمان عن حزب الخضر الاسكتلندي، مجلس مدينة أبردين بالحادثة، وأكدت: “من المؤسف، لكن ليس من المفاجئ أن يُشوّه هذا الإعلان. لقد شهدنا زيادة في الملصقات والكتابات المعادية في أبردين، التي تهدد شعور الجميع بالأمان، حتى وإن استهدفت فئة معينة”.
وأوضحت تشابمان أن تخريب الإعلان، بالنظر إلى الطبيعة الخيرية للزكاة، يُعد تعبيرًا صارخًا عن الإسلاموفوبيا، مؤكدة أنها خاطبت مجلس المدينة للاستفسار عن مدى أولويته في إزالة مثل هذه الرسوم المسيئة.
رد منظمة الإغاثة الإسلامية

في بيان رسمي، عبّر متحدث باسم منظمة “الإغاثة الإسلامية”، التي مولت الإعلان، عن قلقه العميق من تزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا في المملكة المتحدة. وأشار إلى أن المعلومات المغلوطة عن الإسلام والمنظمات الإسلامية تسهم في تأجيج الخطاب المعادي للمسلمين، ما يعرض المجتمعات الإسلامية للخطر.
وأفاد المتحدث بأن وزارة الداخلية البريطانية وثقت في عام 2024 أن نحو 40 في المئة من جرائم الكراهية الدينية استهدفت المسلمين، مشيرًا إلى أن هذا الاتجاه “مثير للقلق”. وأضاف: “في مارس 2025، استُهدفت لوحة إعلانية للمنظمة خلال شهر رمضان في أبردين، ضمن موجة من الحوادث المماثلة في أنحاء المملكة المتحدة. وتزامن ذلك مع زيادة في المنشورات الإسلاموفوبية على وسائل التواصل الاجتماعي التي تستهدف حساباتنا”.
وأكد المتحدث أن استهداف مؤسسة خيرية هدفها تقديم المساعدات الإنسانية للملايين من جميع الأديان والخلفيات يُعد أمرًا “مسيئًا ومؤلمًا وغير مسؤول”.
وأشار إلى أن المنظمة تعمل في جميع أنحاء المملكة المتحدة، ويشمل ذلك أبردين، لتقديم المساعدات الغذائية للأسر المتضررة من أزمة غلاء المعيشة، موضحًا أن “هذه الحادثة مؤشر مقلق على تفاقم موجة الإسلاموفوبيا، ويجب تعزيز الجهود لمواجهة جميع أشكال الكراهية والتمييز”.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇