تصاعد جرائم الكراهية والإسلاموفوبيا في بريطانيا.. ما القصة؟

تشهد بريطانيا في الآونة الأخيرة تصاعدًا لافتًا في الاعتداءات ذات الطابع العنصري والإسلاموفوبي، من تخريب المساجد إلى الاعتداءات الفردية على المسلمين، ما يثير قلق الجاليات المحلية ويدفعها للمطالبة بحماية أكبر وتفاعل أوضح من السلطات.
الاعتداءات على المساجد والأفراد
الهجوم الأخير على مسجد في باسيلدون بإسيكس حظي باهتمام فوري من المجلس المحلي والشرطة، لكن ناشطين يرون أن كثيرًا من الحوادث الفردية التي تستهدف المسلمين لا تلقى التغطية نفسها وغالبًا تمر دون الإبلاغ عنها. تقول مريم، وهي من سكان المنطقة، إن غياب التفاعل المؤسسي مع المجتمع يزيد من عزوف الضحايا عن التبليغ. وأضافت: “لو تواصلت الشرطة مع المجتمع بشكل أفضل، وشرحت ماهية جرائم الكراهية وكيفية الإبلاغ عنها وآليات التحقيق، لكان بالإمكان إزالة الكثير من العوائق أمام الضحايا”.
قصور في التعامل مع جرائم الكراهية
الجاليات المسلمة تؤكد أن ما يجري لا يُختزل في أعمال تخريب أو شعارات عنصرية، بل يعكس مناخًا مظلمًا تُغذّيه خطابات سياسية وإعلامية تحمّل المسلمين والمهاجرين مسؤولية الأزمات الاقتصادية. هذا المناخ، برأي قادة محليين، هو ما يشجع المتطرفين على التمادي ويترك المجتمعات المسلمة عرضة للخوف والانعزال.
إن تجاهل الحوادث الفردية أو التعامل معها باعتبارها “معزولة” يفتح الباب أمام تطبيع الإسلاموفوبيا في الشارع البريطاني. في “العرب في بريطانيا” نؤكد أن مواجهة جرائم الكراهية لا تكون بالتصريحات الرمزية، بل عبر سياسات واضحة تحمي الضحايا، وتُحاسب المعتدين، وتبني ثقة حقيقية بين السلطات والجاليات. إن الصمت أو التقاعس لا يرسّخ سوى مناخ الخوف، بينما بريطانيا التي تريد أن تحافظ على قيمها الديمقراطية مطالبة بأن تضع العدالة والإنصاف في صميم استجابتها لهذه التحديات.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇