لطف الرحمن: تقبُّل الإسلاموفوبيا في الحياة العامة ببريطانيا يغذي الكراهية والعنف
كتب عمدة حي تاور هامليتس، لطف الرحمن، مقالًا يناقش فيه انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا بشكل كبير في الآونة الأخيرة، مشيرًا إلى أن تقبُّل بعض السياسيين لظاهرة الإسلاموفوبيا ساهم في تغذية ثقافة الكراهية التي انتهت بانفجار موجة العنف وأعمال الشغب مؤخرًا.
وأشار لطف الرحمن إلى أن العديد من الشخصيات البارزة في بريطانيا ساهمت في اندلاع أعمال العنف التي أثارها اليمين المتطرف، بعد تداولهم كذبة مفادها أن المتهم بارتكاب جريمة قتل ثلاث فتيات في ساوثبورت يعتنق الديانة الإسلامية.
وأوضح لطف الرحمن أن الهجمات على مساجد المسلمين وأحيائهم ومنازلهم جاءت نتيجة سنوات طويلة من صعود الخطاب المعادي للإسلام والهجرة، في ظل صمت وسائل الإعلام، التي لم توجه أي انتقاد لهذا النوع من الخطاب، بل على العكس، فقد أفردت بعض القنوات والإذاعات منابرها الإعلامية لشخصيات من اليمين المتطرف المعادي للمسلمين.
ورأى لطف الرحمن أن تقبُّل العديد من الأوساط السياسية في بريطانيا لثقافة الإسلاموفوبيا انتهى بزيادة الجرائم التي تستهدف المسلمين بنسبة 600 في المئة، ورغم ذلك لم تتخذ الجهات الرسمية أي إجراء ملموس لوضع حد لهذا النوع من الخطاب.
ووفقًا لما كتبه لطف الرحمن، فإن أنصار حزب الإصلاح اليميني المتطرف سيستغلون تقبُّل الإسلاموفوبيا من قبل الأوساط السياسية في بريطانيا لتعزيز الثقة بالنظام الاجتماعي والسياسي في البلاد.
ما الأشكال التي قد تتخذها ظاهرة الإسلاموفوبيا؟
وأشار لطف الرحمن إلى أن ظاهرة الإسلاموفوبيا قد تأخذ أشكالًا مختلفة، من بينها سوء الفهم المتعمد للدين الإسلامي أو تحريفه، أو ممارسة التمييز ضد المسلمين، أو النظر إليهم كإرهابيين، والزعم بأن مبادئهم الأخلاقية لا تتناسب مع القيم البريطانية.
كما يمكن أن تتخذ ظاهرة الإسلاموفوبيا أشكالًا غير مباشرة، مثل عدم منح الثقة للمسلمين، ورفض أي نوع من القوة السياسية التي يمكن أن يشكلوها، كما يرى لطف الرحمن.
ويؤكد عمدة حي تاور هامليتس أن معاداة المسلمين تتجلى في أبهى صورها في الأوساط السياسية، بعد أن عانى السياسيون المسلمون في جميع الأحزاب من تبعات الإسلاموفوبيا.
وضرب لطف الرحمن مثالًا عن السياسيين الذين عانوا من الإسلاموفوبيا مثل زارا سلطان، وهي النائبة المسلمة الأصغر سنًا في البرلمان البريطاني، وقد تعرضت لعدة تهديدات عبر الإنترنت، وفق سجلات البرلمان البريطاني نفسه.
بينما اتهم النائب المحافظ السابق، لي أندرسون، عمدة لندن صادق خان بتنفيذ أجندات الإسلاميين وتسليم لندن إلى الجماعات المتطرفة، ورفض أندرسون الاعتذار عن تصريحاته، وانضم لاحقًا إلى حزب الإصلاح اليميني المتطرف.
كما حذرت البارونة سعيدة وارسي أفراد عائلتها من التوجه بمفردهم من المسجد إلى المنزل العام الماضي، منددةً بالخطاب العنصري لوزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان.
لكن جميع هذه التعليقات والتحذيرات لم تلقَ آذانًا صاغية لدى المسؤولين السياسيين في بريطانيا.
النواب المسلمون في بريطانيا يواجهون ازدواجية المعايير
وسلط لطف الرحمن الضوء على الحملة الشرسة التي واجهها المرشحون المسلمون في الانتخابات الأخيرة خلال شهر تموز/ يوليو.
حيث طالب بعض المتطرفين بنزع الشرعية عن المرشحين المسلمين الذين فازوا بالانتخابات الأخيرة، بل ودعا بعض المتطرفين عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى حرمان الناخبين المسلمين من حقهم الانتخابي.
وأشار أنصار اليمين المتطرف إلى رغبتهم في استخدام التشريعات التي سبق أن استخدمتها بريطانيا ضد الأقلية الكاثوليكية في القرن التاسع عشر من أجل حرمان أفراد المجتمع الكاثوليكي من حقهم في المشاركة بالانتخابات.
واستشهد لطف الرحمن بمثال واضح عن ازدواجية المعايير التي يمارسها السياسيون البريطانيون ضد المسلمين بعد أن تحدثت كيمي بادينوك، المرشحة لقيادة حزب المحافظين، عن التحالف الذي جمع النائب جيريمي كوربين بأربعة نواب مسلمين، ووصفت هذا التحالف بأنه مزيج من السياسات الإسلامية الطائفية والأفكار الغريبة التي لن يكون لها مكان في بريطانيا.
المصدر: ميل إيست آي
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇