عدد قياسي للأسر على قوائم انتظار الإسكان في لندن لعام 2025
كشفت بيانات جديدة أن عدد الأسر المسجلة على قوائم انتظار السكن الاجتماعي في لندن بلغ أعلى مستوياته منذ أكثر من عقد، مما يبرز حجم أزمة الإسكان التي تواجه العاصمة. ووفقًا للإحصائيات المنشورة، بلغ إجمالي الأسر المنتظرة للحصول على منزل من المجلس المحلي أو جمعيات الإسكان 336,366 أسرة اعتبارًا من الأول من أبريل 2024.
أزمة الإسكان تتفاقم
ارتفع عدد الأسر على قوائم الانتظار بشكل مطرد منذ عام 2018، ووصل الآن إلى أعلى مستوياته منذ عام 2013، عندما بلغ الرقم 344,294 أسرة. وتعكس هذه الأرقام الضغوط المتزايدة التي تواجه حكومة العمال، التي وعدت ببناء 1.5 مليون منزل جديد بحلول عام 2029.
السكن الاجتماعي في لندن يشمل منازل المجالس المحلية وممتلكات جمعيات الإسكان، حيث ترتبط الإيجارات بالدخل المحلي. ويتم منح الأولوية في توزيع المنازل للأسر التي تعاني من الحاجة الملحة للسكن.
تمثل منطقتا نيوهام ولامبيث ما يقرب من ربع (23%) إجمالي الأسر المدرجة في قوائم الانتظار في لندن.
تصدرت نيوهام القائمة بأكبر عدد من الأسر، حيث بلغ العدد 38,417 أسرة. جاءت لامبيث في المرتبة الثانية بـ38,131 أسرة.
أما القائمة الأصغر، فكانت في منطقة “سكوير مايل” بمدينة لندن، بـ1,072 أسرة، تليها منطقة بيكسلي بـ1,479 أسرة.
تحديات وتطلعات
علقت غريس ويليامز، المسؤولة التنفيذية للإسكان في مجلس لندن ورئيسة مجلس وولثام فورست:
“لندن تواجه أشد أزمة إسكان وتشرد في البلاد. العاصمة أصبحت غير ميسورة التكلفة بشكل متزايد، وهذه الأرقام تبرز الحاجة الماسة إلى توفير مزيد من المنازل الاجتماعية.”
وأضافت: “الأحياء المحلية تبذل قصارى جهدها لتلبية احتياجات المجتمعات، لكننا نواجه تحديات كبيرة تتمثل في نقص الموارد وارتفاع تكاليف البناء. هذه العوائق تجعل من الصعب مواكبة الطلب المتزايد على الإسكان الاجتماعي.”
ورغم أن لندن الكبرى تمثل حوالي 16% فقط من سكان إنجلترا، إلا أنها تستحوذ على 25% من إجمالي الأسر المنتظرة للسكن الاجتماعي في البلاد.
مقارنة على المستوى الوطني
كانت المنطقة ذات ثاني أكبر قوائم الانتظار هي شمال غرب إنجلترا، التي تشمل مدينتي مانشستر وليفربول، حيث بلغ العدد 207,173 أسرة. أما شمال شرق إنجلترا، الذي يُعد الأقل كثافة سكانية، فقد سجل العدد الأدنى بـ68,183 أسرة.
فجوة مالية تواجه المجالس المحلية
أشارت غريس ويليامز إلى أن تحليل مجلس لندن أظهر وجود فجوة مالية بقيمة 700 مليون باوند في تمويل الإسكان الاجتماعي خلال الفترة من 2023-2024 وحتى 2027-2028. وأوضحت أن هذا العجز نتج عن الارتفاع السريع في التكاليف وسياسات الحكومة السابقة التي فرضت سقفًا على مستويات الإيجار الاجتماعي.
وأكدت: “الأحياء تطالب بدعم مالي أكبر لقطاع الإسكان الاجتماعي، بما يشمل تحديد مستويات إيجار تدعم ميزانيات الإسكان الاجتماعي وتسمح بمزيد من الاستثمارات لبناء منازل جديدة تلبي الاحتياجات المتزايدة.”
رد الحكومة وصفت متحدثة باسم وزارة الإسكان والمجتمعات والحكومات المحلية الأرقام بأنها “غير مقبولة”. وأضافت:
“نتخذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذا الوضع كجزء من خطتنا للتغيير، التي تشمل بناء 1.5 مليون منزل خلال هذه الدورة البرلمانية. كما نعمل على تحقيق أكبر زيادة في بناء المنازل الاجتماعية والميسورة منذ جيل.”
وأشارت المتحدثة إلى خطوات تم اتخاذها لدعم الحكومات المحلية، منها إصلاحات طال انتظارها لبرنامج “البيع بالحق” (Right to Buy) وتخصيص 500 مليون باوند إضافية لبرنامج المنازل الميسورة. وأكدت أن المزيد من التدابير سيتم الإعلان عنها قريبًا.
نظرة مستقبلية
تسلط هذه الأرقام الضوء على حجم الأزمة التي تواجهها لندن ومدى حاجة العاصمة إلى جهود متضافرة بين الحكومة المركزية والمجالس المحلية للتعامل مع الطلب المتزايد على الإسكان الاجتماعي. وبينما تعمل الحكومة على تقديم حلول طويلة الأمد، يبقى التحدي الأكبر هو تلبية الاحتياجات الفورية للمجتمعات الأكثر تضررًا.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
11°C
