معلومات الأطفال في برنامج منع الإرهاب في بريطانيا قد يُحتفظ بها لعقود
تحذر مجموعة حقوق الإنسان الرقمية من أن معلومات الأطفال الذين أُشِير إليهم في برنامج مكافحة الإرهاب في بريطانيا “بريفنت” قد يُحتفَظ بها في قواعد البيانات لعقود، وربما حتى نهاية حياتهم، ما يعرضهم لخطر “الوصم مدى الحياة”. وحتى في الحالات التي لا يُتَّخذ فيها أي إجراء أو تدخل، يُعَد هؤلاء الأطفال عرضة لهذا الوصم الدائم.
وفي هذا السياق أكدت صوفيا أكرم، مديرة البرنامج في مجموعة حقوق الإنسان الرقمية، أن تخزين بيانات الأطفال من طفولتهم إلى نهاية حياتهم يُعَد خطيرًا جدًّا. ونبّهت إلى أن هذه الخطوة غير متناسبة، وبخاصة أن الطفل لم يرتكب أي جريمة.
عمليات إدارة البيانات غير الشفافة!
ويشير التقرير أيضًا إلى مخاوف بشأن عمليات إدارة البيانات غير الشفافة، إذ تُسجَّل تفاصيل إحالات بريفنت، ولا يقتصر هذا على قاعدة البيانات الوطنية، بل يشمل كذلك قواعد بيانات أخرى تديرها الشرطة والسلطات المحلية والهيئات العامة.
وتدعو المجموعة إلى وقف فوري لإحالات بريفنت وإلغاء واجب الإبلاغ الذي يُلزِم المؤسسات العامة، ويشمل ذلك المدارس، بالإبلاغ عن الأفراد المعرّضين لخطر الإرهاب. وتؤكد أهمية التركيز على الإصلاحات التي تحمي حقوق الأطفال وتحافظ على التوازن بين الأمان وحقوق الفرد في ظل التطورات التقنية.
تأثير برنامج بريفنت على الأطفال
وكشف التقرير أن برنامج بريفنت يلحق ضررًا بالأطفال، حيث يمنع بعضهم من الوصول إلى فرص تعليمية نتيجة الإحالات. ويحذر التقرير من زيادة إحالات بريفنت بعد الأحداث الدولية، ما قد يؤدي إلى تسليط الضوء على المسلمين وزيادة مراقبتهم دون داعٍ.
وكشفت الإحصاءات عن إحالة 13,845 طفلًا على الأقل إلى برنامج بريفنت منذ عام 2015. وسُجِّل ارتفاع في عدد الإحالات بعد العدوان الاسرائيلي على غزة، ما قد يزيد من التوتر والتحقيقات في المجتمع المسلم.
مخاوف من زيادة الإحالات المرتبطة بفلسطين
وبهذا الخصوص أعربت منظمات حقوقية مختلفة، ويشمل ذلك منظمة العفو الدولية، عن مخاوفها من زيادة إحالات بريفنت المتعلقة بالأحداث في فلسطين. وتحذر من أن هذه الزيادة قد تؤدي إلى استهداف غير متناسب للمسلمين وتشديد المراقبة على هذه الجماعة المهمشة.
يشار إلى أن الحكومة البريطانية أعلنت تعزيز البرنامج خلال العام الماضي. ولكن يظهر التقرير أن هناك حاجة إلى إصلاح أعمق وتعزيز التواصل مع المجتمعات المعنية؛ للتأكد من أن البرنامج يحقق التوازن بين الأمان وحقوق الأفراد.
وردت الشرطة على التقرير بالتأكيد على ضرورة أن تسجل إدارة عمليات بريفنت بيانات الأفراد بفعّالية، وأكدت أنها تراجع بانتظام هذه البيانات لتحذفها بعد ست سنوات وفقًا لسياسات إدارة معلومات الشرطة. وأضافت: إن إشارة بريفنت ليست “علامة تبقى مدى الحياة”، إذ إنها لا تظهر في فحوص السجلات الجنائية، ولا تؤثر على تعليم الشخص أو فرصه المهنية.
المصدر: ميدل ايست اي
إقرأ أيّضا:
الرابط المختصر هنا ⬇