الأكراد يمثلون 57 بالمئة من طالبي اللجوء المقرر ترحيلهم إلى رواندا
يمثل الأكراد 57 في المئة من طالبي اللجوء المقرر ترحيلهم إلى رواندا في إطار الخطة التي أقرّتها الحكومة البريطانية للحدّ من تدفّق اللاجئين غير الشرعيين إليها.
ووفقًا لمراسل “بي بي سي فارسي” بارهام غوبادي فإن أربعة من طالبي اللجوء السبعة في مراكز الاحتجاز في لندن والذين من المقرر ترحيلهم إلى رواندا هم من الأكراد: اثنان من أكراد إيران، واثنان من أكراد العراق.
معظم طالبي اللجوء المقرر ترحيلهم إلى رواندا من الأكراد!
على مدى السنوات القليلة الماضية ارتفعت أعداد الأكراد العراقيين الذين يغادرون وطنهم هربًا من فساد حكم العائلتين المتنافستين – بارزاني وطالباني – اللتين تسيطران على السياسة في إقليم كردستان.
وقد ساهم إخفاق الاستفتاء الذي نُظِّم في إقليم كردستان للاستقلال عن العراق في عام 2017 في ربط أيدي التفاؤل والإيجابية بأصفادٍ من قنوط وتشاؤم لدى الشباب الكردي.
وعلى الرغم من تاريخ بريطانيا في خذلان الأكراد، فإن معظم الأكراد يخاطرون بحياتهم في محاولة عبور القنال الإنجليزي للوصول إلى المملكة المتحدة التي وعدتهم بإنشاء دولة لهم في نهاية الحرب العالمية الأولى ثم خذلتهم!
وبعد حرب الخليج شجعت بريطانيا الأكراد على التمرد على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ولكنها في عام 2003 خذلتهم مجددًا عندما غزت العراق، وتركتهم بمفردهم في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
هذا وفي السنوات العشر الماضية رفضت الحكومة البريطانية نحو 77 في المئة من طلبات اللجوء التي قدمها أشخاص من العراق، وفقًا لبيانات منظمة مكافحة العنف المسلح “Action on Armed Violence”.
وفي نوفمبر من العام الماضي كان معظم الأشخاص الـ 27 الذين غرقوا خلال محاولتهم عبور القنال الإنجليزي من الأكراد، ومنهم باران نوري همدامي التي كانت تحاول لمَّ شملها بزوجها الذي وصل قبلها إلى المملكة المتحدة.
من كابوس الاضطهاد إلى كابوس الترحيل!
ما كاد عدد من طالبي اللجوء الأكراد في بريطانيا يستشعرون أمان الوصول إلى بلد يقيهم شرور الحرب وأهوالها حتى عاجلتهم الحكومة البريطانية بقرار ترحيلهم إلى رواندا! ما تسبب في حالة من الخوف والصدمة في صفوفهم.
وفي حديثٍ مع قناة الجزيرة في نهاية عام 2021 قال عدد من الأكراد العراقيين: إنهم “يفضلون الموت على العودة إلى إقليم كردستان”.
وجدير بالذكر أن المملكة المتحدة ستنفق ملايين الباوندات؛ لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في وقت يوجد فيه 1.3 مليون وظيفة شاغرة في المملكة المتحدة.
هذا وقد تصل التكلفة الإجمالية لترحيل طالب لجوء واحد إلى ما يقرب من 100 ألف باوند، مقارنة بـ 12500 باوند لمعالجة حالته داخل المملكة المتحدة، وفقًا لما أفادته صحيفة الغارديان.
ومع أن معظم الأشخاص الذين يصلون إلى المملكة المتحدة بوصفهم لاجئين استطاعوا تسطير قصص نجاح في مجال الطب والتعليم وانتزاع مراكز حكومية مهمة، فإن الحكومة تحاول دائمًا جعل الأقليات الأكثر ضعفًا كبش فداء؛ للخروج من أزمة انهيار مؤسساتها الناتج عن سياسات التقشف والتهرب الضريبي للشركات والمليارديرات.
ومع تنامي المشاعر القومية في شتى أصقاع العالم أصبحت الأقليات أكثر عرضة لاضطهاد الحكومات الساعية لزيادة هيمنتها. لذا أقل ما يمكن أن تفعله بريطانيا هو السماح لطالبي اللجوء بإعادة بناء حياتهم في بلد يبحثون فيه عن الأمان الذي افتقدوه. (sunnyflowerdelivery.com)
اقرأ أيضًا:
إلغاء ترحيل 15 من أصل 31 طالب لجوء إلى رواندا بعد تقديم طعون
محكمة أوروبية تأمر بمنع ترحيل طالبي اللجوء في بريطانيا إلى رواندا
حكومة جونسون توقع اتفاقية تبعد بها طالبي اللجوء في بريطانيا إلى راوندا
الرابط المختصر هنا ⬇