الأعراض المبكرة لمرض الحصبة وكيفية حماية أسرتك
على الرغم من انحسار مرض الحصبة على مستوى العالم خلال السنوات السابقة، فقد عاد إلى الانتشار مرة أخرى في بعض الدول، كإنجلترا التي وصل فيها عدد حالات الحصبة إلى أعلى مستوياته منذ ثلاث سنوات، حيث سجلت البلاد 141 إصابة بالحصبة بين كانون الثاني/يناير وتموز/يوليو هذا العام، وفقًا لوكالة الأمن الصحي في بريطانيا.
ويواجه الأطفال المصابون بالحصبة قواعد العزل الصحي لـ21 يومًا؛ منعًا من انتشار العدوى بين أقرانهم، ومع أن حالات الحصبة ما زالت محدودة في إنجلترا، فإن المرض قد يصيب نحو 160 ألف شخص في لندن.
هذا وتشهد معظم حالات الحصبة تحسُّنًا ملحوظًا خلال أسبوع من الزمن، إلا أن المرض قد يُسبِّب مشكلات صحية خطيرة، مثل: الالتهاب الرئوي والعمى إذا وصل إلى الرئتين والدماغ.
ما سبب انتشار مرض الحصبة في لندن؟
ولعل السبب الرئيس لعودة انتشار الحصبة هو تراجع عدد حملات لقاح (MMR)، بحسَب تصريحات الدكتورة راديكا فوهرا، التي قالت: إنه على المدى السنوات العشرين الماضية، انخفض معدل التلقيح ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، وهذا اللقاح يُعطى للأطفال الذين يبلغون سنة واحدة أو قبل التحاقهم بالمدرسة مباشرةً.
وأشارت الدكتورة راديكا إلى أن الاعتماد على المناعة الجماعية في لندن ليس كافيًا لمنع انتشار المرض.
ووفقًا للبيانات والإحصاءات الحكومية فإن نسبة الأطفال الذين تلقوا لقاحات الحصبة تصل إلى 69.5 في المئة فقط، وأن 10 في المئة من الأطفال في بريطانيا يلتحقون بالمدرسة دون حصولهم على لقاح الحصبة.
وقد ازداد خطر انتشار مرض الحصبة بصفة خاصة بين مَن تتراوح أعمارهم بين 19 و25 عامًا؛ نتيجة انخفاض الإقبال على اللقاح مطلع القرن الحادي والعشرين، بسبب بعض المخاوف التي اتضح أنها عارية عن الصحة.
فقد سبق أن ادعى الطبيب أندرو ويكفيلد وجود ارتباط بين لقاح الحصبة ومرض التوحُّد، وقد أثارت تصريحاته ذعرًا كبيرًا آنذاك، وأدت إلى تراجع معدلات التلقيح ضد مرض الحصبة.
وأشارت الدكتورة فوهرا إلى أن توافد كثير من الطلاب الأجانب إلى جامعات لندن قد يكون من العوامل المساعدة في انتشار مرض الحصبة، إذ يأتي العديد من الطلاب من مدن ترتفع فيها معدلات الإصابة بالحصبة.
أعراض الحصبة
أضف إلى ذلك أن انتشار وباء كورونا وتهديده لحياة الملايين جعل كثيرًا من الناس يُخفون إصابتهم بمرض الحصبة، ما أدى إلى انخفاض معدلات التلقيح ضد المرض!
هذا ولا تختلف الأعراض الأولية لمرض الحصبة عن أعراض نزلات البرد أو الإنفلونزا العادية، وتظهر عادةً بعد 10 إلى 14 يومًا من الإصابة بالفيروس، ومن هذه الأعراض: ارتفاع درجة الحرارة وسيلان الأنف أو انسداده، إضافة إلى العطاس والسعال واحمرار العينَين وتقرُّحهما. ويبدأ الطفح الجلدي بالظهور بعد ذلك بعدة أيام ضمن الفم وتجويف الخدَّين والجزء الداخلي من الشفتين، إضافة إلى الوجه والأذنَين، ويصل الطفح إلى أسفل الجسم.
وبهذا الصدد قال الدكتور جيريمي هاريس: “في العادة تبدأ العدوى بظهور طفح جلدي أحمر صغير، وسرعان ما ينتشر الطفح في جميع أنحاء الجسم، ويظهر الطفح في البداية على الوجه ثم الرقبة والجذع والذراعين والساقين والقدمين، ويستمر الطفح خمسة إلى ستة أيام قبل أن يتلاشى”.
الوقاية من الحصبة
إن الحصول على لقاح الحصبة يُحصِّن الجسم من العدوى بنسبة 99 في المئة، وقد أطلقت هيئة خدمات الصحة في بريطانيا حملة لحث الأهالي على تلقيح أبنائهم ضد الحصبة، ونظَّمت المدارس حملات لتلقيح الأطفال الذين فاتهم الحصول على اللقاح.
وتصنف منظمة الصحة العالمية مرض الحصبة بوصفه أحد أكثر الأمراض المُعدية انتشارًا في العالم. وتُلزِم المراكز الصحية الأطفال بالبقاء بعيدًا عن مدارسهم لأربعة أيام من ظهور الطفح الجلدي، وتحث السلطات المرضى على الابتعاد عن النساء الحوامل والأطفال وكل من يعاني من أمراض ضعف المناعة.
وبهذا الخصوص دعت هيئة خدمات الصحة البريطانية الأهالي إلى مراجعة المراكز الصحية إذا شكّوا بظهور أعراض الحصبة على أبنائهم، ويمكن طلب اللقاح إذا كان الطفل غير حاصل على لقاح الحصبة بعد.
وأوضحت هيئة خدمات الصحة البريطانية أن مرض الحصبة هو مرض فيروسي، وأن معظم الحالات تبدأ بالتحسُّن بعد أسبوع فقط، ويمكن التخفيف من حدة الأعراض بشرب السوائل والباراسيتامول والإيبوبروفين. وقد ينتج عن الحصبة بعض المضاعفات، فلا ينجح الباراسيتامول والإيبوبروفين في خفض درجات الحرارة.
جدير بالذكر أنه يمكن الحصول على لقاح الحصبة على جرعتَين، وهو يُقدَّم مجانًا لجميع الأطفال.
المصدر: ديلي تلغراف
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇
6°C
