تقرير: ملايين الأسر البريطانية لا تستفيد من الدعم الحكومي المتاح لهذا السبب

كشفت دراسة حديثة أنّ نحو سبعة ملايين أسرة في بريطانيا تخسر أكثر من 24 مليار باوند سنويًا بسبب عدم المطالبة بالمساعدات والمزايا الاجتماعية التي يحق لها الحصول عليها. وتشمل هذه المساعدات دعم الدخل، وحسومات على فواتير الطاقة والمياه والإنترنت، بالإضافة إلى إعانات مثل المعاش التقاعدي الإضافي (Pension Credit) وبدل الحضور (Attendance Allowance).
حواجز تعيق الاستفادة
بحسب تحليل مؤسسة Policy in Practice، هناك ثلاثة أسباب رئيسية تمنع الأسر من التقدّم للحصول على هذه المساعدات: ضعف الوعي بوجودها أصلًا، صعوبة الإجراءات وتعقيد النماذج المطلوبة، إضافة إلى الشعور بالوصمة الاجتماعية عند طلب الدعم. وأوضح ديفن غيلاني، المدير التنفيذي للمؤسسة، أنّ بعض المستحقين يعرفون بوجود هذه المساعدات لكنهم يفترضون أنهم غير مؤهلين لها، فيما يتخلى آخرون عن المحاولة بعد مواجهة التعقيدات المتكررة. أما الوصمة الاجتماعية فتجعل البعض يشعر أنّ طلب المساعدة “ليس مخصصًا لهم”.
قصص من الواقع
أندريا باترسون من لندن أقنعت والدتها العام الماضي بالتقدّم لطلب بدل الحضور لوالدها المريض، وهو ما أتاح للأسرة الحصول على 110 باوند أسبوعيًا ساعدتهم على مواجهة تكاليف الطاقة المتصاعدة. وتروي أنّ المبلغ مثّل تعويضًا كبيرًا عن فقدان دعم التدفئة الشتوي، وسمح للأسرة بالحفاظ على مستوى معيشة أفضل خلال فترة مرض والدها. في مثال آخر، يؤكد روبن من مانشستر أنّ حصوله على معاش التقاعد الإضافي أنقذه من ضائقة مالية، إذ مكّنه أيضًا من الإعفاء من ضريبة المجلس المحلي والحصول على رعاية صحية مجانية ودعم إضافي لفواتير الطاقة.
بين المسؤولية الحكومية وحاجة المجتمع
تشير التقديرات إلى أنّ حجم المزايا غير المطالب بها ارتفع من 19 مليار باوند قبل عامين إلى أكثر من 24 مليار باوند متوقعة للعام 2025-2026. ورغم أنّ الحكومة تؤكد إطلاق حملات توعية وتوفير خدمة مجانية للمساعدة في تقديم الطلبات، يرى خبراء أنّ الاعتماد على تعقيد النظام كوسيلة لتقليص الإنفاق أمر غير منطقي، لأن الهدف الأساسي من هذه البرامج هو حماية الفئات الأكثر هشاشة.
ترى منصتنا أنّ تفاقم نسب عدم الاستفادة من المساعدات يعكس فجوة عميقة بين السياسات الحكومية واحتياجات المجتمع الفعلية. وإذا كانت بريطانيا تخصص أكثر من 316 مليار باوند للضمان الاجتماعي سنويًا، فإن الأجدر أن يصل هذا الدعم إلى مستحقيه بدل أن تضيع المليارات بسبب غياب الوعي أو البيروقراطية. إنّ ضمان وصول المساعدات إلى الفئات الضعيفة ليس خيارًا ثانويًا بل مسؤولية سياسية وأخلاقية ينبغي أن تتحملها الحكومة بجدية أكبر
المصدر: بي بي سي نيوز
إقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇