الأسرة واستقبال شهر رمضان
بدأ العد التنازليّ لاستقبال الضيف الحبيب رمضان .. والموسم المبارك على جميع المسلمين عرَبِهم وعجمهم في أنحاء العالم أجمع.
وما إن تهب رياح رمضان في كلّ عام إلّا و تبتهج النفوس لاستقبال مواسم الرحمة والمغفرة والعتق من النار
ويزيد العبأ والمسؤولية علينا نحن -المسلمين – في الغرب عامة كأُسرٍ مسلمة تريد تهيئة الأجواء الرمضانية الإيمانية الحقيقية لنفسها وأولادها إن وجدوا
حيث نجد المساجد والمراكز الإسلامية تعجُّ بحملات التوعية والتذكير بأهمية الاستعداد لهذا الشهر الفضيل وفهم حقيقة الاستعداد النفسيّ والإيمانيّ و الوجدانيّ وليس الاستعداد الماديّ بأصناف الطعام والشراب واللباس والزخارف كما يُروج له للأسف في كثير من القنوات التجارية الإعلانية، مما يفوت الروحانية وفضيلة هذا الشهر المبارك
الذي يُعَدُّ فرصةً ذهبيةً في عمر أيّ شخصٍ ينتظره من عام إلى عام ليُجدّد قلبه ويزكي نفسه ويُحييَ فيها ما مات و ما علاه الصدأ !!
توعية المرأة لأسرتها في رمضان
وتأتي هنا توعية المرأة المسلمة بالذات لتأخذ بِركبِ بيتها ومنزلها وعائلتها نحو الطريق الصواب هذا لإيماننا بأنّ المرأة هي نصف المجتمع وهي تُربّي وتنجز النصف الآخر، غير منساقةٍ لتلك الدعايات الكثيرة للصوص رمضان
حيث تقع عليها بالذات في الغرب مهمة عظيمة في إحياء هذا الشهر بالطريقة الصحيحة وتوعية الأولاد بحكمة الصيام وأهمية استغلال تلك المدرسة الرمضانية ذات الثلاثين يومًا بإيقاظ مشاعر التقوى وإحساسها لدى الصغار والكبار منهم
وعمل المسابقات والهدايا وتجهيز ربما المكافآت اليومية للصغار منهم على قدر الساعات التي أنجزوها
وكذلك فهم فقه الصيام وأحكامه للمرأة والرجل على السواء و التفقه في مفسدات الصوم وبعض الاستثناءات لذوي الأعذار وما ينبغي أكله وشربه ليتقوى الجسد على تلك الساعات الاستثنائية ربما والتي تختلف عن دولنا العربية حيث تفوق الدول الغربية في عدد ساعات الصوم على تلك الشرقية
ومجابهة كثيرٍ من التحديات التي تُحيط بالمسلم في بيئة تستمر فيها الحياة والمآكل والمشارب والمطاعم ليلَ نهارَ !
مما يُشكل تحديًّا مختلفًا لأولادنا ولمن دخلوا في الإسلام حديثًا كذلك ، مستشعرين عظَمَ الأجر والثواب والصبر
وأن الصوم هو من أجلِّ الأعمال الخفية التي تكون بين العبد وربّه ولا يعلم جزاءه إلاّ اللهُ
كما جاء في الحديث القدسي ( كلّ عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنّه لي وأنا أجزي به )، رواه الإمام البخاري في صحيحه
لذلك كان رمضان عامة والصوم خاصة مدرسة للقلب والنفس وبين العبد وربّه تمامًا كما قال تعالى في الآية الكريمة ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة 183
إذن الهدف التقوى ! و هذا بالذات ما يحتاجه الطفل قبل الكبير ليتعلمه و لينشأَ على مُثُلٍ نبيلة وأخلاق جليلة في ظلِ تلك التحديات الجسيمة في الغرب
وحتى وإن كان في ظلِّ غياب والديه أو ابتعاده عنهما
نسأل الله أن يبلغنا رمضان وجميع الأمة الإسلامية في شرق العالم وغربه وهم يرفلون بثياب الخير والعزة ِوالمَنعة
وأن يعيده علينا وعلى الجميع أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة ونحن كما يحب سبحانه ويرضاه
اللَّهُمَّ سَلِّمْنِا لرَمَضَانَ، وَسَلِّمْ رَمَضَانَ لِنا ، وَتَسَلَّمْهُ مِنِّا مُتَقَبَّلًا.. آمين يارب العالمين
اقرأ المزيد
ماهو التقويم الهجري ولماذا يختلف موعد دخول رمضان كل عام ؟
مهرجان كبير للتسوق الحلال في بريطانيا بين يدي رمضان
الرابط المختصر هنا ⬇