ازدهار سوق الأجهزة التكنولوجية المستعملة في بريطانيا مع ارتفاع تكاليف المعيشة

فريق التحرير December 10, 2022

في ظل أزمة المعيشة التي وقع تحت وطأتها معظم البريطانيين، انتعش سوق الأجهزة التكنولوجية المستعملة في بريطانيا، وأصبح ملاذًا للأسر التي يعمل فيها أكثر من فرد بدوام كامل.

وفقًا لبحث أجرته شركة الاستشارات (PWC)، فإنّ 86٪ من البريطانيين قلقون بشأن توفير ضروريات الحياة اليومية، و 70٪ منهم يخططون لتقليص عطلة عيد الميلاد مع ما يقرب من نصفهم يخططون لتقليص هدايا هذا الموسم، وفقًا لمسح أجرته (Accenture).

انتعاش سوق الأجهزة التكنولوجية المستعملة في بريطانيا

tilt-shift photography of green computer motherboard — *سوق الأجهزة التكنولوجية المستعملة ينتعش في بريطانيا (آنسبلاش)*

إحدى نقاط بيع الأجهزة التكنولوجية المستعملة المعروفة في بريطانيا هي (Music Magpie)، التي تأسست في مرآب في ستوكبورت (Stockport) عام 2007. وكانت تبيع في ذلك الوقت الأقراص المدمجة وأقراص DVD المستعملة.

وبعد خمس سنوات، توسعت أعمال المتجر إلى الإلكترونيات ليصبح لدى Music Magpie ورشتا عمل في بريطانيا وواحدة في الولايات المتحدة تعمل على تجديد جميع أنواع الأجهزة الإلكترونية القديمة والمستعملة.

وبهذا الصدد تقترح سام فيسي، كبيرة مسؤولي الاستدامة في المتجر شراء الأجهزة المستعملة ليس فقط لتوفير المال، ولكن أيضًا لبيع الأجهزة القديمة لتمويل عمليات الشراء لهذا العام.

تقول فيسي: هناك تقديرات بأنّ الناس يملكون نحو 600 باوند من الأجهزة غير المستخدمة، ما يعني أنّ أدراج البريطانيين في جميع أنحاء البلاد تحتوي على 16 مليار باوند!

وفي الوقت الذي يزداد فيه الطلب على المنازل والسيارات المستعملة فإنّ الأمر طال أيضًا الأجهزة التكنولوجية المستعملة.

إعادة تدوير النفايات الإلكترونية

وفقًا للأمم المتحدة، فإنّ النفايات الإلكترونية هي أسرع النفايات المنزلية نموًا في العالم وذلك لارتفاع معدلات الاستهلاك ودورات حياة الأجهزة القصيرة وخيارات الإصلاح المحدودة.

وأشار تقرير الهيئة إلى أنّه في عام 2019 جمع 17٪ فقط من النفايات الإلكترونية لإعادة تدويرها. وفي الوقت نفسه، يقدر المنتدى الدولي لنفايات المعدات الكهربائية والإلكترونية (WEEE) أنّه في عام 2022 سيُتخلص من أكثر من 5.3 مليار هاتف محمول.

كما يُتخلص من الذهب والفضة والنحاس والبلاتين والمواد الأخرى عالية القيمة والقابلة للاسترداد، والتي تقدر قيمتها بنحو 47 مليار باوند، أو تُحرق كل عام بدلًا من جمعها لمعالجتها وإعادة تدويرها.

ومع ذلك، تعتقد فيسي أنّ الحل بسيط كون متجرها يعمل وفق مفهوم الاقتصاد الدائري بتقليل النفايات الإلكترونية مع توفير أموال المستهلكين وذلك من خلال تجديد نحو 400 ألف جهاز كل عام.

شركات أخرى رائدة في إعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية

empty fitness gym — *شركات رائدة في إعادة تدوير الأجهزة التكنولوجية المستعملة (آنسبلاش)*

في عام 2014، أسس مات جيل شركة (UK Gym Equipment) المختصة بتجديد وبيع جميع آلات التمارين الرياضية التي يكون عمرها بين 4 و5 سنوات.

يقول مات بهذا الصدد: أحد أكثر شروط البيع فعالية هو عمر الآلة، فغالبًا ما تجد الآلات المجددة في السوق بعد 15 إلى 20 عامًا من صنعها.

تجدر الإشارة إلى أنّ العديد من الأجهزة الإلكترونية ليست مصممة للاستخدام فترة طويلة. حيث يقول جو آيلز، رئيس برنامج دائرة التصميم في مؤسسة إلين ماك آرثر (Ellen MacArthur): كان الاقتصاد الخطي مهيمنًا منذ الثورة الصناعية رغم الجهود المبذولة في توفير المواد وتصميمها لتخرج بالشكل الذي نراه.

“مدة عقد شراء الهواتف على سبيل المثال تكون 18 شهرًا أو عامين كأقصى تقدير، ثم نذهب بعدها لشراء هاتف جديد”.

وعلى ضوء ذلك بدأت شركات التكنولوجيا الكبرى إدراك ذلك. فقد أطلقت شركة فودافون مؤخرًا مجموعة هواتف مجددة مع ضمان عامين على كل هاتف يُجدد شهريًا.

ووجدت الأبحاث التي أجرتها (OnePoll) لصالح فودافون، أنّه من بين 2000 شخص شملهم الاستطلاع، يفكر 73٪ منهم في شراء هاتف مجدد وفي حالة جيدة لتوفير المال.

ومع ذلك، سلط البحث الضوء أيضًا على مخاوف المستهلكين من شراء الهواتف المستعملة وذلك لعمر البطارية المحدود وعمر الجهاز وأمن البيانات، إضافة إلى الإحجام عن استخدام جهاز “شخص آخر” رغم أنّ كل هاتف مجدد خضع للفحص الدقيق وتنظيف شامل للبيانات.