الآلاف يتظاهرون في شوارع لندن احتجاجًا على زيارة ترامب

يصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بريطانيا مساء الثلاثاء في زيارة رسمية تمتد ليومين، يلتقي خلالها الملك تشارلز ورئيس الوزراء السير كير ستارمر، برفقة زوجته ميلانيا.
ومن المقرر أن يُستضاف ترامب والسيدة الأولى يوم الأربعاء في قلعة وندسور بمقاطعة بيركشاير، على أن تستمر الزيارة يوم الخميس في مقر إقامة رئيس الوزراء الريفي “تشيكرز” في باكينغهامشير.
أجندة المحادثات
من المنتظر أن تهيمن ملفات التجارة وأوكرانيا وغزة على محادثات ترامب مع ستارمر، مع احتمالية التطرق إلى قضية إقالة اللورد مانلسون، السفير البريطاني السابق لدى واشنطن، على خلفية علاقاته السابقة بجيفري إبستين.
ورغم أن ترامب لن يزور البرلمان بسبب عطلة مؤتمرات الأحزاب، إلا أن ذلك لم يمنع النشطاء من الدعوة إلى مظاهرات حاشدة احتجاجًا على استضافة الحكومة البريطانية له.
دعوات للتظاهر
ائتلاف “أوقفوا ترامب”، المكوّن من أكثر من 50 نقابة وجمعية وهيئة مدنية، أعلن تنظيم مسيرة كبرى تبدأ من شارع بورتلاند قرب مقر هيئة بي بي سي عند الثانية ظهر الأربعاء، متجهةً إلى ساحة البرلمان.
وسيشارك في الفعالية كل من زعيم حزب الخضر الجديد وعضو مجلس بلدية لندن زاك بولانسكي، إلى جانب زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربن، حيث من المقرر أن يلقيا خطابات أمام المتظاهرين.
خلفية الاحتجاجات السابقة
شهدت العاصمة البريطانية احتجاجات ضخمة خلال زيارات ترامب السابقة، إذ شارك نحو 250 ألف شخص في مسيرة عام 2018 التي تخللها إطلاق منطاد ضخم يجسد الرئيس الأمريكي في صورة كاريكاتورية ساخرة.
كما شهدت لندن مؤخرًا مسيرة حاشدة تحت شعار “وحّدوا المملكة”، نظمها الناشط اليميني تومي روبنسون، بمشاركة أكثر من 150 ألف شخص، وهو رقم تجاوز بكثير تقديرات المنظمين.
مواقف متباينة
انتقدت زوي غاردنر، الخبيرة في سياسات الهجرة، زيارة ترامب، معتبرةً أنه “يفتح الباب أمام الفاشية العالمية” ويحمل بريطانيا إلى “الهاوية”. وفي مقطع مصور نشره الائتلاف، حذّرت غاردنر من “ظلام قادم” ابتلع الولايات المتحدة ويتجه نحو بريطانيا.
وفي المقابل، وصف كريس فيلب، وزير الداخلية في حكومة الظل، هذه التصريحات بأنها “تهويل هستيري” وقال لصحيفة “ديلي تلغراف”: “إن الترحيب بالزعيم المنتخب ديمقراطيًا لأقرب حلفائنا لا يمكن أن يشكل بابًا للفاشية، وهذه الأفكار غير واقعية وقد تؤجج التوترات وتشجع العنف”.
ترتيبات أمنية مشددة
كشفت شرطة العاصمة عن إعداد “عملية شرطية واسعة النطاق” لتأمين الزيارة، خصوصًا بعد اغتيال تشارلي كيرك، أحد أبرز حلفاء ترامب، في ولاية يوتا الأسبوع الماضي.
وخلال زيارة ترامب السابقة، شارك نحو 10 آلاف ضابط، بينهم وحدات مسلحة، في تأمين الفعاليات. أما هذه المرة، فقد أعلنت شرطة وادي التايمز أنها مستعدة للتعامل مع “مستوى تهديد مرتفع للغاية”، مع خطط لتأمين الأجواء والبر والأنهار المحيطة.
وأكد مساعد قائد الشرطة كريستيان بانت أن الخطة الأمنية “شاملة للغاية” وتراعي جميع الاحتمالات.
تفاصيل الزيارة الرسمية
من المتوقع أن يصل ترامب إلى مطار لندن ستانستد على متن طائرة الرئاسة “إير فورس ون”، ترافقه زوجته ميلانيا، على أن يتنقل بموكب يضم سيارته المصفحة الشهيرة “الوحش”.
ويرافقه وفد رفيع يضم وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة روبرت لوتنيك، ووزيرة الزراعة بروك رولينز، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف.
وترى منصة العرب في بريطانيا أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى لندن تعكس طبيعة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، لكنها في الوقت ذاته تكشف حجم الانقسام المجتمعي والسياسي داخل بريطانيا حول استضافته.
وتؤكد المنصة أن الاحتجاجات الواسعة تمثل صوتًا شعبيًا مهمًا لا ينبغي تجاهله، خاصة في ظل المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان والسياسات الدولية المثيرة للجدل.
وبينما تدعو المنصة إلى احترام خيار الحكومة البريطانية في الحفاظ على تحالفاتها، فإنها تشدد في الوقت نفسه على أهمية الإصغاء إلى مطالب الشارع، بما يضمن تحقيق التوازن بين المصالح السياسية واحترام القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
المصدر: standard
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇