العرب في بريطانيا | اكتشف أغرب محطة في مترو لندن.. تصميم فريد يربك ...

1447 جمادى الأولى 5 | 27 أكتوبر 2025

اكتشف أغرب محطة في مترو لندن.. تصميم فريد يربك الركاب

IMG_0074
رجاء شعباني October 20, 2025

قد تظنّ أنك ترى سرابًا عندما تصل لأول مرة إلى محطة كانينغ تاون شرق لندن: قطارات الـDLR تعبر أعلى منصات مترو اليوبيل مباشرة، في مشهد واضح للعيان من مستوى الشارع. تصميم «منصات فوق منصات» يجعل الحركة أكثر كفاءة من حيث استغلال المسار والأرض، لكنه يربك الركاب الجدد أحيانًا، خاصةً عندما تتبدّل وجهات القطارات بين «الأعلى» و«الأسفل».

منصة فوق منصة: كيف يعمل التصميم؟

إذا وقفت على المنصة 2 وألقيت نظرة غربًا، ستشاهد قطارات الـDLR تصل إلى المنصتين 3 و4 فوق منصات مترو اليوبيل 5 و6. ورغم وجود أمثلة أخرى لمنصات «مكدّسة» ضمن شبكة النقل (مثل سانت بولز وتشانسري لاين على الخط المركزي)، تُعد كانينغ تاون الحالة الوحيدة التي يظهر فيها هذا التكديس بوضوح من مستوى الشارع.

الترتيب وفّر على هيئة النقل في لندن (TfL) كلفة مسارات إضافية، إذ يعمل خطّان على محاذاة بنية تحتية واحدة. لكن التعقيد يظهر عند القطارات المتجهة جنوبًا نحو وولويتش آرسنال وبيكتون: الانطلاق قد يتم من المنصتين السفليتين 1/2 أو من المنصة العلوية 3. الانتقال بين هذه المنصات يمرّ عبر ممرّ سفلي يقود إلى مستوى تحت الأرض إضافي؛ على الراكب النزول طابقًا ثم عبور المحطة والصعود طابقين إذا وجد نفسه على «المنصة الخطأ». ولهذا زِيدت الإرشادات داخل المحطة، مع شاشات بلازما تُظهر المنصات ووجهات قطارات الـDLR التالية، فيما تواصل قطارات اليوبيل استخدام المنصتين 5 و6 بصورة ثابتة.

من محطة بسيطة إلى مركز تبادل

كانينغ تاون بدأت كمحطة بسيطة للسكك الوطنية بمنصتين فقط (تقريبًا بين المنصتين الحاليتين 2 و5)، لخدمة قطارات بين نورث وولويتش وريتشموند عبر ستراتفورد—وهو مسار توزّع لاحقًا بين الـOverground والـDLR. في تسعينيات القرن الماضي، ومع تمديد الـDLR وخط اليوبيل، جرى اختيار الموقع كمحطة تبادلية. احتاج الـDLR عبور خط السكك الوطنية، فافتُتح جسر علوي عام 1994 يسمح للقطارات بالتوقف فوق موقع خط اليوبيل «المستقبلي» ثم العبور دون الحاجة إلى جسرين أو نفق.

عام 2006، قُلّصت خدمة السكك الوطنية إلى ستراتفورد تمهيدًا لتحويلها إلى DLR، وشمل ذلك تعديل المنصتين 1 و2 وتطوير الجسر العلوي القائم. اكتملت الأعمال عام 2011 قبيل أولمبياد 2012 وبتمويل جزئي منها، ومنذ ذلك الحين تعمل القطارات بين ستراتفورد إنترناشونال ووولويتش آرسنال عبر كانينغ تاون، مع إمكانية تشغيل خدمة مكوكية إلى بيكتون تعكس مسارها في المنصة 2. وتملك المحطة مدخلًا غربيًا يواجه «جزيرة لندن سيتي» فُتح للجمهور عام 2016 رغم وصول خط اليوبيل إليها منذ 1999.

أمثلة عالمية لظواهر مشابهة

تصاميم «التكديس» ليست حِكرًا على لندن. في باريس، تُظهر محطة «ميرابو» على الخط 10 ترتيبًا فريدًا بمنصة واحدة للاتجاه الشرقي فقط، ما يجبر القطارات المتجهة غربًا على تجاوز المحطة صعودًا فوقها على منحدر—والمشهد واضح للركاب. كذلك يمرّ خط المترو 5 على جسر علوي داخل محطة «أوسترليتز»، فيبدو وكأنه يعبر فوق صالة التذاكر ومنصات القطارات الرئيسية.

يقدّم تصميم كانينغ تاون درسًا في الموازنة بين الكفاءة التشغيلية وتجربة الراكب: استخدام أمثل للمساحات يقابله تحدٍّ في وضوح الحركة والتنقّل بين المنصات. في «العرب في بريطانيا» ندعو إلى تحسين الإرشادات البصرية والسمعية واستباق التحويلات بإشعارات واضحة في القطارات وعلى الأرصفة، بما يضمن انسيابية الحركة ويحدّ من الازدحام والاندفاع غير المنظّم وقت تغيّر المنصات. ومع استمرار تحديثات شبكة لندن، تبقى الأولوية لسلامة الركاب ووضوح المعلومات وتيسير الوصول—خصوصًا للزوّار لأول مرة.

المصدر؛ ماي لندن 


إقرأ أيضا

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
12:24 am, Oct 27, 2025
temperature icon 11°C
broken clouds
89 %
1002 mb
12 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 75%
Visibility 10 km
Sunrise 6:45 am
Sunset 4:43 pm

آخر فيديوهات القناة