افتتاح أول محطة قطار جديدة في بريطانيا منذ مئة عام باحتفال جماهيري
صباح مختلف في إسكس: هتافات، كاميرات تلتقط اللحظة، وأول قطار متجه إلى لندن من محطة تُعيد رسم خريطة التنقل في شمال تشيلمسفورد. محطة بولو بارك تدخل التاريخ كأول محطة جديدة على الخط الرئيسي الشرقي منذ عشرينيات القرن الماضي، وتفتح الباب أمام شبكة مواصلات أكثر كفاءة وربطًا بالمراكز الاقتصادية.
لحظة تاريخية على رصيف بولو بارك

تدفّق عشّاق القطارات والسكان إلى الرصيف منذ ساعات الفجر، بانتظار لحظة وصول القطار القادم من كولشستر في تمام الساعة 7:20 صباحًا. ومع توقّف القطار، علت الهتافات والتصفيق فيما وثّق الحاضرون المشهد بالصور والفيديو. قال أحد الركاب: «أردت أن أكون جزءًا من التاريخ، كانت لحظة خاصة بحق».
افتتاح المحطة البالغة كلفتها 175 مليون باوند جاء قبل الموعد المقرر بأربعة أشهر، وهو ما اعتبره مسؤولو السكك الحديدية مؤشرًا على نجاح المشروع وسرعة تنفيذه. ومن المنتظر أن تُخفف المحطة الجديدة الضغط عن محطة تشيلمسفورد المركزية المزدحمة، وأن تسهّل حركة التنقل نحو العاصمة لندن.
خدمة منتظمة واتصال أسهل بالعاصمة

أوضح مارتن بيبل، المدير العام لشركة غريتر أنجليا، أن محطة بولو بارك هي «أول محطة جديدة على الخط الرئيسي الشرقي منذ أكثر من قرن»، مضيفًا أن المحطة ستقدّم خدمة منتظمة تصل إلى أربع رحلات في ساعات الذروة، ورحلتين خارجها، مما يجعل التنقل أكثر سهولة وراحة.
ومن جانبها، قالت لويز ماكِنلاي، نائبة زعيمة مجلس مقاطعة إسكس، إن المشروع يمثل نموذجًا للنمو المستدام المدعوم بالبنية التحتية، مؤكدة أن «المحطة الجديدة ستحدث نقلة نوعية في تنقل السكان وستُحدث أثرًا إيجابيًا طويل الأمد في شمال تشيلمسفورد والمناطق المحيطة».
محطة ضمن «مجتمع حدائقي» مستدام

يقع المشروع في قلب تطوير عمراني متكامل يخدم أحياء بولو وتشانلز ضمن ما يعرف بـ«مجتمع تشيلمسفورد الحدائقي». وقد أُجيز التخطيط لبناء 4,350 منزلًا ضمن هذا المشروع، اكتمل منها نحو ألفي وحدة، إلى جانب إنشاء مركز «بولو سكوير» الذي يضم متاجر وخدمات طبية ومرافق مجتمعية.
كما يتضمن المشروع الجديد مدارس وممرات للمشاة والدراجات ومناطق مخصصة للأعمال، إضافة إلى خطط لبناء أكثر من 6,000 منزل إضافي في السنوات المقبلة، ما يجعل بولو بارك محطة رئيسية في تنمية المنطقة اقتصاديًا واجتماعيًا.
ترى العرب في بريطانيا أن الاستثمار في النقل العام ليس رفاهية بل ضرورة، خصوصًا حين يُسهم في تخفيف الازدحام والحد من الانبعاثات وتعزيز العدالة المكانية. افتتاح محطة بولو بارك يقدّم نموذجًا ناجحًا للتخطيط المستدام الذي يربط بين البيئة، والخدمات، والاقتصاد المحلي.
ومع ذلك، تبقى مسؤولية الحكومة والقطاع الخاص في ضمان استدامة التشغيل، وضمان أسعار منصفة للتذاكر، وتوسيع التجربة لتشمل مناطق أخرى تحتاج إلى شبكات نقل متطورة. فكل محطة جديدة ليست مجرد مبنى، بل وعدٌ بمستقبل أكثر حركة وعدلًا واتصالًا بين الناس.
المصدر: ماي لندن
إقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇
