اعتصام أمام البرلمان البريطاني مع التصويت مجددا لوقف إطلاق النار في غزة
في خضمّ الأحداث المأساوية الدائرة في غزة، وما تشهده المدينة من عنف إسرائيلي لا هوادة فيه، يأتي الرد الجماهيري في بريطانيا مؤكدًا أهمية التضامن الإنساني وضرورة العمل بلا كلل ولا ملل لوقف نزيف الدم الذي لم يَعُد يُحتمَل.
وفي هذا الإطار دعا التحالف المؤيد لفلسطين في بريطانيا إلى اعتصام كبير أمام مقر البرلمان البريطاني، اليوم الأربعاء 21 فبراير، في الساعة الثالثة والنصف مساءً، وذلك تزامنًا مع تصويت نواب البرلمان على مقترح الدعوة إلى وقف إطلاق النار الذي طرحه الحزب الوطني الاسكتلندي (SNP).
ويضم التحالف في صفوفه: المنتدى الفلسطيني في بريطانيا (PFB)، وحملة التضامن مع فلسطين (PSC)، والرابطة الإسلامية في بريطانيا (MAB)، وتحالف أوقفوا الحرب (Stop the War Coalition)، ومنظمة أصدقاء الأقصى (FOA)، وحملة نزع السلاح النووي (CND)..
التصويت على وقف إطلاق النار في البرلمان البريطاني
بدايةً جاءت دعوة التحالف إلى التجمع عند الساعة الخامسة مساء حتى تتناسب مع موعد التصويت وساعات العمل لعامة الناس، لكن يبدو أن البرلمان قدّم موعد التصويت وجعله الساعة الرابعة مساءً، ما دفع التحالف إلى دعوة الناس للحضور الساعة الـ3:30 مساء، مع مخاوف من أن يؤثر ذلك على عدد الحضور في هذا اليوم المهم.
كما يخشى التحالف أن يكون تغيير الموعد خطة مقصودة للحيلولة دون المشاركة الوازنة من المؤيدين والمتعاطفين مع القضية، وعليه فإنه يحث جميع الناس على القدوم مبكرًا، حتى لو لجؤوا إلى طلب مغادرة وظائفهم، تأكيدًا على أهمية التصويت ورغبةً بالإسهام في وقف حمام الدم في غزة، ولو كان ذلك بتبني دعوة رمزية له.
وإذا كان الهدف من الاعتصام هو إرسال رسالة قوية وواضحة إلى صنّاع القرار البريطانيين، فإن الدعوة إلى المشاركة فيه تتخطى حدود المؤيدين التقليديين للقضية الفلسطينية، لتشمل كل شخص يؤمن بالعدالة وأهمية حقوق الإنسان. وينبّه المنظمون إلى أن هذه المسألة تتجاوز السجالات السياسية لتمس جوهر الوجود الإنساني والضمير العالمي، داعين الجميع إلى توحيد صفوفهم خلف مطلب وقف العدوان الوحشي على غزة.
جهود مكثفة مع استمرار العنف
على صعيد آخر نظّمت حملة التضامن مع فلسطين مجموعات ضغط حجزت مواعيد مسبقة لتدخل البرلمان البريطاني ابتداءً من الساعة الحادية عشرة والنصف صباحًا؛ لتأكيد أن قضية غزة هي قضية الإنسانية جمعاء. إذ يسعون للقاء النواب قُبَيل التصويت وحثهم على اتخاذ موقفٍ يليق بالقيم الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان التي يتشدق بها الغرب.
هذا وسبق للنواب أن خيّبوا ظن المناصرين للقضية الفلسطينية بالتصويت ضد قرار مماثل نهاية العام الماضي. ولكن لعل الناشطين والمراقبين قد حفروا أسماء أولئك النواب الذين صوّتوا ضد الدعوة الإنسانية أو امتنعوا عن ذلك في ذاكرتهم؛ حرصًا على إسقاطهم من السلطة وحرمانهم من الأصوات في الانتخابات المقبلة.
وهنا يبقى السؤال الأبرز: هل سيعكس التصويت في البرلمان البريطاني إرادة الشعب ودعمه وقف العدوان على غزة ودعم أهلها؟ القلوب معلقة، والآمال معقودة، بينما تتجه الأنظار نحو لندن في انتظار إجابة قد تمثل منعطفًا في هذه القضية المصيرية.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇