مخاوف بريطانية من تعزيز الذكاء الاصطناعي لجرائم الاعتداء على الأطفال
حذرت وكالة قانونية في بريطانيا من أن استخدام الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى زيادة جرائم الاعتداء على الأطفال؛ إذ يشكل رجل من أصل خمسين خطرًا على الأطفال، بحسَب ماورد في صحيفة الغارديان.
1.6 في المئة من البالغين في بريطانيا يشكلون خطرًا على الأطفال
ووفقًا لوكالة مكافحة الجريمة في بريطانيا فإن نحو 830.000 بالغ -أي 1.6 في المئة من السكان البالغين- يمثلون درجة معينة من الخطورة على الأطفال، ووصف مدير الوكالة غريم بيغر هذه الأرقام بالاستثنائية.
وقال بيغر: إن نشر صور الممارسات الجنسية المسيئة على الإنترنت من شأنه تعزيز نزعة العنف الجنسي ضد الأطفال والتسويغ لمثل هذا السلوك.
وأشار بيغر إلى أنه مع ظهور الذكاء الاصطناعي سينتشر مزيد من المواد المزيفة المتعلقة بممارسة العنف الجنسي عبر الإنترنت، ما يعني ازدياد حالات الاعتداء على الأطفال.
وفي هذا السياق حذر خبراء من أن بعض الناس يتداولون عبر الإنترنت تعليمات خاصة بكيفية استغلال الذكاء الاصطناعي لتكريس الاعتداء الجنسي على الأطفال!
وقال مدير مكافحة الجريمة في بريطانيا: “إن مشاهدة المواد المصورة -سواء أكانت حقيقية أم مزيفة- تزيد من خطر ارتكاب الجناة لاعتداءات جنسية مماثلة لما يشاهدونه”.
وأضاف: “ما زلنا نعمل على فهم تأثير الذكاء الاصطناعي في ازدياد الجرائم التي تهدد الأطفال، حيث إن معظم حوادث الاعتداء على الأطفال تنتج عادة من مشاهدة المواد المصورة، كما أن ثمانية من أصل كل عشرة أشخاص متورطين في جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال هم من الذكور، ما يعني أن 2 في المئة من الرجال يشكلون خطرًا على الأطفال!”.
وأضاف: “نعتقد أن عدد البالغين الذين يشكلون خطرًا على الأطفال في بريطانيا يتراوح بين 680.000 و830.000 شخص، وبلا ريب فإن هذا الرقم كبير جدًّا، ويعادل عشرة أضعاف أعداد السجناء في بريطانيا!”.
“جاءت هذه الأرقام بعد أن ازداد إدراكنا لواحد من التصرفات العدوانية التي لطالما قلل بعض الناس من شأنها، إذ ينتج معظم هذه الحوادث عن مشاهدة المحتوى الجنسي العنيف على الإنترنت، حيث تنتشر مقاطع فيديو وصور لأطفال يتعرضون للاغتصاب، فيَعمَد أولئك الذين يشاهدون هذا المحتوى إلى تطبيقه على أرض الواقع!”.
استخدام الذكاء الاصطناعي لتكريس الاعتداء على الأطفال
وأشارت وكالة مكافحة الجريمة في بريطانيا إلى أنها توصلت إلى هذه الأرقام باستخدام وسائل إحصاء دقيقة.
وقد اعتمدت هذه الأرقام على نتائج التحقيقات التي أجريت عبر الإنترنت في عدد من حوادث الاعتداء على الأطفال. وأظهرت التحقيقات أن كل شخص من أصل عشرة متورطين في جرائم الاعتداء على الأطفال كان له سوابق، في حين كانت المرة الأولى التي يُقدِم بها البقية على ارتكاب مثل هذا السلوك.
لذلك ضاعف الباحثون العدد التقديري لمرتكبي الجرائم الجنسية بنحو 10 مرات.
وبهذا الخصوص قالت وكالة مكافحة الجريمة: “إن ثقتنا بدقة هذه الأرقام تستند إلى المعلومات الاستخبارية المتاحة والوسائل الموضوعية والخبرة في إحصاء النتائج”.
وقال مدير وكالة مكافحة الجريمة: “إن بعض أعضاء المنتديات عبر الإنترنت تحدثوا بحماس عن استخدام الذكاء الاصطناعي للاعتداء الجنسي على الأطفال!”.
وأضاف: “إن استخدام الذكاء الاصطناعي في الاعتداء الجنسي على الأطفال سيصعب علينا تمييز الأطفال الذين يحتاجون إلى الحماية، وسيعزز هذا السلوك”.
من جهة أخرى قالت هيئة مراقبة الإنترنت: إن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تُستخدَم لتصميم صور تبدو حقيقية لأطفال تتراوح أعمارهم بين ثلاث وست سنوات.
وأضافت الهيئة: إنها عثرت في الإنترنت على دليل توجيهي يُسهِم في تدريب الجناة على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي من أجل تصميم صور ومقاطع فيديو أكثر دقة.
هيئة مراقبة الإنترنت تدعو سوناك لمناقشة تبعات الذكاء الاصطناعي
ودعت مديرة هيئة مراقبة الإنترنت سوزي هارجريفز رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لتناول مسألة تأثير الذكاء الاصطناعي في الاعتداء الجنسي على الأطفال عند استضافته القمة الخاصة بإجراءات السلامة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي الخريف القادم.
وقالت سوزي: “يجب أن يتناول رئيس الوزراء التهديد الخطير الذي قد يشكله الذكاء الاصطناعي على سلامة الأطفال في القمة المرتقبة”.
وأضافت: “يستخدم الجناة برامج تصميم الصور عبر الذكاء الاصطناعي لإنتاج صور تشبه الحقيقية كثيرًا ومقاطع فيديو لأطفال يتعرضون للاعتداء الجنسي”.
وقالت هيئة مراقبة الإنترنت: “إن عدد حالات استخدام الذكاء الاصطناعي لمثل هذا المحتوى ما زال قليلًا، إذ بدأ الجناة قبل مدة وجيزة باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي”.
جدير بالإشارة أنه بين الـ24 من أيار/مايو والـ30 من حَزيران/يونيو حققت هيئة مراقبة الإنترنت في 29 صورة ومقطع فيديو منتشرة على صفحات الويب، ويُشتبَه بأن هذه المواد من تصميم الذكاء الاصطناعي. وثبت أن أكثر من سبع من هذه المواد متعلق بالاعتداء الجنسي على الأطفال، وبعضها يحتوي على مزيج من الصور الحقيقية والصور المصممة بالذكاء الاصطناعي.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضاً :
تقارير: 375 مليون وظيفة معرضة للخطر بسبب الذكاء الاصطناعي بحلول عام
المدارس البريطانية تحذر من أثر الذكاء الاصطناعي على التعليم2030
الرابط المختصر هنا ⬇