تحذير من تداعيات استبدال مقابلات طالبي اللجوء باستبانة باللغة الإنجليزية

أدان الصليب الأحمر البريطاني مخططًا جديدًا يُمنَح بموجبه طالبو اللجوء 20 يومًا فقط لملء استبانات مفصلة باللغة الإنجليزية وإلا فقد تتعرض طلباتهم للرفض، حيث تُظهِر الأرقام أن الطلبات تراكمت لتصل إلى 160 ألف طلب.

وفي هذا السياق قالت المؤسسة الخيرية: إن المخطط الحكومي الجديد الذي سيفي بتعهد رئيس الوزراء ريشي سوناك بالنظر في 92 ألف طلب لجوء بحلول نهاية هذا العام، سيكون له تأثير مدمر على اللاجئين الضعفاء.

استبانة باللغة الإنجليزية بدلًا من المقابلات المباشرة

كُشِف النقاب عن خطة الداخلية البريطانية باستبدال المقابلات المباشرة باستبانات، تستهدف 12 ألف طالب لجوء من أفغانستان وإريتريا وليبيا وسوريا واليمن، أمس الخميس في تسريب استبانة من 11 صفحة كشفت عنها صحيفة الغارديان.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تُظهر فيه أرقام وزارة الداخلية الصادرة أمس الخميس أنه في نهاية ديسمبر من العام الماضي، كان 160.919 شخصًا ينتظرون قرارًا أوليًّا بشأن طلبات اللجوء الخاصة بهم، مسجلة زيادة بنسبة 60 في المئة عن الفترة ذاتها من عام 2021، وهو أعلى رقم منذ بدء السجلات الحالية في عام 2010.

وبهذا الصدد قالت كريستينا ماريوت، المديرة التنفيذية للاستراتيجية والاتصالات في الصليب الأحمر البريطاني: إنها قلقة جدًّا من امكانية سحب الطلبات البيروقراطي إذا لم يتمكن اللاجئون من ملء الاستبانة في الوقت المحدد.

وأوضحت قائلة: إننا نعلم أن المقابلات الحكومية مع طالبي اللجوء تكون قصيرة في الغالب، ويندر وجود مترجمين، إضافة إلى فقدان الوثائق أثناء العبور. ويمكن أن يكون لهذا الإطار الزمني آثار كبيرة على الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية.

وبهذا الصدد قالت سايل رينولدز رئيسة الدفاع في منظمة (Freedom from Torture): إن المخطط الجديد سيترك ضحايا التعذيب عرضة لمزيد من الانتهاكات؛ لأن النموذج الواجب ملؤه معقد، ويحتوي على 50 سؤالًا بلغة لا يفهمها طالبو اللجوء ودون تقديم مشورة قانونية.

وتشمل الاستبانة أسئلة عن التعرض للاتجار بالبشر وغيرها. ومن بين الأسئلة الحساسة ما يلي: إذا كنت تخشى المسؤولين في بلدك، فهل يمكن إرسال بريد إلكتروني أو الاتصال بأفراد أسرتك أو أصدقائك في بلدك الأم لطلب وثائق الهُوِية دون تعريضهم للخطر؟

من جهة أخرى قال كولين يو، وهو محامٍ مختص بشؤون الهجرة: إن الاستبانة مثل مقابلة لجوء حقيقية، ومن ثَمّ سيحتاج طالب اللجوء إلى مشورة قانونية؛ للإجابة عن الأسئلة المطروحة فيها بنحو صحيح.

وبالنظر إلى أهداف الحكومة، فقد تبقى أمام وزارة الداخلية نحو 10 أشهر للبت مبدئيًّا في طلبات لجوء 92.601 شخص دخل نظام الهجرة ابتداء من نهاية يونيو 2022.

إحصائيات الداخلية البريطانية

تُظهر البيانات الجديدة أن الداخلية البريطانية اتخذت قرارات في 23.800 طلب لجوء في عام 2022، ما أسهم في تراكم الملفات ليبلغ عددها 161.000 ملف في نهاية العام، بزيادة بلغت 60 في المئة بعد أن كان 101.000 ملف في نهاية ديسمبر 2021، وأقل من 36.000 ملف في عام 2018.

وفي عام 2022 تلقت الحكومة 74.800 طلب لجوء جديد لـ89 ألف شخص، بشكل يماثل المستويات التي سُجلت في منتصف عام 2003 وأقل من ذروة عام 2002.

هذا وقد أظهر تحليل أجراه مراقب الهجرة مؤخرًا أن الزيادة في طلبات اللجوء ليست سوى عامل واحد من عوامل تراكم الطلبات الحالي، إذ أدى البطء باتخاذ القرار إلى تراكم الطلبات على مدى سنوات قبل وقت طويل من زيادتها في عام 2021-2022.

من جهة أخرى رحبت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالإجراءات، وقالت: إنها ستواصل التعامل مع وزارة الداخلية بشأن تنفيذها. وقالت في بيان لها: من المهم أن يفهم طالبو اللجوء ما هو مطلوب منهم، وأن تتاح لهم الفرصة لتقديم طلباتهم بشكل كامل ودقيق.

وعلى الرغم من ضغط أعضاء حزب المحافظين لتسريع عملية البت في طلبات اللجوء، فقد اتخذت وزارة الداخلية القرار بشأن أقل من 1 في المئة من طلبات الوافدين على متن القوارب الصغيرة العام الماضي. كما أصدرت قرارًا أوليًّا بخصوص أقل من 19 ألف قضية في عام 2022، بزيادة 29 في المئة عن عام 2021، وأقل بنسبة 10 في المئة من 20.766 قضية في عام 2019.

وكان أكثر من ثلاثة أرباع (76 في المئة) القرارات الأولية بشأن طلبات اللجوء في عام 2022 عبارة عن منح اللجوء أو الحماية الإنسانية أو تصاريح أخرى بديلة. وقالت وزارة الداخلية: إن هذا المعدل أكبر بكثير من المعدل المسجل قبل الوباء، عندما كان نحو ثلث القرارات الأولية عبارة عن منح لحق اللجوء.

بالمقابل قالت وزيرة الداخلية في حكومة الظل إيفيت كوبر: هذه مستويات مشينة جدًّا، وتدل على عدم كفاءة الحكومة التي فقدت السيطرة على الوضع. في حين أكدت وزارة الداخلية أنه سيُطلب من 12 ألف طالب لجوء ممن قدموا طلبات لجوء قديمة، تقديم تفاصيل في استبانة جديدة لوزارة الداخلية؛ لتسهيل إصدار القرار النهائي بخصوص طلباتهم. وإذا لم يردوا فيمكن سحب طلب اللجوء الذي قدموه.

المصدر: الغارديان

اقرأ أيضًا:

الداخلية البريطانية تعلن البت في طلبات لجوء 12 ألف شخص دون مقابلات شخصية

اقتحام نشطاء تجمّعًا للحزب الحاكم للاحتجاج على اختفاء أطفال طالبي اللجوء من فنادق بريطانيا

دراسة: وزارة الداخلية البريطانية تتعمد دفع طالبي اللجوء إلى هوة الفقر