العرب في بريطانيا | ارتفاع معدلات الوفيات في بريطانيا مع نهاية 2022

1446 شعبان 23 | 22 فبراير 2025

ارتفاع معدلات الوفيات في بريطانيا مع نهاية 2022

معدلات الوفاة في بريطانيا تشهد ارتفاعًا كبيرًا، رغم انحسار وباء كورونا
فريق التحرير May 12, 2023

شهدت بريطانيا ارتفاعًا في معدل الوَفَيَات، حيث سجلت عشرات الآلاف من الوَفَيَات الزائدة على الحد المتوقع من معدلات الوفيات في بريطانيا، دون معرفة الأسباب المباشرة وراء ذلك.

وخلال الفترة الممتدة بين أيار/مايو وكانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، سُجّلت 32441 حالة وفاة، وهذا الرقم أعلى من المتوسط المعتاد في كل من إنجلترا وويلز، إلى جانب الوَفَيَات الناتجة عن انتشار وباء كورونا.

ويشمل عدد الوَفَيَات الزائدة كل حالات الوفاة التي سُجلت فوق المعدل الطبيعي لعدد الوَفَيَات كل خمس سنوات، وقد استُثنِيت الوَفَيَات المسجلة في عام 2020 من معدل حساب الوَفَيَات خلال السنوات الخمس الأخيرة؛ نظرًا إلى وفاة أعداد كبيرة من مرضى كورونا في ذلك الوقت.

زيادة معدلات الوفيات فوق الحد المعتاد 

مساع لتسريع خطط رفع سن التقاعد في بريطانيا إلى 68 عامًا
ارتفاع نسبة الشيخوخة في بريطانيا زادت من معدلات الوفيات خلال الأعوام الخمسة الأخيرة

ومع استثناء الوَفَيَات الناتجة عن كورونا عام 2020، أشار المكتب الوطني للإحصاء إلى وجود 32 ألف حالة وفاة فوق المعدل الطبيعي.

وقد أثارت هذه الأرقام كثيرًا من التساؤلات عن أسباب الارتفاع الكبير في عدد الوَفَيَات.

يُذكَر أن أعداد الوَفَيَات شهدت منذ انتشار وباء كورونا تذبذبًا كبيرًا بين شهر وآخر، حيث انخفضت أعداد الوَفَيَات في بعض الأحيان إلى ما دون المعدل المسجل كل خمس سنوات، وفي أشهر أخرى تجاوزت أعداد الوَفَيَات المعدل المعتاد.

ويمكن عزو الزيادة في عدد الوَفَيَات إلى عدد من الأسباب، لكن لم يتضح سبب انخفاضها المفاجئ في أحيان أخرى.

وفي هذا السياق قال البروفيسور جيفي كولمان أستاذ الديموغرافيا في جامعة أكسفورد لصحيفة الميرور: “لا أحد يستطيع الجزم بسبب ارتفاع أعداد الوَفَيَات على مدار العام الماضي”.

وأشار كولمان إلى أنه بعد انتشار فيروس كورونا، تغير تعداد سكان بريطانيا، حيث سُجِّل عدد كبير من الوَفَيَات بين كبار السن.

وتابع كولمان: “بعد استثناء الوَفَيَات الناجمة عن وباء كورونا، يُفترَض أن ينعم بقية السكان بأعمار أطول، ومن البديهي تسجيل نسبة أقل من الوَفَيَات مع انحسار فيروس كورونا، لكن هذا لم يحدث قطُّ!”.

أبرز الأسباب وراء ارتفاع معدلات الوفيات في بريطانيا

انتشار البدانة في بريطانيا يزيد من خطر الوفاة بأمراض القلب (بيكساباي)
انتشار البدانة في بريطانيا يزيد من خطر الوفاة بأمراض القلب (بيكساباي)

وسلط كولمان الضوء على سببين رئيسَين ربما أسهما في زيادة معدل الوَفَيَات: أولهما ارتفاع نسبة الشيخوخة في بريطانيا والسبب الآخر هو زيادة حالات البدانة.

وقال كولمان: “لقد تزايدت نسبة الشيخوخة في بريطانيا، كما أن بريطانيا هي أكثر الدول تسجيلًا لحالات البدانة في أوروبا، وسكانها هم أكثر الناس عرضة للأمراض، ولا سيما أمراض القلب والسكري، حيث تفسر الظروف غير الصحية بشكل جزئي استمرار الارتفاع في أعداد الوَفَيَات حتى بعد انحسار وباء كورونا”.

ولعل أحد أبرز الأسباب وراء ارتفاع أعداد الوَفَيَات هو انتشار أمراض القلب، وهذا يتطابق مع تحذيرات البروفيسور كولمان من زيادة الأمراض الناتجة عن انتشار السمنة.

وعند البحث في مسألة ارتفاع معدل الوَفَيَات في معظم أنحاء بريطانيا عام 2020، يتطرق إلينا احتمال أن يكون السبب الرئيس هو الخرف ومرض الزهايمر، وهو دليل آخر على ارتفاع نسبة الشيخوخة في بريطانيا.

وعلى الرغم من ارتفاع عدد الوَفَيَات بسبب الخرف ومرض الزهايمر، فإنهما ليسا السبب الرئيس وراء الارتفاع الكبير في عدد الوَفَيَات؛ إذ أشارت البيانات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء إلى أن الالتهاب الرئوي والإنفلونزا التي تنتشر خلال الشتاء، إلى جانب بعد الأعراض المرضية غير المحددة، هي ما يُسهِم بالارتفاع الحاد في أعداد الوَفَيَات.

وقال البروفيسور كولمان بهذا الصدد: “بالنظر إلى الأسباب الواردة في شهادات الوفاة، فإن العلامات والأعراض المرضية غير المحددة قد لا تكون سببًا كافيًا لتفسير الارتفاع الكبير في أعداد الوَفَيَات، وبلا ريب فإن هذه الأعراض مرتبطة غالبًا بالشيخوخة”.
ويطرح هذا التفسير مشكلة أخرى، وهي تزايد أعداد الوَفَيَات لأسباب غير واضحة.

وعلى الرغم من تسجيل مزيد من الوَفَيَات بين المسنين خلال الفترة الماضية، فإن هذا السبب لا يفسر وفاة أكثر من 30 ألف شخص في الفترة الممتدة من أيار/مايو إلى كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي.

أما أبرز أسباب الوفاة خلال شهري آذار/مارس وشباط/فبراير من هذا العام، فقد كانت العلامات والأعراض المرضية غير المحددة، في حين كانت الأسباب الرئيسة للوَفَيَات المسجلة في كانون الثاني/يناير الماضي هي الإنفلونزا والالتهاب الرئوي.

“غياب التفاسير المنطقية لمعدلات الوفاة المرتفعة”

بروفيسور بريطاني يؤكد عدم وجود أسباب مقنعة لارتفاع معدلات الوفاة بشكل غير مسبوق (بيكساباي)
بروفيسور بريطاني يؤكد عدم وجود أسباب مقنعة لارتفاع معدلات الوفاة بشكل غير مسبوق (بيكساباي)

وهناك العديد من أسباب الوفاة الأخرى على مدار العام، ولعل أبرزها ارتفاع الحرارة في فصل الصيف، وبخاصة في ظل تغير المناخ، ما يُعَد تهديدًا قاتلًا لآلاف الناس الذين لم يستطيعوا التكيف مع ارتفاع درجات الحرارة.

وكما ذُكِر آنفًا فإن الارتفاع الحاد في عدد الوَفَيَات عبارة عن جميع الوَفَيَات التي تجاوزت معدلها المسجل بين عامي 2016 و2019 إضافة إلى عام 2021.

إلا أن إحصاءات الوَفَيَات المسجلة خلال السنوات الخمس الماضية تعرضت لعدة انتقادات؛ لأنها لم تأخذ بالحُسبان بعض العوامل، مثل تغير عدد السكان ومتوسط أعمارهم، إذ يختلف عدد السكان في عام 2016 عن عام 2023، وهو ما أشار إليه البروفيسور كيفن ماكونواي أستاذ علم الإحصاء التطبيقي.

إن حساب معدل الوَفَيَات بناء على المعايير العمرية قد يساعد في تقديم تفسير أكثر دقة للزيادة الكبيرة في الوَفَيَات، حيث سيتيح ذلك إمكانية تحديد المدة الزمنية الدقيقة التي شهدت تزايدًا أو تناقصًا لأعداد الوَفَيَات عن الحد المطلوب.

وفي كانون الأول/ديسمبر عام 2022، بلغ عدد الوَفَيَات الزائدة على المعدل 5900 حالة وفاة، أي أعلى بنسبة 13.5 في المئة من المعدل المعتاد.

لكن أعداد الوَفَيَات التي حُسِبت بناء على المعايير العمرية كانت أعلى بنسبة 5.8 في المئة فقط من متوسط الوَفَيَات خلال السنوات الخمس الأخيرة، ما يعني أنه كان يمكن توقع عشرات الآلاف من الوَفَيَات الإضافية لو اعتُمِدت هذه المعايير في حساب معدل الوَفَيَات، لكن رغم ذلك فإن سبب ارتفاع الوَفَيَات ما زال غير معروفًا!

وكانت نسبة الوَفَيَات التي حُسِبت بناء على المعايير العمرية أقل من نسبة الوَفَيَات الزائدة التي حُسِبت بشكل مباشر خلال عام 2022، لكن هذه الطريقة أخفقت في تفسير سبب الوَفَيَات.

وقال البروفيسور ماكونواي: “إن حساب نسبة الوَفَيَات بناء على المعايير العمرية يتطلب أمورًا معينة، مثل معرفة عدد السكان المندرجين تحت كل فئة عمرية”.

وأضاف: “إن المكتب الوطني للإحصاء لم يستخدم التعدادات السكانية لعام 2021 لحساب نسب الوَفَيَات؛ نظرًا إلى عدم وجود إحصاءات دقيقة لأعداد السكان في جميع أشهر عام 2021، وفي الواقع استند حساب الوَفَيَات إلى تعدادات السكان الخاصة بعام 2018”.

“أضف إلى ذلك أن إحصاءات السكان في ذلك الوقت لا تأخذ بعض المعايير بعين الاعتبار مثل انتشار وباء كورونا، وغيرها من العوامل التي تؤثر في عدد السكان وأعمارهم، ومن ثَمّ فإن الأسباب التي أدت إلى وفاة عشرات الآلاف من البريطانيين ما زالت مجهولة”.

 

المصدر: الميرور 


 

اقرأ أيضاً : 

إدارات السجون في بريطانيا تتجاهل تقارير تؤكد ارتفاع الوفيات بين الأقليات

ارتفاع معدل الوفيات في بريطانيا بسبب عدم انتظام ضربات القلب

بريطانيا قد تكون على أعتاب إيجاد علاج لمرض الزهايمر

 

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
8:22 pm, Feb 22, 2025
temperature icon 9°C
clear sky
Humidity 86 %
Pressure 1020 mb
Wind 7 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 2%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 7:00 am
Sunset Sunset: 5:27 pm