العرب في بريطانيا | توقعات بارتفاع ضريبة الشركات في بريطانيا بنسبة ...

1445 رمضان 18 | 28 مارس 2024

توقعات بارتفاع ضريبة الشركات في بريطانيا بنسبة 6 في المئة في إبريل

ضريبة الشركات في بريطانيا
فريق التحرير March 7, 2023

منذ انتخاب الحكومة الائتلافية في عام 2010، اتخذ معدل ضريبة الشركات في بريطانيا منحى واحدًا حتى الآن.

وعلى ضوء ذلك تقرَّر ارتفاع معدل ضريبة الشركات في بريطانيا من 19 إلى 25 في المئة في بداية السنة الضريبية الجديدة، في أحد أكبر انعكاسات السياسة الضريبية في السنوات الـ15 الماضية. وقد أثارت هذه الزيادة جدلًا واسع النطاق بخصوص موقف الحكومة الحالية من الشركات، ما يستدعي السؤال عما إذا كانت معدلات ضريبة الشركات المنخفضة تحث الشركات على الاستثمار أم لا.

تداعيات زيادة ضريبة الشركات في بريطانيا

turned off flat screen monitors on top of beige desks
ارتفاع ضريبة الشركات في بريطانيا (آنسبلاش)

بدأ الأمر منذ أن دخل ديفيد كاميرون الحكومة في عام 2010 بوصفه أول رئيس للوزراء من حزب المحافظين. وكان خفض ضريبة الشركات سياسة رئيسة للحكومة الائتلافية التي قادها هو وحكومات حزب المحافظين اللاحقة.

ويعود الفضل في ذلك إلى جورج أوزبورن؛ ففي ميزانيته الأولى في يونيو 2010، أعلن أوزبورن أن معدل 28 في المئة الذي وضعه أليستير دارلينج سيُخفض بمقدار نقطة مئوية واحدة كل عام من 2011 إلى 2014.

وأدى ذلك إلى انخفاض ضريبة الشركات إلى 26 في المئة في عام 2011 و24 في المئة في عام 2012، قبل أن تنخفض إلى 23 في المئة في عام 2013 و21 في المئة في عام 2014. ثم انخفضت مرة أخرى إلى 20 في المئة في عام 2015.

وعند انتخاب حزب المحافظين في وقت لاحق من ذلك العام، تعهد أوزبورن بخفضها إلى 18 في المئة؛ بحجة أن خفض معدلات ضريبة الشركات يحفِّز الشركات على الاستثمار في بريطانيا.

ولخَّص أوزبورن سياسته في خطاب الميزانية في مارس 2016 قائلًا: كل الأدلة تُظهر أن ضريبة الشركات هي إحدى أكثر الضرائب غير المنتجة. ووعد لاحقًا بمواصلة خفض معدل ضريبة الشركات إلى 17 في المئة بحلول عام 2020. ولكنه تخلى عن منصبه بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مع أنه أشار في أيامه الأخيرة في وزارة الخزانة إلى أنه سيعمل على خفض معدل ضريبة الشركات إلى 15 في المئة أو ربما أقل من ذلك ضمن مخطط بريطانيا بعد البريكست.

وسرعان ما نأى خليفته فيليب هاموند بنفسه عن ذلك، ومع أنه لم يعلن عن أي تخفيضات في معدل الضريبة، فقد ظل ملتزمًا بهدف الـ17 في المئة. وبناءً على ذلك، خُفضت ضريبة الشركات من 20 إلى 19 في المئة في بداية السنة الضريبية 2017-2018، ما دفع الحكومة إلى تعليق خطط خفض الضرائب في أعقاب الجائحة.

وما لم يُذكَر عن سياسة أوزبورن على وجه الخصوص هو أنه بينما خفض المعدل الرئيس لضريبة الشركات، ظلت بدائل الاستثمار -على حد تعبير معهد الدراسات المالية- من بين أقل بدائل الاستثمار سخاء في دول العالم المتقدم.

نتيجة لذلك -كما أشار (IFS) وغيره- فبالكاد تمثل ضريبة الشركات التي فرضتها الحكومة نسبة من الناتج المحلي الإجمالي.

ارتفاع ضريبة الشركات في بريطانيا

factory
ارتفاع ضريبة الشركات في بريطانيا (آنسبلاش)

ارتفعت ضريبة الشركات في بريطانيا بوصفها نسبة من الناتج المحلي الإجمالي إلى 2.9 في المئة في عام 2019-2020، وهو أعلى مستوى لها منذ الأزمة المالية العالمية، أي قبل أكثر من عشر سنوات. ثم انخفضت بعد ذلك إلى 1.8 في المئة في عام 2021-2022 بسبب الوباء.

ويشير مؤيدو تخفيض ضريبة الشركات إلى جمهورية أيرلندا، التي أصبحت نقطة جذب للاستثمار الخارجي من عمالقة التكنولوجيا الأمريكية على وجه الخصوص، بعد أن كان معدل ضريبة الشركات فيها يقف عند 12.5 في المئة فقط منذ عام 2003.

وكما قال ديفيد جوك وزير الخزانة السابق في عهد أوزبورن في خطاب ألقاه عام 2021، فإن ضريبة الشركات هي في الأساس ضريبة على عوائد الاستثمار. وإذا خفضت معدل العائد على استثمارك، فستحصل على استثمار أقل.

ومع ذلك يوجد عدد كبير من الخبراء والسياسيين المعارضين لهذه السياسة، منهم رئيس الوزراء الحالي ريشي سوناك.

التشكيك في فاعلية خفض ضريبة الشركات في بريطانيا

factory producing smokes
ارتفاع ضريبة الشركات في بريطانيا (آنسبلاش)

أعلن سوناك بوصفه وزير الخزانة السابق عن خطط لزيادة ضريبة الشركات من 19 إلى 25 في المئة في ميزانيته في مارس 2021 باعتبارها طريقة لسد العجز المالي الذي سببه الوباء.

وقال في ذلك الوقت: تقدم الحكومة للشركات دعمًا بأكثر من 100 مليار باوند لتجاوز آثار الوباء، لذا فمن العدل مطالبتها بالمساهمة في انتعاش الاقتصاد.

ولكن كواسي كوارتنج وزير الخزانة في عهد ليز تراس طرح مؤقتًا سياسة معاكسة، ولكن بعد ترؤُّس سوناك الحكومة فإن الزيادة استمرت مع أن وزير الخزانة الحالي جيريمي هانت قد أيد سابقًا خفض ضريبة الشركات إلى 15 في المئة خلال حملته لقيادة حزب المحافظين.

وحتى الآن يُشكِّك بعض رجال الأعمال، على غرار مارتن سوريل، في نجاعة خفض ضرائب الشركات في التحفيز على الاستثمار.

جدير بالذكر أن بريطانيا لديها سجل ضعيف في مجال الاستثمار التجاري. ففي عام 2019، ومن بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، جاءت اليونان ولوكسمبورغ بعد بريطانيا مباشرة في تصنيف استثمار الشركات نسبة من الناتج المحلي الإجمالي. في حين تتمتع دول مثل اليابان وفرنسا بمستويات من الاستثمار التجاري أعلى بكثير من متوسط منظمة (OECD) على الرغم من ارتفاع معدلات ضرائب الشركات فيهما.

غياب الحوافز الاستثمارية!

ارتفاع ضريبة الشركات في بريطانيا (آنسبلاش)
ارتفاع ضريبة الشركات في بريطانيا (آنسبلاش)

قد يغامر سوناك وهانت بمستقبلهما السياسي برفع معدل ضريبة الشركات دون تحسين بدائل الاستثمار.

ولا توجد أي مؤشرات حتى الآن على أن الحكومة تتطلع إلى تحسين الزيادات الضريبية القادمة مع زيادات في بدائل الاستثمار، مع أن سوناك أكد في خطاباته السابقة أنه سيبذل قصارى جهده لجذب مزيد من الاستثمار من خلال خفض ضريبة الشركات.

إن رفع الضرائب على الشركات مع عدم تعزيز حوافز الاستثمار سيدفع بريطانيا لتكون في أسفل قائمة الدول التي تقدم أنظمة ضريبية تجارية تنافسية على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الاتحاد الأوروبي.

وبالفعل، تسبب الضرائب المفاجئة الأخيرة المفروضة على قطاع الطاقة ضررًا كبيرًا، حيث قال الرئيس التنفيذي الجديد لشركة الطاقة (Shell) لصحيفة التايمز: إن الولايات المتحدة أصبحت متفوقة على بريطانيا كثيرًا؛ لأنها تقدم حوافز تجارية واستثمارية، في حين كتب المسؤولون التنفيذيون من سبع شركات كبرى لمزارع طاقة الرياح إلى وزير الخزانة يحثونه على تخفيض الضريبة على مولِّدات الكهرباء؛ لأنها لا تشجع على الاستثمار الخاص في البلاد.

المصدر: سكاي نيوز


اقرأ أيضًا:

ترند بريطانيا: انتقادات تصل ريشي سوناك لاستلامه مبلغ طائل من شركات النفط

الغارديان: أثرياء بريطانيا يحتفظون بممتلكاتهم عبر شركات خارجية!

نصائح للتعامل مع ارتفاع ضريبة السكن والفواتير في بريطانيا بحلول إبريل 2023