العرب في بريطانيا | أعداد المغادرين للطوارئ دون علاج تتضاعف ثلاث مر...

1447 جمادى الثانية 15 | 06 ديسمبر 2025

أعداد المغادرين للطوارئ دون علاج تتضاعف ثلاث مرات خلال 6 سنوات

الطوارئ في إنجلترا, أزمة الـNHS, خدمات الصحة البريطانية, ضغط المستشفيات, نظام الرعاية الصحية في بريطانيا
محمد سعد December 4, 2025

تشهد منظومة الرعاية الصحية البريطانية مشهدًا ينذر بأزمة متفاقمة، إذ تسجّل أقسام الطوارئ في إنجلترا ارتفاعًا مقلقًا في أعداد المرضى الذين يغادرون قبل تلقي العلاج، وسط طوابير انتظار طويلة وضغط متزايد على خدمات هيئة الصحة الوطنية البريطانية (NHS). وبينما تتصاعد الشكاوى ويزداد تدهور زمن الاستجابة، تحذر الهيئات الطبية من أن الوضع بات علامة واضحة على نظام يقترب من حافة الانهيار.

قفزة غير مسبوقة في عدد المغادرين دون علاج

الطوارئ في إنجلترا, أزمة الـNHS, خدمات الصحة البريطانية, ضغط المستشفيات, نظام الرعاية الصحية في بريطانيا
أكثر من 320 ألف مريض غادروا أقسام الطوارئ دون تلقي رعاية خلال ثلاثة أشهر فقط.

أظهر تحليل جديد لبيانات (𝖭𝖧𝖲) -أعدّته الكلية الملكية للتمريض ونقلته صحيفة «الجارديان»- أن أكثر من 320 ألف مريض غادروا أقسام الطوارئ دون تلقي أي رعاية بين تموز/يوليو وأيلول/سبتمبر 2025، مقارنة بنحو 100 ألف فقط في الفترة نفسها من عام 2019.

وتقول الكلية: إن هذه الزيادة، التي تفوق ثلاثة أضعاف، تعكس ضغوطًا غير مسبوقة على الطوارئ، إذ غادر معظم المرضى غضبًا وسخطًا من طول الانتظار.

ارتفاع خطير في ساعات الانتظار

يكشف التحليل كذلك عن ارتفاع هائل في عدد المرضى الذين انتظروا أكثر من 12 ساعة داخل الطوارئ:

  • 1,281 مريضًا في 2019
  • 116,141 مريضًا في 2025

وهو ما يمثل زيادة تقارب تسعين ضعفًا خلال ست سنوات فقط.

نظام عاجز عن الاستجابة

الطوارئ في إنجلترا, أزمة الـNHS, خدمات الصحة البريطانية, ضغط المستشفيات, نظام الرعاية الصحية في بريطانيا
النظام الصحي عاجز عن تغطية احتياجات المرضى بشكل كامل

قالت البروفيسورة نيكولا رانجر، الأمينة العامة للكلية الملكية للتمريض: إن بطء التعامل مع الأزمة أمر غير مقبول، مضيفة:

“الارتفاع الكبير في أعداد المغادرين للطوارئ دون علاج أمر خطر، ويعكس نظامًا معطّلًا”.

وأوضحت أن ضعف خدمات الرعاية الأولية والمجتمعية يدفع كثيرين إلى اللجوء للطوارئ بوصفه الملاذ الأخير، في حين يبقى المرضى الجاهزون للخروج داخل المستشفيات؛ بسبب غياب الدعم المجتمعي، ما يؤدي إلى تكدّس الأسِرّة وانسداد مسار العلاج بأسره داخل منظومة (NHS).

ضغط إضافي مع تقلّص القدرة على العلاج الخاص

في تقرير منفصل، حذّرت شركة التحليلات الصحية «لاينغ بيوسن (LaingBuisson)» من أن الضغط على (NHS) مرشح للزيادة مع تراجع قدرة المرضى على دفع تكاليف العلاج الخاص. وأشار التقرير إلى أن:

  • قيمة العلاج المموّل من (NHS) داخل المستشفيات الخاصة بلغت 2.2 مليار باوند في 2024
  • بينما ارتفع عدد المرضى الذين دفعوا من جيوبهم للعلاج الخاص بنسبة 0.1 في المئة فقط

وقال الباحث تيم رِيد: إن ارتفاع تكاليف المعيشة يجعل الكثيرين يفضلون الاعتماد على (NHS) رغم الانتظار الطويل:

“إذا بدأ المرضى المموَّلون ذاتيًّا بترك القطاع الخاص والعودة إلى (NHS)، فستتفاقم الأزمة”.

دور القطاع الخاص تحت المجهر

الطوارئ في إنجلترا, أزمة الـNHS, خدمات الصحة البريطانية, ضغط المستشفيات, نظام الرعاية الصحية في بريطانيا
“الاستثمار في طواقم (NHS) وقدراته هو الطريق الوحيد لتخفيف الضغط”

قال الدكتور جون بانتس، الرئيس المشارك لحملة «حافظوا على (NHS) عاماً» (Keep Our NHS Public)، إن الاستعانة بالقطاع الخاص ليس حلًّا، موضحًا:

“المستشفيات الخاصة تعتمد على نفس الطواقم الطبية المرهقة، ومن ثَمّ فإن تحويل الأموال إليها يسحب العاملين من (NHS) ويزيد أزمته”.

وأكد أن الاستثمار في طواقم (NHS) وقدراته هو الطريق الوحيد لتخفيف الضغط، لا التوسع في التعاقدات الخاصة.

رد وزارة الصحة: خطط للشتاء ووعود بالتغيير

قال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية: إنه لا ينبغي أن يتلقى أحد الرعاية في ممر أو على كرسي أو عربة نقالة، مضيفًا: “نحن مصممون على إنهاء هذه الممارسات، وننشر بيانات الانتظار في الممرات لتعزيز الشفافية.”.

وأعلنت الوزارة أنها تستثمر 450 مليون باوند هذا الشتاء؛ لتوسيع خدمات الرعاية العاجلة، وتحسين قدرات سيارات الإسعاف، وإنشاء مراكز جديدة للأزمات النفسية.

صعوبات متراكمة تكشف ضعف قدرة النظام الصحي على الاستيعاب

الاستثمار في طواقم (NHS) وقدراته هو الطريق الوحيد لتخفيف الضغط
توسعة القدرات التشغيلية ورفع طاقة النظام الصحي يضمن وصول الرعاية إلى مزيد من المرضى

تشير منصة «العرب في بريطانيا» (AUK) إلى أن تضاعف أعداد المغادرين للطوارئ دون علاج يعكس اختلالًا واضحًا في قدرة (NHS) على الاستجابة للطلب المتزايد؛ نتيجة نقص الطواقم، وضعف خدمات الرعاية الأولية، والضغط الشتوي المتكرر. وترى المنصة أن أقسام الطوارئ في بريطانيا أصبحت مؤشرًا حاسمًا على وضع المنظومة الصحية، وأن أي إصلاح فعلي يتطلب توسعة جادة للقدرات التشغيلية ورفع طاقة النظام بما يضمن وصول المرضى إلى الرعاية دون انتظار مرهق أو مغادرة دون علاج.

المصدر: الجارديان


أقرأ أيضاً

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة